لفد إبتليت مصر بحكم ديكتاتوري خلعناه بطلوع الروح وسفك دم الشهداء وضياع الاقتصاد والأمن والأمان ومجلس عسكري وأخوان وسلفين وفلول وغيرهم القائمة طويلة ، قبل الإستطراد فى الحديث أريد أن أقدم عزائى إلى الفريق أحمد شفيق فى رحيل زوجته المصون الله يلهمهم الصبر والسلوان ويجعل مثواها الجنة بإذن الله ، ظهر الرئيس المحتمل الفريق شفيق على قناة تليفزيونية وأخبرنا أن تنحى الرئيس المخلوع وتسليم الحكم للعسكر كانت فكرته، وكأن التنحي كانت فكرة وليست ثورة فقدنا فيها الكثير من الشهداء فى سبيل التخلص من الظلم والفساد والإستبداد ، لربما كانت له وجهة نظر عندما تعاظم الأمر ولم يجدوا له حلا فأدلا بدلوه وربما كان عندهم علم بما يجرى على الساحة السياسية وتكالب وتصارع الطوائف الدينية الأخوان والسلفين والأحزاب وغيرهم من الطامعين فى السلطة فاقترح أن المجلس العسكري يتولى زمام الأمور للحفاظ على السلطة من أيادي الطامعين فيها وحماية النظام المخلوع وأتباعه، وهكذا سارت الأمور ببطيء شديد لإمتصاص غضب الشارع وإحتواء الموقف الملتهب، وإقحام الأخوان والسلفين وإثبات عدم جدارتهم السياسية وأظهار صورتهم الحقيقية وضعف موقف الأحزاب الأخرى فهي لا بت هش ولا بنتش ، وصراع الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وما ظهر فيه من أحداث مؤلمة تستطيع من خلالها أن تقرأ المصالح الشخصية وحب السلطة والتملك لا حب الوطن والصالح العام، ولا يزال الحوار مستمر بالتشكيك فى شرعية البرلمان والإعتراض على حكم العسكر وكتابة الدستور والانتخابات الرئيسية وتولى الحكم للجنة مدنية مكونة من مدنى وعسكر وبرلمان مؤقت وقانون العزل السياسي وغيرها من الخلافات حتى أصبح الشعب يلتبس عليه الأمر وسط هذا التخبط والعبث السياسي .
لكن كل هذه السياسات بحلوها ومرها قد أعطت جرعة دسمة للشعب المصري من أجل الوعي السياسي وجعلته يدرك الموقف ويقرأ المناخ بشكل جيد ويفك الالغاز السياسية كلى يقرر مصيرة بنفسه والقضاء على هذه المسخرة السياسية، فى ظل معركة لم تنتهى بعد هل الرئيس اولا أم الدستور أولا وإصرار المجلس العسكري على إقامة الإنتخابات فى موعدها وهناك أقترحات عدة تقترح أن نستند إلى الدساتير السابقة وتعديل ما يناسبنا فى الوقت الحالي نظرا لضيق الوقت، والأخر يقول مصر دولة عريقة وقامت بثورة وأطاحت بنظام سابق ويريدوا نظام حكم مختلف ضماناته وهو عمل دستور جدبد، وما هي آليات كتابة هذا الدستور ؟ هل ستكون غير ديمقراطية عن طريق المنحة من السلطة الحاكمة مع بعض التنازلات عن بعض الحقوق فى شكل وثيقة مكتوبة لا يشارك فيها الشعب من قريب أو بعيد ؟ أم ستكون عن طريق العقد والإتفاق لأن الشعب قام بثورة ولا يزال مستمر يطالب بحقوقه فيخضعون لإراديته إذعانا أحسن لهم من فقد سلطاتهم بالكامل فيشاركون الشعب أو ممثليه فى وضعه؟ أم سيتابعوا الطرق الديمقراطية ويتركون الشعب ينتخب ممثلين له يكونون جمعية أو مجلسا تأسيسيا لوضع دستور يعبر عن إرادته ويكون نافذا لمجرد الإنتهاء منه؟ أم سيكون عن طريق الإستفتاء الدستوري ويوكل لجمعية منتخبة أو لجنة موكلة من قبل الحكومة أو البرلمان ولا يكتسب قوته الإلزامية والصفة القانونية إلا بعد موافقة الشعب عليه؟ وهل سنظل نتبع الدستور المدون التي صيغة أحكامه فى نصوص تشريعية مكتوبة عن طريق المشرع الدستوري أم غير مدونه مثل باقي العالم عن طريق العرف أو القضاء، وفى حالة التعديل سنعتمد الدستور المرن الذى يسمح بالتغير فيه مثل القانون العادي أم الجامد التي يتطلب التغير فيه إجراءات أشد تعقيدا ؟ هل سيتم هيكلة الدولة ونبدأ من نقطة الصفر مرة آخري بعدم شرعية البرلمان وتنازل العسكر للجنة مدنية مكونه من عسكر ومدنين لصياغة دستور يصون حقوق الدولة والمواطن أم سيظل الحال كما هو عليه لبناء مملكة فيها السيد والعبد.
حاكم صالح