تؤدي مرحلة ما بعد الاربعين لدى السيدات الى تغيرات في الهرمونات وذلك نتيجة الى تبدلات في اداء المبيضين وتبدأ الحاجة ملحة لاخذ الهرمونات التعويضية لسد قصور الهرمونات الاساسية ولكن كثيرا من السيدات يخشين من مخاطر هذه الهرمونات مستقبلا.
«الشرق الأوسط» التقت الدكتور توفيق جعفر استشاري امراض النساء والولادة والعقم بمركز الدكتور سليمان الحبيب في الرياض ونقلت اليه استفسارات كثير من السيدات عن هذا الموضوع وجرى معه الحوار التالي:
* متى تستطيع المرأة البدء بتناول الهرمونات التعويضية للمحافظة على الشباب والابتعاد عن اعراض الشيخوخة؟
ـ تبدأ المرأة في استعمال الهرمونات التعويضية بعد سن الاربعين عادة وذلك بسبب التناقص في اداء المبيضين وكمية هرمون الاستروجين ويكون ذلك بين سن الاربعين الى سن 45 عاما تقريبا، ولهذا يحتاج الجسم الى تعويض هذه الهرمونات خاصة الاستروجين هرمون الانوثة وعادة تنصح المرأة باستعمال هذه الهرمونات بعد انقطاع الطمث بفترة ستة اشهر او حدوث اية اعراض اخرى تستدعى استعمالها قبل ذلك، فهناك بعض الحالات المرضية القليلة التي يتوقف فيها اداء المبايض في سن مبكرة نتيجة لامراض سابقة او عمليات جراحية استئصلت فيها المبايض لاسباب طبية.
* ما هي سلبيات وايجابيات هذه الادوية على الصحة العامة للمرأة على المدى البعيد؟
ـ ان الهرمونات التعويضية مثلها مثل اي دواء اخر لها ايجابيات وسلبيات. فبالنسبة لايجابياتها فهي تزيد كثافة العظام لمنع حدوث الكسور وللتقليل من حدوث مثل هذه الاصابات تستعمل الهرمونات وحبوب الكالسيوم وينصح بتناول الاغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم مثل الحليب ومنتجات الالبان القليلة الدسم، كما ان للهرمونات تأثيرا ايجابيا على الشرايين خصوصا شرايين القلب الى جانب الشرايين الاخرى. وتساهم الهرمونات البديلة ايضا في معالجة الاعراض الملازمة لانقطاع الطمث مثل التعرق الزائد والتغيرات النفسية المصاحبة للمرحلة السنية وكذلك تؤدي الى تحسن الذاكرة وعدم تدهورها. وفي مقابل الايجابيات يؤثر استخدام الهرمونات لفترة طويلة على اعضاء المرأة الاخرى مثل الثدي وبطانة الرحم. ولوحظ عن طريق دراسات مختلفة زيادة نسبة الاصابة باورام الثدي والرحم لدى السيدات اللاتي استخدمن الهرمونات لفترة اطول من خمس الى ثماني سنوات. ولكن يمكن تلافي ذلك عن طريق الكشف الدوري واجراء الاشعة للثدي (موموجرام) الى جانب الاشعة الصوتية للرحم. وعادة يستعمل نوعان من الهرمونات لتقليل نسبة الزيادة في اورام الرحم، وهذه الطريقة اثبتت فعاليتها.
* هل هناك بدائل للسيدات اللاتي لا تتلاءم هذه الهرمونات معهن؟
ـ هناك بالطبع بدائل وهي ادوية تساعد على تقليل نسبة هشاشة العظام مثل الكالسيوم وفيتامين D وادوية اخرى غير هرمونية وليس لها تأثير سلبي على الثدي ولا الرحم، ولكن بعض هذه الادوية تأثيرها ضعيف جدا على الاعراض المصاحبة لانقطاع الطمث مثل تزايد العرق والاكتئاب وغيرها.
* بماذا تنصحون السيدات اللاتي تجاوزن سن الاربعين ويرغبن في المحافظة على حيويتهن وشبابهن؟
ـ ان المواظبة على ممارسة رياضة المشي بصورة خاصة تبعد شبح الشيخوخة الى جانب الحرص على التغذية الجىدة وتجنب الاغذية التي تحتوي علي نسب عالية من الدهون والسكريات والتركيز على الخضروات والفاكهة واللحوم البيضاء كما ان المحاظة على الشباب والحيوية يجب ان تكون منذ سن مبكرة. وذلك باتباع نمط حياة صحية متكامل مما يحمي السيدة من متاعب صحية مستقبلية.
* هل تعتقدون ان العمليات التجميلية يمكن ان تكون بديلا مناسبا لاخفاء معالم السن اكثر من الهرمونات والتي لها اثار جانبية؟
ـ ان العمليات التجميلية ليست بديلا مؤثرا في المحافظة على الشباب كتأثير التغذية والادوية البديلة المساعدة للجسم عموما والتي لا يقتصر مفعولها على تحسن جزء واحد من الجسم كما تفعل العمليات التجميلية.
وتوجد في الوقت الحاضر دراسات كثيرة للتأكد من سلامة وفعالية الادوية المستعملة رغم ان شركات الادوية تروج لبعض الادوية وتمول دراسات تعطي جزءا من الحقيقة وليس الحقيقة كاملة، ولهذا يجب على الاطباء النظر بعين فاحصة من خلال خبرتهم لكل الدراسات التي تصدر بشكل دوري وتحليلها بدقة قبل الاقتناع بها وصرف اي دواء.
ساحة النقاش