مما لا شك فيه أن مشكلة انتشارالتدخين و المخدرات وتعاطيهما خاصة بين الشباب بما فيهم تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات ، وظهور أنواع جديدة من المخدرات غير التقليدية المعروفة بالحشيش والأفيون ، تتمثل في الهيروين الذي يستخلص بصورة مركزة من الأفيون – وكذلك المروفين- والكودايين – وظهور المنشطات مصل الكوكايين والفيتامينات والقاط.
وتعد وسائل التعاطي ، ما بين التعاطي بالفم – والتعاطي بالشم عن طريق الأنف – والتعاطي بالحقن تحت الجلد وبالوريد – وانتشار هذه المواد جميعها في مختلف الأوساط الاجتماعية بدءا من الأحياء الراقية وحتى الأحياء الفقيرة – غزت هذه المواد المخدرة صفوف تلاميذ بعض المدارس الإعدادية والثانوية – ومدرجات الجامعة – واستشرت بين ورش الحرفيين والعمال المهرة والصناع – أدمن هذا الوباء التلميذ والطالب والضابط والمهندس والتاجر والعامل – فأصبحوا أسرى لهذا الوباء المدمر – وأصبحت الصحف اليومية تطالعنا بحوادث السرقة والخطف والنصب والتحايل والاغتصاب والقتل بسبب إدمان هذه المواد الفتاكة التي أصبحت أخطر من مرض السرطان والإيدز – وأصبح الطريق معبدا سهلا أمام المدمن – في فترة قليلة من الزمن – إما للسجن – أو للجنون – أو للموت العاجل والمؤكد فإذا ساعدته الظروف على أن يفلت من العقاب – فالجنون هو المرتبة التالية . وإذا وصل إلى الجنون فلا علاج حتى يلاحقة الموت المؤكد – وهذا هو مصير كل مدمن يعيش منبوذا محتقرا من مجتمعة وأهله – يموت ميتة الكلاب الضالة بعد أن تباعد عنه الأهل والأصدقاء.
كانت ولازالت ظاهرةالتدخين و تعاطى المخدرات والمسكرات فى مختلف بلاد العالم، موضع اهتمام السلطات الحكومية. والهيئات المعنية بالصحة الاجتماعية، كما أنها لازالت موضع اهتمام بالنسبة للمهتمين بالطب النفسى والصحة العقلية والاجتماعية. ومن الواضح أن هذا الاهتمام يرجع إلى ما يترتب على التدخين و تعاطى المخدرات والمسكرات من أثار خطيرة تدمر الفرد والأسرة والمجتمع. وإدمان المخدرات يعد مشكلة صحية بدنية ونفسية، كما أنه مشكلة اقتصادية، إذ أن دخول المخدر للجسم .. بعيداً عن الإشراف الطبى - يؤثر على مختلف أجهزة الجسم من حيث القوة والنشاط والكفاءة الوظيفية كما يسبب بعض الإدمان . ويؤثر الإدمان على الوظائف العقلية للفرد من حيث الإدراك والتذكر والتصور والتخيل والانتباه والتركيز والإرادة وسلامة التفكير بوجه عام، كما يؤثر على الجانب الانفعالي للشخصية من حيث الرضا والسرور والنشوة والاكتئاب. وبالنسبة للعلاقات الاجتماعية للمدمن فهى تصل إلى الصفر، إذ لا تكون له أي علاقة إلا بالمخدر وتجاره والشلة التى يتعاطى فى وسطها. وينعكس التأثير الضار من الناحية البدنية والنفسية على عملية الإنتاج والنشاط الاقتصادى، إذ لا يستطيع المدمن إذا كان يعمل فى المجال الإنتاجي ممارسة وظائفه على الوجه الأكمل، يضاف إلى ذلك تدهور مستوى طموح المدمن، وإمكانيات الخلق والابتكار عنده. وقد كشفت إحدى الدراسات على أن المدمن وبخاصة لو كان فنياً لا يستقر فى مهنة واحدة، كما أنه كثير التعطل عن العمل ومستواه المهنى يتدهور تدريجياً، ويترتب على كل ذلك انخفاض أجره بما ينعكس على حياته وأسرته، بما هو سئ. وفى السنوات الأخيرة بدأت تنتشر موجة الإدمان بين الشباب، ولا سيما بين الطلبة.ولقد بينت إحدى الدراسات الميدانية على ظاهرة الإدمان فى مصر أن 8و13 % من العينة بدءوا التعاطى قبل سن 16 سنه و 57.9% بدءوا التعاطى من سن 16 : 22 سنه وأن 73% من العينة واصلوا التعاطى ولم يتمكنوا من مواجهته. وهذا يوضح مدى خطورة المشكلة. وواجب الجميع. أفراد ومؤسسات الاهتمام بها ودراستها للتمكن من مجابهتها.
