حاكم صالح

أخبار ومقالات عربية وإنجليزية

فى ظل هذه السياسات المصابة بمرض عضال التى انتشرت فى شرايين الجسد الفانى، وهو داء قاتل فتاك ليس له من دواء، يسمى حب السلطة والتمسك المميت بكرسي العرش الزائل، والنزاع على الجنة التأسيسية للدستور والرغبة الجامحة فى حب التملك والسيطرة على البرلمان، والسياسات الداخلية والخارجية لوضع رئيس مأخوذة مقاساته عند ترزي متقن للمهنة خالي من العيوب الظاهرة ضعيف الجودة يذبل مع أول غسلة وترك المواطن المسكين يعانى من بطالة فى بيئة خالية من الأمن والأمان  والمسكن والمأكل المصاب بحمة قلاعية والتهاب رئوى ومبيدات مسرطنة وأرتفاع جنونى فى الأسعار لمواطن جيبة مملوء بالهواء وأنقى من الصيني بعد غسيلة مرسوم على وجهه علامات الألم، ترى فى عينيه دموعاً جافة وعلى أنفة شعار الطين من الهواء الملوث وعادم السيارات، وعلى لسانه أجود أنواع الكلمات ـ من المنقى خيار ـ لها رنين تشمئز من سماعها الأذن وشعر يعانى جفاف التغذية، وعيون لا ترى الواقع المريض وتعيش على أمل مفقود، وأرجل تخوض الصعاب في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء، وأيادى تتمسك بحبال الأمل الزائف، فى مجتمع تاهت فيه حقوق الإنسان بل دفنت في قبر من أوهام الأمل الكاذب فى ظل نخبة لا أصل لها غير الشعارات التى ولا تسمن لا تغنى من جوع ومظاهر خداعة ممثلة فى ذقون طويلة وجلابيب أثرت عليها عوامل التعرية لتصبح بدلة تتواكب مع العصر وعقول توقف نموها منذ زمن بعيد، وقوانين خصصت لأزاحت علماء مجنسون من حلبة المصارعة، وأصحاب ذقون أمهاتهم تحمل جنسية أخرى، وأخرين مقربين زوجاتهم تحمل جنسية سورية بالتبعية يجب أن يؤخذ ضدهم موقف أيضاً طبقاً للمادة الدستورية عدم الزواج من غير مصري أم لهم معاملة خاصة فهم رجال الحاشية والأبناءالمدللين.

