أستاذ دكتور / حمدى ابراهيم (أستاذ بساتين الفاكهة "م")

كل ما يخص إنشاء بساتين الفاكهة

الري بالتنقيط فى مزارع  الفاكهة

 Drip Irrigation

 

يُعد الري بالتنقيط هو الطريقة الرئيسية والأكثر استخدام في ري أشجار الفاكهة في الأراضى الصحراوية. والري بالتنقيط عبارة عن ضخ المياه (تحت ضغط) داخل شبكة من الأنابيب ذات أقطار متفاوتة تقل تدريجياً بالبعد عن مصدر الري حتى نصل إلى القطر الأصغر عند الخطوط الفرعية التي تروى الأشجار. بالتالى لا يحدث تلامس ما بين سطح التربة والمياه آلا بجوار المجموع الجذرى للأشجار, الأمر الذى يقلل من فقد المياه بالبخر أو بالرشح.

 

 

لماذا نلجأ للري بالتنقيط:

الري بالتنقيط من الطرق التى تزيد من كفاءة استغلال المياه والترشيد فيها وتحافظ علي المياه من الفقد سواء عن طريق البخر نتيجة ارتفاع درجة الحرارة أو عن طريق الرشح نتيجة خشونة القوام وزيادة مسامية التربة, ومياه الري في المناطق الصحراوية تمتاز بالندرة بالتالى يجب المحافظة عليها قدر الإمكان. وكما سبق أن ذكرنا فأن الأراضى الصحراوية تمتاز بالتضاريس الوعرة وعدم استواء سطح المزرعة, بالتالى نلجأ للري بالتنقيط للتغلب على هذه الظاهرة. وتعد من أهم المميزات الرئيسية للري بالتنقيط النقاط التالية:

 

1.  الترشيد في استهلاك المياه: حيث يعد الفاقد من المياه خلال شبكة الري بالتنقيط قليل جداً مقارنة بالطرق الأخرى (وخاصة الري بالغمر).

2.  هذه الطريقة تتيح لنا تسميد المزرعة خلال شبكة الري, وذلك بإضافة الأسمدة مع مياه الري من خلال السمادات التى تضخ السماد بالنسبة المطلوبة داخل خط الري بالتنقيط.

3.  التوفير في استهلاك الأسمدة الكيميائية: لقد زاد الاهتمام العالمى بترشيد استخدام الأسمدة الكيميائية بهدف المحافظة على البيئة وعلى الصحة العامة, ومع استخدام هذه الطريقة يتم توصيل السماد إلى منطقة انتشار الجذور بالجرعات المطلوبة, بالتالى يقل معدل فقد الأسمدة. وباستخدام هذا النظام يمكن التوفير في كمية الأسمدة المستخدمة بمقدار 30 إلى 50 % (سعيد الشاذلى 1998).

4.  توفير العمالة: كما ذكرنا فأنهُ يمكن أجراء التسميد والري في نفس الوقت من خلال هذه الطريقة. بالتالى فأن العمالة المطلوبة قليلة مقارنة بالطرق الأخرى فوجود عاملين مدربين فقط يكفى لإدارة الشبكة وصيانتها.

5.     استخدام الري بالتنقيط يحد من انتشار الحشائش بالمزرعة, حيث يكون الجزء المروى محدد بمكان الشجرة فقط.

6.     استخدام الري بالتنقيط يتيح لنا التغلب على عدم استواء سطح المزرعة. مما يقلل من تكلفة العملية الزراعية.

7.     التحكم في المقننات المائية على حسب النوع المزروع, وإعطاء الأشجار حاجتها من المياه دون إسراف.

8.  الري بالتنقيط من الطرق المفضلة في حالة الأراضى الجيرية, حيث أنه لا يؤدى إلى تكوين قشرة صلبة على السطح كما في حالة الري السطحى.

9.  وهو من الأنظمة المفضل إتباعها في الأراضى المتأثرة بالملوحة, حيث يعمل علي عدم تزهير الأملاح علي الطبقة السطحية المروية. حيث يعمل هذا النظام علي بقاء الجزء المروى دائماً مبتل بالماء.