أهم المواد الضارة في الدخان: ( 2 )
(1) *****وتين: مادة شديدة السمية والجرعة القاتلة منها هي واحد مليجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم.
(2) مواد مسرطنة: وقد تم التعرف على ست عشرة مادة مسرطنة تتواجد داخل تركيب دخان التبغ منها: القطران المسرطن, والهيدروكربونات عديدة الحلقات المسرطنة وفينولات لها خواص مسرطنة.
(3) مواد مثيرة ومهيجة وهي المواد التي تؤثر في الأغشية المخاطية للمدخن ومنها النشادر وعدد كبير من الأحماض الطيارة والألدهيدات وكيتونات وفينولات.
(4) أول أكسيد الكربون: وهو غاز سام جدا يتحد مع هيموجلوبين الدم فيمنعه من أداء وظيفته بنقل الأكسجين الضروري من حجرات الرئة إلى داخل الجسم.
(5) ثالث أكسيد الزرنيخ: مادة مسرطنة.
وتتنوع طرق تعاطي الدخان فمنها تدخين السجائر ومنها استعمال مسحوق التبغ سعوطا أي باستنشاقه من الأنف ومن أشد طرق تعاطي التبغ تحقيقا للضرر هي طريقة مضغه بالفم وهكذا فتنحصر المواد المكونة للدخان في كونها مواد مسرطنة أو مهيجة أو سامة لا غير.
سؤال إلي كل طالب و معلم
هل تسمي أو تذكر الله عندما تشرب السيجارة ؟
هل تقول الحمد لله عندما تنتهي من السيجارة ؟
هل هناك مأكول أو مشروب غير الدخان تطأه بحذائك عندما تنتهي منه ؟
هل يسرك أن ترى ابنتك أو ابنك يدخن ؟
هل من السنة أن تفطر في رمضان على سيجارة ؟
هل إهداء الرجل لأخيه سيجارة يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم )تهادوا تحابوا ) ؟
هل يوجد أي طعام أو شراب غير الدخان يكتب على المنتج أنه ضار بالصحة ؟
هل كلفت نفسك مرة بالبحث عن تاريخ انتهاء صلاحية السيجارة ؟ ولماذا ؟ وهل تعلم مدى تأثيرها على مدى صلاحيتك الشخصية ؟
أنت تدعي أنها من الصغائر وأنت تشرب أكثر من عشرين سيجارة في اليوم ألا تعادل أو تقترب العشرين صغيرة من كبيرة واحدة ؟
كيف تنفق كل هذه الأموال علىالدخان في سرور بينما أنت تصارع في الحياة حتى تتمكن من الإنفاق على أهلك ؟ أو تتأفف من الصرف عليهم ؟ ماذا تسمي هذا التصرف ؟
من هو أقل بلاهة الشخص الذي يدفع المال لشراء الدخان وشربه وإلحاق الضرر بنفسه أم الشخص الذي يأخذ هذا المبلغ ويحرقه ويرميه في القمامة ؟
هل جهزت إجابتك عندما يسألك رب العباد عن عدم التصدق على الفقراء واليتامى والجار الذي يتضور جوعا ؟
هل تكون إجابتك أنني أنفقت ما زاد عن حاجتي لشراء الدخان ؟
أم لـم تـعي جـيدا قـول الله عـز وجـل( يحل لهم الطيـبات ويحـرم عــــليهم الخـبائـــث ) ( الأعــراف) : 157 وقــوله ســبحانه وتــعالى )ولا تلـقوا بأيـديكم إلى التهلكة ) ) البقرة : 195 ) لا تخادع نفسك ولا تكابر في قبول الحق ولا تتهرب من الحقيقة المرة وتوكل على الله واقلع عن هذه الخبائث قبل أن يداهمك هادم اللذات حيث لا ينفع الندم ثم بعد ذلك عليك أن تكسب مزيدا من الثواب بأن تنصح أخا واحدا على الأقل وهذه فرصتك لتكسب حسنة جارية جزانا الله وإياكم خير الثواب
