[email protected] 

تعد العباءة، سواءً رجالية او نسائية، من أقدم الصناعات النسيجية اليدوية. ففي حين يؤكد باحثون في عالم الفولكلور والازياء أن تاريخها يعود الى عصور ما قبل الاسلام، وان آخرين منهم يذهبون إلى أبعد من هذا ويؤكدون ان وجودها كان قبل ذلك التاريخ مستندين إلى ما يقال من ان كلمة «العباءة» مشتقة من كلمة عباثو الاشورية وتعني الغطاء. وهناك فعلاً اكثر من منحوت يرينا ارتداء العباءة على الطراز الاشوري الذي ألزم قانونه ارتداءها في المرافق العامة. وفي عصر الاسلام ورد الينا من المصادر التاريخية أن الرسول محمد (ص) كان يرتديها وكانت تسمى «البردة» وقصيدة البوصيري جاءت تسميتها من عباءة الرسول (ص) ). وافضل الحياكة في صناعة العباءة، فكانت لنا هذه الجولة التاريخية مع الشيخ حميد عبد الهادي محبوبة مواليد 1946 م ليحدثنا عن تاريخ هذا الموروث وصناعتها وخياطتها باعتباره اقدم خياط للعباءة في محافظة واسط ،ومن المتخصصين بهذه الصناعة.

 

عملية اختيار الصوف قال: تبدأ صناعة «العباءة» بعد قص الصوف يخضع لعملية الغسل بالماء ومن ثم يعرض لحرارة الشمس الى حين جفافه ليدخل العملية الاولى في صناعة «العباءة» وهي عملية الغزل بعد اختار الالوان المطلوبة مثل : الاسود، والاصفر والذهبي والاحمر والاعشم «الرصاصي» والابراهيمي وهو اسود مائل الى البنفسجي والكحلي القريب الى الأسود. و هناك اشتراطات معروفة في اختيار نوعية الصوف، أهمها ان يقص الصوف لاول مرة من الحيوان وان لا يتجاوز العام الاول من العمر وذلك لنعومة صوفه وان يكون الحيوان معلوفا جيدا ليتمتع الصوف بالقوة اثناء الغزل، وغالبا ما يؤخذ الصوف من الجوانب وبالاخص عند الخاصرتين ومنطقة البطن ولا يقص من الظهر لخشونة صوفه. وتؤخذ في الاعتبار البيئة التي يعيش فيها الحيوان، والمفضل الصوف الآتي من المناطق الريفية لعدم تأثره بالملوثات البيئية التي تعج بها المدن.. تعتمد عملية الغزل، على عوامل عدة أهمها: مهارة الغازل وجودة الصوف ومواصفات اخرى يجب ان يمتلكها الغازل. بالاضافة الى المهارة يجب ان يكون الغازل حاد النظر ناعم اليدين بحيث يحرم عليه العمل في أي مهنة اخرى سوى الغزل، لأن الخيط في بداية غزله يتأثر بخشونة اليد، وعادة ما تتم عملية الغزل يدويا باستخدام المغزل اليدوي وتستغرق عملية الغزل لاتمام «العباءة» واحدة مدة شهر كامل وتقاس مهارة الغازل بوزن العباءة، فكلما قل وزنها ازداد سعرها. العباءة التي وزنها 150 غراماً تكون اجرة الغازل فيها 500 الف دينار عراقي، وكلما ازداد الوزن 50 غراماً قلت اجرته بمقدار 100 الف دينار عراقي وأكثر. وزن للعباءة المجراوية يبلغ 300 غرام وتكون اجرة الحائك فيها 200 ألف دينار، لكن الأفضل عند الزبائن هي «الخاجية» التي تزن 150 غراماً.

كلما خف وزنها غلا ثمنها. لهذا السبب وسواه تعد العباءة الرجالية الصيفية من اصعب الصناعات اليدوية لحاجتها الى مواصفات دقيقة ومهارة عالية يجب أن تتوافر بين أيدي صناعها الثلاثة: الغازل والحائك والخياط، فضلا عن نقاوة الصوف المستخدم فيها. وتطلق على العباءة الرجالية الصيفية العراقية تسميات عدة منها «الخاجية» او «الهدم» في الجنوب و«البشت» في الفرات الاوسط. وكما تختلف التسميات والانواع، فإن المناشئ المحلية تختلف هي الأخرى، وقد اشتهرت مدن بصناعتها كما اشتهر صنّاع دون سواهم بذلك في محافظات ميسان والنجف وكربلاء وبابل والبصرة والناصرية.,,وواسط  وأفخر وأثمن انواعها، حسب الخياط حسن الخالدي من السوق الكبيرة في مدينة الحلة، العباءة المجراوية التي تصنع في قضاء المجر الكبير التابع لمحافظة ميسان لخفة وزنها ورقة خيطها ثم عدم تجعدها، حتى وان طويت وصارت في حجم الكف فضلا عن براعة ومهارة نسجها. «العباءة».