أهم عيوب الري بالتنقيط

نظام الري بالتنقيط لا يقتصر على المميزات السابق ذكرها بل له عيوب لابد من الانتباه لها ومعالجتها. وسوف نوجز من أهم عيوب الري بالتنقيط في النقاط التالية:

1-  طريقة الري بالتنقيط تحد من انتشار المجموع الجذرى للأشجار. ويرجع هذا لأن الري يكون في مكان محدد بجوار جزع الشجرة بالتالى الجزء المبتل يكون محدود. مما  يحد من انتشار المجموع الجذرى للشجرة.

2-  يحتاج نظام الري بالتنقيط إلى عمالة مدربة تستطيع إدارته, وكذلك خبرة فنية بالأسمدة وإمكانية خلطها وحساب الجرعات السمادية اللازمة لكل نوع وموعد إضافتها.

3-  انسداد النقاطات: تحتاج الشبكة إلى صيانة دائمة فقد يحدث انسداد لعديد من النقاطات بالشبكة, ويرجع هذا لوجود جزيئات من مواد غير ذائبة في محلول الري كما أنه في حالة ارتفاع نسبة الملوحة في مياه الري أو وجود العناصر السمادية ذائبة في الماء قد يؤدى إلى  ترسيبها بالقرب من فتحة النقاطات مما يعمل على انسدادها.

4-  كما أن وجود بعض الكسور أو الشروخ في الأنابيب تؤدى لفقد وإهدار كمية كبيرة من المياه كما تؤدى إلى دخول بعض الرمال إلى داخل مجرى المياه مما يعمل علي انسدادها. ونتيجة انسداد بعض النقاطات تؤدى إلى حرمان بعض الأشجار من الكمية اللازمة من المياه مما يؤدى إلى ضعف نموها وقد يؤدى إلى موتها. ولتفادى هذا يجب الاعتناء بصيانة الشبكة بالكشف الدورى على المرشحات (مجموعة الفلاتر) وكذلك الصيانة الدورية للشبكة مع غسيل الشبكة داخلياً من آن لأخر.

5-      ارتفاع تكلفة إنشاء شبكة الري بالتنقيط, نظراً لارتفاع أسعار الخامات المستخدمة في الشبكة.

 

 

المكونات الرئيسية لشبكة الري بالتنقيط:

تتكون شبكة الري بالتنقيط من وحدات أساسية هى: مصدر الري وهل هو مياه عذبة تصل إلى المنطقة عن طريق الترع التى تحمل مياه النيل أم بئر جوفي, ثم وحدة رفع المياه وضخها داخل شبكة الري وهى عبارة عن طلمبات بمواصفات خاصة لها قوة رفع تناسب عمق البئر وكمية المياه المرفوعة منه, ثم وحدة التحكم الرئيسية والمضخات, ثم السمادات (حاقنات الأسمدة) والتى تركب قبل وحدة الفلاتر, ثم مجموعة الفلاتر  يليها الخط الرئيسى للشبكة وهو المتصل بوحدة التحكم  ويكون قطرة من 5 إلى 11 بوصة ويصنع من البلاستيك عالى المقاومة  (مادة الـ PVC  كلوريد البولي فينيل) ويدفن تحت سطح التربة على عمق مناسب, وطول الخط الرئيسى يجب ألا يزيد على 100 متر. ويتصل الخط الرئيسى بالخطوط الفرعية أو التحت رئيسية وهى مصنوعة من البلاستيك عالى المقاومة (PVC)  وقطرها يتراوح من 4 إلى 8 سم وتدفن تحت سطح التربة على العمق المناسب لحمايته من العوامل الجوية ومن عمليات الخدمة ومرور الآلات الزراعية, وتتصل الخطوط الفرعية بخطوط التوزيع, وتمر خطوط التوزيع علي سطح التربة بجوار صفوف الأشجار وهي خطوط بلاستيكية ذات قطر داخلى حوالى 1,6 سم وعليها يتم تركيب النقاطات, و النقاطات تصنع من البلاستيك عالي التحمل, ويختلف معدل التصريف علي حسب نوعية النقاطات فمنها ما يصرف 4 لتر/الساعة  ومنها ما يصرف  8 لتر/الساعة  ومنها ما يصرف 12 أو 16 لتر مياه ري / الساعة.