فالبعض يقول : إنه مكروه , فنقول لهم إذا كان مكروهاً فلماذا تشربونه , و المكروه أقرب للحرام منه للحلال , و اسمعوا هذا الحديث الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الحلال بَيِّن و الحرام بَيِّن , و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه , و من وقع في الشبهات وقع في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى , يوشك أن يرتع فيه . . . " . و الدخان لم يكن موجوداً في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولقد جاء بنصوص عامة تحرم كل ضار بالجسم , أو مؤذ للجار , أو متلف للمال . والدخان من الخبائث الضارة كريهة الرائحة 0بعض الناس لا يقتنعون بتحريم الدخان , رغم الأدلة الكثيرة المقدمة على تحريمه , و لاسيما المدخنين الذين يدافعون عن أنفسهم , فنقول لهم : إذا لم يكن الدخان محرماً فلماذا لا يشرب في المساجد , و الأماكن المقدسة ؟ بل تشربونه في الحمامات و أماكن اللهو و المحرمات
تعريف المخدرات:- ( 3 )
يقصد بالمخدرات من جهة ، مواد التخدير الخاضعة للرقابة الدولية وفقا لاتفاقية عام 1961م كما أكدته اتفاقية عام 1971م
والمادة المخدرة ذات تأثير دعائي ، حيث تنبه الشخص المتعاطي لآن يطلب اللذة والنشوة والانعزال التام عن مجريات الحياة اليومية وعوامل الخطر من جراء تناولة مرتبطة بالمخدر نفسه . فالمواد الكيماوية الموجودة في المخدر والكمية أو أضافه مواد أخرى إليها تعتبر جميعها مصدرا لعوامل الخطر ، علاوة على ذلك تصبح شخصية المتعاطي غير قادرة على مواجهة ويعزل نفسة تبعا لذلك عن محيطة ومجتمعة وثقافته.
والمخدر في اللغة – مادة تحدث خدرا في الجسم يتناولها . والمخدر يشمل – القلق – الحيرة – الفتور – الكسل – الثقل – الاضطراب التسيب.
أنواع المخدرات
تنقسم المخدرات الخاضعة للرقابة الدولية إلى :-
(1) مشتقات الأفيون الطبيعية " الخشخاش " والاصطناعية وهي:-
الأفيون – المروفين – الكودايين – الهيروين.
(2) بديل الأفيون الاصطناعي وهي:-
البتيدين.
(3) القنب . " الحشيش" نبات القنب – عصارة القنب – رتنج القنب .
(4) أورق الكوك – والكوكايين .
(5) المواد الباعثة للهذيان " مادة L.s.d – مادة الميسكالين – مادة البسيلوسين – مادة Dmt وdet مادة Thc Stp "
(6) المنبهات : " الأمفيتامينات"
(7) المسكنات : ( باريتريورات – ميتاكالون )
عوامل انتشار المخدرات
أكد علماء الاجتماع – وعلماء النفس – وعلماء التربية ورجال الدين ورجال مكافحة المخدرات وزيارات الباحث الميدانية على :
(1) مجالس السوء:
تسرى العدوى في تعاطي المخدرات بين رفقاء السوء إذا كان فكرهم خاليا من الأيمان بالله والخلق السليم .وضغط الجماعة وتأثير الشبان بعضهم ببعض وعادة ما يكون في سيئ الأفعال ومنها تعاطي المخدرات.
(2) التربية المنزلية الفاسدة:
بسبب الخلافات الأسرية بين الزوجين وتعاطي الأب للمخدرات والمسكرات – إهمال الأطفال . تفكك الأسرة ضعف الأشراف الأبوي – يدفع الأبناء لتعاطي المخدرات.