قامت الثورة وسفك الدماء فى سبيل التغير وسقط رأس النظام الذى كان يعاني من آلام المرض الذى كان سيضع حداً لنهايته قربياً أم بعيداً، ولكن شاء القدر وكان ماكان، ومن المؤكد أنهم يعلمون جيداً نتائج المرض والشيخوخة وأعدو عداتهم لتلك المعركة القادمة منذ زمن أيضاً، وبدأو ينفذون ماخططوا له حسب الظروف القائمة، وتركوا الشعب يعاني من نفس الأوجاع التي قامت عليها الثورة بل ازداد الطين بلة بالانفلات الأمنى وأرتفاع الأسعار وتدهور التعليم وتدني الرواتب ووفاة الزراعة والصناعة والسياحة واختفاء أنابيب الغاز من بلد تصدر الغاز وكرامة مواطنيها، ومن عجب العجاب عندما رافقت زوجتي إلى التأمين الصحي لأنها كانت تعانى من أرتفاع في ضغط الدم وأحياناً فى انخفاضه، فألقيت السلام على الموظف الجالس فى الدور الأرضي ، يمسك فى إحدى يدية قلماً وجالس على كرسي خشبي وطاولة صغيرة من الخشب أيضا، يرتدي قميصاً أشتكت المياه من كثرة غسله، وعلامة صلاة توحى بكثرة الدعاء لفرج الهم وزيادة الراتب ووجه عليه علامات صراع الزمن، فسألته ما الذى يجب عليا فعله، فرد أصعد إلى الدور العلوى يا أستاذ، فصعدت إلى الدور العلوى فوجدت بعض الناس التى يعانوا سوء التغذية وقهر الزمان وجحود معاملة البشر ، فتوجهت إلى أحد الموظفين وسألته السؤال المعتاد " ماذايجب عليا فعله" فقال لى أنزل الدور الأرضى وأعطى دفتر التأمن للموظف ، فتيقنت أننى فى مأزق ويجب الخروج منه سياسة البروقراطية، فقولت له أننى سألت الموظف وقال لى أصعد إلى الدور العلوى ، فاكتشفت أن أرتفاع الضغط وأنخفاضه فى خضوم تلك الظروف شىءِ طبيعى لا يجب القلق عليه ، وقال لى ضع دمغة على الطلب وأنزل إلى الدور الأرضى ، فقلت فى نفسي نزهة إلى مبنى البريد، وفي برهة من الوقت قال لي "روح إلى أم فلان احتمال أحمد وهات منها دمغة" فذهبت إلى آخر الممر وسألت أحد موظفي الحسابات أين أم أحمد، لأني أريد دمغة، تفضل مشكورأ لأنهم يعتنون بالمريض ويقدمون له خدمة ممتازة قال " روح دور عليها" فكان ولابد من خلع ثوب الأدب وناديت بأعلى صوتي " يا أم أحمد "، فخرجوا موظفين الكراسي وبعض أصحاب الرداء الأبيض، ووجدت صوت قادم من الحمام بيقول آيوه " نعم"  أخيراً وجدت أم أحمد بزيها السماوي وأخذت الدمغة لاستمرار رحلة العذاب أقصد العلاج، ونزلت للموظف الجالس على الكرسي، فأشار لي على موظفة بجواره جالسة في صندوق زجاجى، فأدركت أن الصعود من أجل ورقة الدمغة فقط، فحمدت الله على التقدم والرقي الذي وصلنا إليه وأيقنت أن الثورة قد قضت على الروتين وساعدت على إعطاء المواطن حقه المفقود أو المنسي، فتقدمت  إلى الموظفة وأخذت دفتر التأمين وكتبت شىء وأخذت الجواب أو الطلب الذى توجد عليه الدمغة، وقالت لي أصعد إلى الدور العلوي مرة أخرى، فسألتها عن ماذا كتبت، فقالت أذهب إلى أعلى هم يعلموا كل شىء، طويت الصحف وجافت الأقلام ، ولا خيار لي غير الصعود، كل هذا والمريضه في رحلة رياضية للشفاء العاجل من الروتين الممل وتقوية عضالات الرجل، وما أثار الحزن داخل قلبي أنى رأيت أمرأة عجوز تمر بنفس التمارين الرياضية متغلبة على المرض والشيخوخة ومصارعة الظلم القائم في ظل الأهمال وعدم الكفاءة وغياب حقوق المواطن، ودخلت زوجتي إلى طبيبة ترتدي ثياب أبيض مملوئة البدن من كثرة الجلوس يجب أن تعالج من مرض السمنة، في يدها قلم وورقة لكتابة الروجتة، والمفاجأة الكبرى عندما أعطيت الروجتة إلى الصيدلانية لأخذ الدواء من نفس مبنى التأمين، هل دخلت سوق جملة من قبل عندما تأخذ الفاكهة أو الخضروات من البائع بوضع طلبك في السيارة بأقصى سرعة للتخلص منك والتعامل مع مشتري آخر، فألقت الدواء أمامي بدون أرشادي أو صورة من الروجتة لمعرفة المواعيد ، فسألتها عن كيفيت الاستعمال، فقالت ثلاث مرات يومياً ، فسألتها مرة أخرى كل الأدوية قالت نعم، أعتقد يجب عليك المغامرة بأخذ الدواء أو الذهاب إلى طبيب خاص ويرحم الله الناس الغلابة الذين لايعلمون كيف يسألون أو لا يمتلكون المال الكافي للذهاب إلى دكتور خاص ندعوا لهم الله أن يسكنهم فسيح جناته.

حاكم صالح  

 

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 25 يناير 2018 بواسطة hakemsaleh

حاكم أحمد عبدة صالح

hakemsaleh
Face Book Page »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,857