 

صيانة شبكة الري بالتنقيط

يجب أجراء متابعة وصيانة دورية لطلمبة رفع وضخ المياه دون تكاسل أو إهمال. حيث تمتاز شبكة الري بالتنقيط بوجود جزء كبير مكنها فوق سطح التربة, وهذا يجعله معرض للعوامل الجوية من حرارة ورطوبة وأمطار طوال العام وكذلك مرور الآلات والمعدات المستخدمة فوقه, مما قد يؤدى إلى صدأ الأجزاء المعدنية وتأكل بعض الخطوط البلاستيكية الفرعية  أو تلفها(خطوط التوزيع) نتيجة تأثير العوامل الجوية. بالتالى لابد من استخدام خامات عالية الجودة عند إنشاء الشبكة وعزل الأجزاء المعدنية بطلائها بمواد عازلة وتجديد الدهان من وقت لأخر مع استبدال الخطوط البلاستيكية التي بدأت في التآكل.

 

ومن أهم عيوب الري بالتنقيط اندفاع بعض المواد الصلبة مثل جزيئات الرمل والسلت وجزيئات السماد الغير ذائبة  والفطريات والطحالب وغيرها مع المياه التى يتم ضخها مما يسبب بعض المشاكل, وهذا يتم التغلب علية باستخدام المرشحات (مجموعة الفلاتر) بالتالى يجب تنظيف الفلاتر من آن لأخر لزيادة كفاءتها, وتغيير التالف منها. مع ضرورة وجود حاجز شبكى ما بين ماكينة الرفع وبين طلمبة ضخ المياه في الشبكة لعدم السماح بمرور الأجزاء الصلبة والبقايا النباتية والعضوية داخل الشبكة.

 

وانسداد النقاطات من المشاكل التى تواجهنا كثير في شبكات الري بالتنقيط ويرجع هذا إلى: مصدر الري في الأراضى الصحراوية غالباً ما يكون بئر جوفي وإذا ما كانت نسبة الملوحة في مياه البئر مرتفعة بالتالى يزداد تركيزها داخل الخطوط  الفرعية, كما إن التسميد عن طريق شبكة الري يزيد تركيز المواد الذائبة في مياه الري, وكذلك وجود الطحالب أو الفطريات داخل الأنابيب الفرعية لنظام الري كل هذا قد يؤدي إلى انسداد فتحات النقاطات. بالتالى يجب الانتباه لهذه المشكلة وتنظيف فتحات النقاطات من آن لآخر, وعمل صيانة بالغسيل الداخلى للشبكة من آن لأخر, كما إن استخدام نسبة من السماد الفوسفاتى في صورة حامض فوسفوريك ذات أثر فعال في هذه الناحية حيث يذيب الكثير من تجمعات الأملاح عند فتحات النقاط ويخلصنا منها, وفي حالة الترسيبات الشديدة يمكن استخدام حامض النتريك بالتركيز الموصى بهِ في الغسيل الداخلى للشبكة حيث أنه لا ضرر منه على النبات (طالما أستخدم بالتركيز المطلوب)  كما أنه يتحلل ليعطى عنصر النيتروجين الهام لنمو النبات.

ولابد من عمل صيانة لأجهزة حقن السماد (السمادات) في الشبكة من وقت لأخر والتأكد من دقة عملها, حتى يتثنى وصول السماد بالمعدل المطلوب وبصورة منتظمة  للأشجار مع مراعاة تشغيل النظام لمدة لا تقل عن ربع ساعة بعد التسميد لتنظيف الشبكة من بقايا الأسمدة.

يفضل عدم استخدام الأملاح المحتوية علي الكالسيوم والحديد عن طريق شبكة الري بالتنقيط نتيجة لترسب هذه الأملاح عند فتحات النقاطات وخاصة عند ارتفاع درجة الحرارة.

المصدر: دكتور حمدى إبراهيم
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1575 مشاهدة
نشرت فى 21 يونيو 2011 بواسطة hamdy-Ibrahim

ساحة النقاش

حمدى إبراهيم محمود إبراهيم

hamdy-Ibrahim
[email protected] 0124278874 حاصل علي درجة الدكتوراة في كروم العنب من المعهد القومي للبولى تكنيك بفرنسا عام 2001 أستاذ بساتين الفاكهة المساعد بكلية الزراعة جامعة المنيا من 2010 حتى تاريخة المؤلفات كتاب العينات النباتية جمعها وتحليلها (تأليف د/ حمدي إبراهيم - الناشر دار الفجر القاهرة 2010), إنتاج أشجار الفاكهة في الأراضى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

112,590