(3) الإخفاق في الحياة:
بسبب العجز من مواجهة ظروف الحياة ومسؤولياتها وتسلل اليأس إلى الشخص الذي يدفعة للهروب فيتجه للمخدرات والشعور بالسليبة في المجتمع والهامشية الاجتماعية بالشباب لتعاطي المخدرات.
(4) البطالة :
من العوامل المباشرة للانحراف عدم وجود فرص العمل المناسبة الأمر الذي يدفع العاطل للاتجاه بغرض الهروب
من الواقع ولشعور بالإحباط 0
(5) التقليد ولمحاكاة والتفاخر:-
بين الشباب في سن المراهقة المتأخرة سن الشباب حيث تبين أغلب الدراسات الاجتماعية وضبطيات رجال مكافحة المخدرات أن أغلب المتعاطين من الشباب كان بغرض حب الاستطلاع والتجريب.
(6) الهجرة:-
وما يتبعها من ضغط في الحياة الجديدة أو التأثر بالحضارة الجديدة مما يدفع البعض لتعاطي المخدر أما بغرض الاسترخاء أو بغرض مجاراة المجتمع الجديد
(7) رواج بعض الأفكار الكاذبة عن المخدرات. ( 4 )
بأنها تعمل على الإشباع الجنسي وأتاحة المتعة والبهجة وإدخال السرور .
مدى انتشار المخدرات
يتزايد في العصر الحاضر انتشار استخدام المخدرة بين مستويات مختلفة اجتماعيا واقتصاديا ، إذا اتسع استعمال الكوكويين في أنحاء مختلفة من العالم – كما استشرا الإقبال على الهيروين وبخاصة في أوروبا وشمال أفريقيا.
أما في مصر فتشير البحوث العملية إلى أن تعاطي المخدرات غالبا ما ينتشر بين سن 15-17 عام بين شرائح المجتمع المختلفة – أي في فترة المراهقة- أما بعد سن العشرين فتقل نسبة من يبدءون التعاطي ، ثم تتناقص النسبة تدريجيا بين سن الرابع والعشرين وسن الثلاثين أو أكبر.
كما لوحظ أن أكثر الشباب – ذكورا أم إناثا – الذين يقبلون على تعاطي المخدرات بأنواعها يقعون في فئات الحرفيين والتجار ، ومن يعمل في محيطهم في الريف أو في الحضر . ولعل من أسباب هو الارتفاع المطرد في مستوياتهم الاقتصادية.
مناطق إنتاج المخدرات في العالم.
مناطق إنتاج المخدرات
أولا : الأفيون والهيروين.
أمكن تقسيم مناطق إنتاج الأفيون والهيروين إلى ثلاثة مناطق رئيسية هي:-
إقليم الهلال الذهبي:
ويشمل دول – إيران – باكستان – تركيا – يقدر الإنتاج السنوي 60% من إنتاج العالم " حسب تقدير إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية لعام 1982م"
إقليم المثلث الذهبي :
ويشمل دول – تايلاند – لاوس – بورما ، ويقدر الإنتاج بنحو 15% من إنتاج العالم . بالإضافة إلى أفغانستان – إيران – الهند – تركيا – باكستان .
المكسيك :
تعتبر من الدول الحديثة العهد بإنتاج وزراعة المخدرات ووصل معدل الإنتاج بنحو 25% من إنتاج العالم تقريبا.
ثانيا : الكوكايين:-
يكاد ينحصر الإنتاج في جنوب ووسط أمريكا الوسطي وتضم كل من كولومبيا – بوليفيا – بيرو ، ويهرب الإنتاج إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وتنتج كولومبيا وحدها نصف إنتاج العالم من الكوكايين .
ثالثا: الميراجوانا والحشيش " القنب الهندي"
يزرع القنب الهندي في كولومبيا وجاميكا والمكسيك كما يزرع في لبنان – باكستان – المغرب ، وتأتي باكستان في مقدمة دول العالم إنتاجا للحشيش ويصل إنتاجها إلى 41% من إنتاج العالم.
