[email protected]

ماذا تفعل عندما تبكي بسخرية ؟ وعندما تضحك بمرارة ؟! ماذا تفعل عندما تفقد لذة الحلم الذي طالما عملت لتحقيقه ؟ ماذا تفعل عندما تمد يدك إلى من تظنه منقذا فإذا به أول من خذلك وأوغل تأمرا على هلاكك؟ !! ماذا تفعل عندما تذوق العلقم وتتجرع السم ؟ ماذا تفعل عندما ترى بعض قياديك يجلسون متكأين وخلفهم وسادات الحرير أمام التلفاز والمحطات الفضائية ليتفرجوا عليك كيف تموت وأشلائك متناثرة ولم يفعلوا شيئا لنصرة المظلومين !!ماذا تفعل عندما يأتي الغرباء الذين يبعدون عنك مسافات لكي يرموا عليك قنابلهم وسمومهم وحقدهم وافكارهم المنحرفة بصبغة الدين التي تحولت إلى سوداء نتيجة أفعالهم وأنت جالس امن في بيتك أو في محل عملك وإذا به يتهدم عليك ويصبح قبرا لمن فيه ؟ ..!! ماذا تفعل عندما تخرج جثة طفلك مغسلا بدمائه من تحت الحطام؟... ماذا تفعل عندما تتفق بعض الدول على تمزيق الصف العراقي وزرع الطائفية والعنصرية؟ ... ماذا تفعل عندما يرتفع منسوب الدماء وعدد القتلى والشهداء والأبرياء ولا يفعل من بيدهم القرار ، غير إن يتثاءبوا ويتزمتوا على شفاههم؟... ماذا تفعل عندما يموت المواطن العراقي كل يوم وكل ساعة وتراق دمائهم دون أن يتأسف عليهم أحدا أو يتألم أو يغضب أو حتى يعلم بهم أحدا؟ هكذا هي أخبار عراقنا الجريح لا تبعث المسرة وترى بعض الساسة متفرجين لا يحركون ساكنا وهمهم ومستهمهم الوحيد تقاسم السلطة ونيل الكراسي لإغراضهم الشخصية ... ماذا تفعل عندما تسمع وترى مئات الأبرياء ماتوا وما زالوا يموتون اثر الانفجاريات وتهاون بعض المسؤولين وغضهم الطرف عن كل ما يجري في العراق؟...ماذا تفعل وأنت ترى المال العام يسرق من قبل البعض ممن لديهم السلطة او من هم في قمتها( حاميها حراميها )؟!، منذ إن خلق العراق وليومنا هذا دون التاريخ لنا وعبر العصور التي مر بها نكبات وأزمات وحروب وموت ضمير وعدم الإحساس بالمسؤولية لمعظم الحكومات التي توالت عليه . لذا نأمل من ساسة العراق إن يلتفتوا إلى عراقهم الجريح وان يقفوا صفا واحدا بجنب شعبه وان يركنوا خلافاتهم الحزبية والشخصية جانبا .... العراقيون كتبوا بدمائهم الطاهرة على لافتة كبيرة لكل من يروا بأنفسهم القدرة على إدارة دفة الحكم (( العراق والعراقيون أمانة بأعناقكم )) ! ... فهل انتم أهلا لحمل هذه الأمانة !! .