وهي محاكاة أقوال الناس أو أفعالهم أو صفاتهم على سبيل استنقاصهم والضحك عليهم بألوان المحاكاة القولية أو الفعلية وقد حرمها الشرع لجلبها العداء وإثارة البغضاء وإفساد العلاقات الودية بين أفراد المسلمين ، وكيف يجرأ المرء على السخرية بالمؤمن وانتقاصه واعابتها ؟ ، وكل فرد سوى المعصوم ، لا يخلو من معائب ونقائص ولا يؤمن من إن تجعله عوادي الزمن يوما هدفا للسخرية والازدراء . لذلك انذر القران الكريم متعاطي السخرية وحذر منها ، فقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ }. وقال الصادق "ع" ( من روى على المؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروءته ليسقط من أعين الناس ، أخرجه الله تعالى من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان ). وعنه قال : قال رسول الله "ص" ( لا تطلبوا عثرات المؤمنين ، فانه من تتبع عثرات المؤمنين تتبع الله عثراته ، ومن تتبع الله عثراته يفضحه ولو في جوف بيته ) ، فجدير بالعاقل إن ينبذ السخرية تحرجا من آثامها وتوقيا من غوائلها ، وان يقدر الإنسان بحسب إيمانهم وصلاحهم وحسن طويتهم غاضا عن نقائصهم وعيوبهم كما جاء في الخبر : إن الله تعالى اخفي أولياءه في عباده فلا تستصغرون عبدا من عباد الله فربما كان وليه وأنت لا تعلم أخي المؤمن أختي المؤمنة كلنا عيوب فلننظر إلى عيوبنا قبل عيوب الآخرين وتذكر قول الشاعر :
لسانك لا تذكر به عورة امرؤ |
وكللك عورات وللنـــاس الســـن
|
وعينك إن ابد تاليك معايبا |
فصنها وقل يا عين للناس أعين. |
ساحة النقاش