رأي علم الاجتماع
رأي علم الاجتماع في ظاهرة تعاطي المخدرات:
ويحدد رجال علم الاجتماع – العوامل المشجعة للانحراف في ثمان نقاط هي:-
(1) التدريب الاجتماعي الخاطئ أو الناقص ويظهر في المجمعات التي تتناقص فيها القيم التربوية وتفكك الأسرة بصورة ملحوظة.
(2) إجراءات الضعيفة سواء بالنسبة للامتثال أو الانحراف تؤدي إلى خلق حالة قمعية عند الأفراد ، فيظن بعضهم أن سلوكه في المجتمع كفرد لا يعني أحدا ، من أجل هذا يجب التأكد على الجزاءات الإيجابية في كل حالة رعاية النظام.
(3) ضعف الرقابة : إذا قد يحدث أن تكون الإجراءات شديدة ولكن القائمين على تنفيذها لا ينفذونها بدقة بسبب قلة القوى العاملة في ميدان الضبط الاجتماعي.
(4) سهولة التبريد للتقليل من حدة الاعتداء على المعيار أو تلمس المعاذير.
(5) عدم وضوح المعابر الذي يؤدي إلى بلبلة الأفكار والاتجاهات وخاصة عندما يختلف المعيار بين الأفراد .
(6) قد تحدث اعتداءات على المعايير بصورة سرية فيظل المعتدون بمنأى عن العقاب الاجتماعي والقانون ، وقد ينفي الاعتداءات على المعايير إذا شملت أشخاصا لا يتعاونون مع أجهزة الضبط الاجتماعي في كشف المعتدين ونوع اعتداءاتهم.
(7) تناقص نواحي الضبط الاجتماعي ، فتجمد القواعد القانونية ولا تساير التغيير الاجتماعي والثقافي في الوقت الذي يتطور فيه المجتمع بصورة تعطل فاعلية هذه القواعد وتجعلها عقيمة من وجهة نظر السكان.
(8) بعض الجماعات الانحرافية في المجتمع تكون من القوة بحيث تضع لنفسها ثقافة خاصة ، تزين الانحراف وتجعله قانونيا ، وتخلق في نفس الأفراد المنتمين لها مشاعر متعددة وقوية من الولاء .
آثار المخدرات على المجتمع:-
أثبتت معظم الدراسات التي أجريت على المخدرات أن الفئات المتعاطية أغلبها من الشاب الذي يعتمد عليه المجتمع في عمليات الإنتاج وبالتالي تصبح قوه معطلة وعبئا على الاقتصاد القومي.
آثار المخدرات على أسرة المدمن:
استقرار الأسرة يعني استقرار أعضائها – واضطراب الأسرة يعني اضطراب أعضائها .
* فالأب الذي يتعاطى المخدرات وينفق عليها جزءا من دخلة هو في حقيقة الأمر يحرم أسرته من إشباع حاجاتها الأساسية من مأكل وملبس كما يحرمها من توفير فرص التعليم والعلاج وجوانب الترفيه المختلفة حتى في أبسط صورها – ويمكن لهذا الوضع أن يدفع بالزوجة والأبناء للبحث عن عمل ، وقد يؤدي ذلك للانحراف
الوقاية والعلاج
إن الواقع الأليم الذي يتجلى في ازدياد انتشار المخدرات في المجتمع، يحتم علينا البحث عن حل عاجل وشامل وجذري لوقاية المجتمع من هذه الآفة المدمرة.
وفي تصوري إن الحل سيكون سهلاً ـ بإذن الله ـ إذا صدقت النيّات، وقويت الهمم والعزائم، وبلغ الشعور بالمسؤولية لدى الجميع المستوى المطلوب، ولذلك أرى: إسهاماً مني في إيجاد الحل المناسب ـ تنفيذ الخطوات التالية:
1- دعوة الأسرة إلى النهوض بواجبها في إعداد النشء ورعايته وفقاً لأسس التربية الإسلامية الصحيحة، والتعاون مع المؤسسات التربوية والتعليمية، وعدم إهمال النشء ، وأن يكون الآباء والأمهات قدوة صالحة لأبنائهم في الخلق والسلوك.
