ما هو الفرق بين حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم-: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه), وبين حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم-: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده...) إلى آخر الحديث؟
فتوى للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
ليس بينهما تعارض، هذا معناه شيء وهذا معناه شيء (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) شيء ما يعنيه ولا له فيه دخل ولا يهمه لا يتعرض له ولا يدخل نفسه في شيء ما له فيه لزوم، إنسان يشاور أخاه، يقول: أيش تقولون؟ ويش عليه منهم، وش يضره، إنسان ذهب يزور أخاه، يقول له: ليش تزوره؟ ويش تبي تزورة، يعني لا يسأل عما لا يعنيه ما لا يهمه الشيء ما له فيه لزوم لا يسأل عنه، لا يتدخل فيما لا يعنيه، أما المنكر فهو يعنيه، الرسول أمر بإنكار المنكر، بل الله أمر بذلك، قال- جل وعلا-: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(آل عمران:104), فالمؤمن مأمور بهذا، وقال- سبحانه وتعالى-: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ(آل عمران: من الآية110)، ويقول- جل وعلا-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(التوبة: من الآية71)، ويقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، هذا يعني المؤمن، يعني كل مؤمن, وكل مؤمنة، بل واجب على الجميع إنكار المنكر، ليس داخل في حديث (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)هذا شيء وهذا شيء