، هي التي تتكون من سمك 160 حيث يكون الطول فيها او ما يسمى بـ «السده» 1200 خيط وكذلك العرض او ما يسمى بـ «اللحمة» ويكون «المشط» وهو نقطة الاتصال بينهما بالخيط الرفيع بسمك150، ويدخل الخيط المغزول في المشط وتجري اول عمليات الحياكة وهي عملية «التجعيد» باجراء تواصل بين خيوط الطول «السده» وخيوط العرض «اللحمة» لادامة تواصلها حتى نهاية الحياكة ومن ثم يدخل المشط بـ«الجومة» وهي آلة خشبية تتكون من نصفين يدخل المشط في سدتها ولحمتها بعملية «المونة» وهي اضافة مادتي الحليب والسكر لتقوية الخيط ومن ثم تأتي عملية «التفريد» وهي فرز الخيوط عن بعضها لتبدأ عملية الحياكة لحين جاهزية «الخاجية» لمرحلة الذهاب الى الخياط وبعد إكمال الحياكة يقوم الحائك بغسلها من مادتي «المونة».
ثم تبدأ «الكزارة» وهي عملية طي العباءة ولفها على مرود خشبي الى حين وصولها الى مرحلة الجفاف الكامل وهذه الطريقة هي التي جعلت من العباءة المجراوية تتميز على قريناتها في المحافظات الاخرى، في كونها لا تحتاج الى خدمة المكوى، وكما يقولون «غسل ولبس». وبعد التطور في خياطتها اصبحت لدينا العباءة ام «ثلاث هيلات» وتكون اوسع من ام «هيلتين»، وكذلك نوعية ام الاربع «هيلات» وتكون اكثر اتساعا وجمالا ويرتديها اغلب شيوخ العشائر العراقية والعربية. وهناك نوعية اخرى هي «الجاسبي» او «الكلبدون» .

ويضيف محبوبة : تنقسم العباءة الى قسمين

1-     الصيفية وتقسم الى حياكة يدوية : وعادة يستخدم بها الصوف طبيعي وذات جودة عالية وألوان جيدة ، ويبذل بها جهد كبير جدا ويستمر العمل بها من 4الى 5 ايام . اما الحياكة الميكانيكية : فتكون اسراع واقل كلفة ويعتمد في صناعتها مكائن خاصة لهذا الغرض وعادة يكون الصوف مخلوط معه بعض النايلون ، ولايميز هذه الصناعة الا ( اصحاب الاختصاص ) والعباءة الميكانيكية تشبه القماش تقريبا .

انواع الخياطة

1-     الكلبدون

2-     مسمار

3-     كرماني

4-     ابو الهيلة

5-     جاسبي

6-     ابوالدرج

واغلى انواعها الكلبدون ( الجاسبي)

والجاسبي يقسم الى

1-     الماني ويتراوح سعره من 300 فما فوق

2-     فرنسي

3-     البكري الفرنسي ويعتبر درجة ثانية

4-     الياباني

5-     الهندي

علما تستورد خيوط العباءة من هذه المناشئ .

2-     العباءة الشتائية تقسم الى :

3-     ا- سوري ( وبر )

ب- هربد

ج- استرالي

د- كرلي

والعباءة الشتائية تاتي على شكل قماش وتفصل بالقياسات المطلوبة ..

·         بعد ضمور الطلب على شراء العباءة العراقية ، الان زاد الطلب عليها من اغلب شرائح المجتمع لاغراض اجتماعية وعشائرية .. لاعتبراها تمثل الوجاهه الثقافية .. اما الان بدأت تضمحل خياطة العباءة لوجود الخياطة الميكانيكية لانها كما اسلفنا ارخص ثمننا واسرع وقت .العباءة العراقية تكون اكثر شهرة مقارنة بالعباءة الخليجية ..

المصدر: غانم سرحان صاحي
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 882 مشاهدة
نشرت فى 15 مارس 2011 بواسطة ghanem0000

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

20,790