2- العمل على التوسع في تشجيع مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين أفراد المجتمع، والذي يعتبر من أبرز خصائص هذه الأمة، ومناط خيريتها، كما قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه) 0 آل عمران/ 110
والارتفاع بمستوى الدعاة والوعاظ وأئمة المساجد، وحسن اختيارهم حتى يوءدوا واجب نشر التوعية الدينية والفكرية في دور العلم والعبادة ووسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، والتزام القدوة الحسنة في القول والعمل.
3- إن أهم أسباب انتشار المخدرات على اختلاف أنواعها بين المسلمين هو الفراغ الروحي، وإهمال الأسرة لوظائفها في رعاية الناشئة وتربيتهم وفقاً لمبادئ الإسلام، كما أن جو الشهوات والأفكار وألوان السلوك المنحرف الوافدة من المجتمعات الكافرة يهيئ الفرصة لسيطرة هذه الآفات على ضعاف النفوس، ولذلك فإن أهم وسائل مقاومة انتشار المخدرات هو تنقية المجتمع الإسلامي من كل ألوان الفساد والانحراف ومقاومة جراثيمه والقضاء على أسباب الجريمة.
( 6 )
4- توجيه مناهج التعليم في جميع مراحله يعنى بالجانب السلوكي لدى الطالب في جميع مراحل نموه، وفقاً لمبادئ الإسلام الخالدة وتعبيراً عن قيمه ومثله في إعداد الفرد المسلم الذي هو أساس البناء للأسرة والمجتمع، والعناية باختيار المعلم الملتزم بمبادئ الإسلام وقيمه.
5- تضمين مناهج التعليم في المراحل المختلفة عرض البراهين الإسلامية في التحذير من المسكرات والمخدرات، وبيان الحكمة من تحريمها، وشرح أضرارها التي تهدد العقل والخلق، وتهدم الشخصية السوية، وكشف المؤامرة التي يقف وراءها أعداء الإسلام لهدم المجتمع بهذه الأسلحة الفتاكة.
6- قيام الجهات المعنية برعاية الشباب بوضع خطة شاملة لمعالجة مشكلات الشباب النفسية والاجتماعية والسلوكية في ضوء أحكام الإسلام وتوجيهاته، والعمل على إعداد برامج تنظم للشباب أوقات فراغهم بما يحقق لهم الصحة النفسية الجيدة والمناخ السلوكي الصالح.
7- نظراً لوجود الترابط الوثيق بين الدخان والمخدرات في التأثير على المجتمع في كافة النواحي التي سبق ذكرها، ينبغي عدم الفصل بين الدخان والمخدرات، بل يجب أن يحارب الدخان بنفس الحزم والقوة التي تحارب بها المخدرات، ويربط بينهما في مجال التوعية، لأن الخمر كما ورد وصفها في الحديث: "أم الخبائث".
8- التركيز في معالجة المدمنين على العلاج النفسي، وتطوير أساليب هذا النوع من العلاج، والحد ـ قدر الإمكان ـ من استعمال العقاقير التي تستخدم الآن في علاج المدمنين، نظراً لدخول عناصر المخدرات في تركيبها.
9- دعوة المجتمع إلى القيام بمسئوليته تجاه أفراده وأمته، بعدم التستر على كل من له دور في نشر هذه الآفة بالتهريب، أو الترويج، أو التعاطي، ومعاقبة كل من يثبت تستره على أي منهم، لأن الراضي بمثابة الفاعل.
10- التحذير من صحبة الأشرار ورفقاء السوء من المتعاطين، أو المروجين أو المهربين، بفضح أساليبهم التي يتبعونها في اقتناص ضحاياهم، وبيان خطرهم، والترغيب في صحبة الأخيار الذين عرفوا بالاستقامة والغيرة وحسن الخلق، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ). وفي الحديث الصحيح: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيباً، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة".
