أهى تخبط السياسات لمدة طويلة التى عصفت بالاقتصاد المنهار إلى مثواه الأخير، أم هى اللعبة السياسية للوصول إلى الغرض المنشود لامتصاص الغضب الشعبى وتوزيع السلطة أو تقسيمها أو أخضاعها للعامل الأجنبى؟ ويبقى الحال كما هو عليه فى ثوبه الجديد إلى أجل غير مسمى، فى ظل الانفلات الأمنى والحرائق التى دمرت الغالى والثمين، والقتل والهرج والمرج وجرائم الاغتصاب والسرقة والسطو المسلح وقطع قضبان السكك الحديدية والعصيان المدنى وغيرها من الأحداث المؤلمة التى لم نعتد عليها من قبل.
تبدء مرحلة الترشح لرئاسة دولة ذات تاريخ عريق وموقع جغرافى يزيد من أهميتها السياسية فى المنطقة المحيطة بها ، كما ينظر إليها الغرب على أنها دولة ذات ثقل سياسى والبوابة التى تحافظ على أمن إسرائيل أو الاخلال به فى حالة عدم الاستقرار السياسى أو العبث بأمنها، يسعى كل من سولت له نفسه من سائق توك توك ومدرس فيزياء ورجل دين وغيرهم ممن ليس لهم دراية أو خلفية سياسية تؤهلهم لقيادة هذة الدولة التى حفر تاريخها على الجدران وأوراق البردى، فى حين أن البلاد الاخرى كانت غارقة فى ظلمات الجهل، أو فئة قليلة لها باع سياسى وأذرع وجذور أثناء حكم النظام المخلوع لم يقدموا شيئاً يذكر فى تاريخهم السياسى وآخرين من رجال القانون الذين يهرولون وراء المال والمجد والسمعة ولا يشغلهم شأن مصر، ورجال آخرين تركوا كراسيهم بحثاً عن كرسى العرش ، بدون الحصول على ثلاثين الف مرشح أو ثلاثين من البرلمان وليس لديهم برنامج سياسى سوى رفع شعارات رنانة ( سنقطع الغاز عن إسرائيل ونلغى معاهدة كامب ديفيد ونساند القضية الفلسطنية ونعيد الأمن للبلد ونحل مشكلة البطالة ونرفع معاشات الارامل والمطلقات والطاعنين فى السن) وغيرها من الاقوال التى تميل لها القلوب وتنجذب إليها العقول من غير استخدام أدوات الاستفهام كيف ومتى وأين.....، وفئة أخرى رفعت الراية البيضاء وأستسلمت إلى الأمر الواقع وانسحبت من ساحة الصراع .
وبرلمان يندد بقطع الغاز وطرد السفير الإسرائيلى ، هل كل هذه الشعارات والتصريحات تنم عن برلمان ومرشحين يفهمون ويدركون الحالة الاقتصادية والقدرة العسكرية والوضع السياسى الحالى للبلاد وقدرة الخصم وعدده ومسانديه والنظر فى كل الجهات المذكورة سابقاً ؟ هل أنتم سياسيون محنكون مدركون حقيقة الوضع حقاً أم ألسنةُ لا لهب لها أو أعين لا نظر لها أو رؤوس لا عقل لها أم نحن فى نوم عميق وحالة لا حل لها ؟ قد أنتهى عصر الحمار والحصان والجمل والسيف والدليل الذى يعرف الطريق ورجل الحروب، واختلفت موازين القوة وأصبحت صواريخ عابرة للقارات وطائرات حربية بطيار أو بدون، وأسطول بحرى وجوى وبرى وأسلحة فتاكة ومواد نواوية وقنابل ذرية وأقمار صناعية وحروب النجوم والكواكب وضربات موجعة ليلاً ونهاراً وتحالفات حربية، أين نحن من كل هذا ؟ نحن لا نقبل الذل والهوان ولكن لا بد من وجود الحكمة والتأنى والبناء واتخاذ القرارات الصائبة للنهوض ومواكبة التقدم ليكون لنا صوتاً مسموعاً ومكاناُ مرموقاً ووضعاً مقبولاً وهيبةً يعمل لها الف حساب.
فى ظل اقتصاد قوى لا منهار وأكتفاء ذاتى فى الأغذية والصناعات لا الاستيراد، ومواطن دخله يكفى تكلفة معيشته وليس ذو دخل منعدم ومسكن يليق بمكانته لا الأزقة والأرصفة، وتعليم يرقى بعقليته لا للتلقين والتحفيظ ومناهج أكل عليها الدهر وشرب، وعملة ذات قيمةً مرتفعة وليست فى حجرة الإنعاش ورعاية صحية جيدة وأدوات طبية حديثة لا موت أمام المستشفيات لعدم قدرة المواطن على الدفع وأجهزة طبية من زمن أيوب وتأمينات اجتماعية تكفل له حياة هنية ليست مجرد ملاليم لشراء الفول والطعمية وأشياء غيرها كثيرة لا تعد ولا تحصى .
لا للتصريحات العنترية وطلاب المناصب وأصحاب الأقوال لا الأفعال والدكتاتورية وولاية الفقية وأصحاب جمع الأموال والعملاء ونعم لأصحاب الأفعال لا الأقوال والمؤهلين علمياً وسياسياً وقادرين على بناء مصر والأخذ بسواعد أبنائها إلى الأمام فى جميع المجالات وتوفير عيشة كريمة تليق بالمواطن المصرى واسترداد هيبته المفقودة فى الداخل والخارج ونشر العدالة الاجتماعية والنهوض باسم مصر وشعبها، رئيس له أنتماء لبلده وأبناء جلدته صناعة مصرية صافية لا توافقى ولا معد من جهات أخرى لإعادة الواقع المفقود والأمان المنشود ! نعم أيها الرئيس المحتمل ! حاكم صالح