11- في مجال الإعلام: هناك دور خطير ومؤثر يلعبه الإعلام في المجتمع، لذلك يجب إحكام الرقابة على المادة التي تبثها هذه الوسائل بحيث تكون بناءة، تسهم في جلب النفع للمجتمع في المجالات الثقافية والأخلاقية والصحية، والقيام بدور فعّال في التوعية بأضرار هذه الآفة المدمرة بإيضاح تلك الآثار من خلال عرض مادة مناسبة خاصة بذلك، يقوم المختصون بتقديمها بكل عناية ودقة ووضوح، خاصة من خلال التلفزيون الذي يعتبر أقوى هذه الأدوات فعالية وتأثيراً، وإفساح المجال أمام الفكر والثقافة للتعامل مع هذه المشكلة بما يساعد على فضح أضرارها وأخطارها والحد من انتشارها.
وأرى من الضروري إحكام المراقبة على محلات بيع أشرطة الفيديو ومنع بيع أي فيلم يحتوى على أدنى مساس بالكرامة والأخلاق أو يرشد إلى الطرق التي يتبعها المهربون والمروجون لتمرير صفقاتهم، لأنها تغري ضعاف النفوس بتقليدهم، وتعزز أساليب محترفي هذا المجال وتضيف جديداً إلى طرقهم التي يتبعونها.
12- لا شك أن من يقع في قبضة السلطات الأمنية سيلقى الجزاء الصارم ولكن ذلك سينعكس على أسرته، فقد تتشرد وتتعرض للانهيار لذلك أرى العناية بأسر من يقعون فريسة لهذه الآفة، ورعايتهم دينياً واجتماعياً، ومادياً، حماية لهم من الضياع والانحراف.
13- إقامة معارض طبية متنقلة في أماكن تجمعات الشباب توضح بالحقائق والصور والمجسمات وغيرها من وسائل الإيضاح المختلفة الغوائل الناشئة عن تعاطي المسكرات والمخدرات.
( 7 )
14- عمل اختبار طبي دقيق لكل من يتقدم بطلب رخصة قيادة أو جواز سفر، أو الالتحاق بوظيفة عامة، للتأكد من عدم تعاطيه لأي مخدر أو مسكر، مع الأخذ بعين الاعتبار المرضى الذين تقتضي حالتهم المرضية تناول علاج معين يحتوي بعض العناصر المعنية تحت إشراف طبي دقيق.
15- الدعوة إلى تعاون وثيق بين أقطار الأمة الإسلامية كافة، من أجل محاربة هذا الداء القاتل والحد من انتشاره، وعقد المؤتمرات العالمية والإقليمية لبحث السبل لكفيلة بتحقيق هذا التعاون.
هذه بعض الخطوات التي أرى أن إتباعها سيكون له أثر إيجابي في تخليص المجتمع من مشكلة المخدرات، ولا يعني إيرادي لها أن أياً منها لم يؤخذ به حتى الآن، لأن الجهات المعنية لم تدخر حتى الآن وسعاً في سلوك أي طريق واستعمال أية وسيلة تحقق الهدف المنشود، ولكن من باب التذكير والذكرى تنفع المؤمنين.
* * *
الخاتــــــــمة
لقد خلق الله تبارك وتعالى الإنسان لحكمة أرادها سبحانه، لا لحاجة منه إليه، بل ليعبده ويطيعه، ويحسن خلافته في هذا الكون، فينال بذلك الجزاء الأوفى في الآخرة، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56)0 ولإقامة الحجة على الناس بعث إليهم الأنبياء مبشرين ومنذرين، فما من أمة إلا ونالت نصيبها من التبشير والإنذار. (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ) ( فاطر: 24) (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء: 15). (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) ( النساء/ 165)
وجميع هؤلاء الأنبياء يدعون بدعوة واحدة، وهي دعوة التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له. (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) ) الأنبياء: 25. )وقد أراد الله تبارك وتعالى أن يكون دين الإسلام خاتم الأديان، وهو الدين الذي حباه الله تبارك وتعالى خصائص الخلود والصلاحية لكل زمان ومكان، ولا يقبل من أحد دين سواه، لأنه ناسخ لما سبقه من الأديان. (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ، وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ( آل عمران: 85)والدين الإسلامي دين شامل كامل، فهو دين عقيدة وعمل، ينظم للإنسان حياته الخاصة، وعلاقته بأسرته وبمجتمعه وبأمته كلها، فما من خير إلا ودلنا عليه، ومما من شر إلا وحذرنا منه.وأفراد الأمة الإسلامية يشكلون لبنات البناء للمجتمع الإسلامي الكبير، فبصلاحهم يصلح المجتمع وبصلاح المجتمع تصلح الأمة ويستقيم بناؤها، فتكون أمة راشدة باستقامتها على أمر الله تعالى وتقف سداً منيعاً في وجه أعداء الإسلام، يصعب زعزعته أو النيل منه. ولما كان الفرد المسلم يمثل قاعدة البناء ولبناته التي بقوتها يقوى وبضعفها وتهالكها يسقط وينار، فإن أعداء الأمة الإسلامية سيوجهون سهامهم المسمومة إليه، وسيعملون دون كلل أو ملل على إفساده بشتى السبل، ليكون هشاً طرياً وفق إرادتهم ويوجهونه لتحقيق أغراضهم الدنيئة ومآربهم الخبيثة التي تستهدف القضاء على الإسلام.
ولقد جرب الأعداء كافة أسلحتهم بدءاً بالمواجهات العسكرية في ميادين المعركة التي فشلوا في تحقيق مآربهم وأطماعهم من خلالها، ففكروا مليّاً في سبل أقوى تأثيراً وفتكاً من الحرب المسلحة، فانتقلوا من المواجهة لمكشوفة إلى طرق ملتوية خبيثة، من خلال معركة الغزو الفكري الثقافي، والغزو الأخلاقي الذي كان له تأثيره المدمر في حياة الشعوب الإسلامية، إذ أنهم استطاعوا أن ينفذوا إلى صميم المجتمعات الإسلامية من خلال هذه الطرق التي أخذت القوى الخفية على عاتقها مسؤولية نجاحها، حيث تمكنت من أن تعبر إلى المجتمعات الإسلامية من خلال جسور أقاموها وسط المجتمع نفسه، فتمكنوا بطرقهم الشريرة المتعددة أن يضربوا المجتمع الإسلامي من داخله، فكان لهم ما أرادوا، نتيجة تهاون المسلمين، وبعدهم عن دينهم الذي هو رمز قوتهم ومصدر عزتهم. فنحن نوى تأثير الغزو الفكري والثقافي والفساد الخلقي يفتك بجسم الأمة المسلمة، التي تكالب عليها أعداؤها في غياب من سلطان الدين الذي يشكل السياج المنيع في وجه كل صاحب غرض، ولم يأل أعداء الإسلام جهداً في سبيل تنويع مسالك الغزو وتطويرها بما يكفل زيادة التأثير وضمان تحقيق الأهداف الشريرة.
وإن من أخبث الطرق وأشدها فتكاً بالمجتمع، وتحقيقاً لأغراض الأعداء داء المخدرات الذي أصبح حديث العصر، والشغل الشاغل لحكومات العالم بأسره، لما يشكله هذا الداء المهلك والسرطان المستشري من خطر فظيع يهدد بمسخ مجتمعات بأكملها وشل قدراتها وتحطيم كياناتها.
ولذلك فإن داء المخدرات قد دب في صفوف المغرر بهم من الشباب عن طريق هؤلاء الأشرار، فكان لا بد من المواجهة الحاسمة
( 8 )
المصـــــــادر
( 1 ) المخدرات أنواعها ومادتها وحكمها للدكتور حامد جامع ص 15 , 21.
( 2 ) الإدمان أقوى دافع اصطناعي للدكتور السويدي (نل بيجيرو) ترجمة د. فاروق عبد السلام ص 38.
( 3 ) كتاب الخمر وسائر المسكرات والمخدرات للشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي وابنه ص 150
( 4 ) سموم المسكرات والمخدرات أحكامها وتدميرها لأمن الشعوب للدكتور علي البدري ص 68.
( 5 ) تعاطي المخدرات وآثارها الاجتماعية والاقتصادية للدكتور سمير نعيم ص 136.
نشرت فى 20 نوفمبر 2011
بواسطة hany2012
هـانى
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,794,388
ساحة النقاش