فول الصويا علاج لمرض الزهايمر
أعلن باحثون أن تناول الكثير من فول الصويا قد يحمي من الإصابة بداء الزهايمر «الاضطراب الدماغي» الخطير غير القابل للشفاء، الذي يصيب أكثر من نصف الأميركيين بعد سن الخامسة والثمانين. وفول الصويا نبات غني بمركبات الفيتوإستروجين (Phytoestrogen)، الذي سبق وقيل إنه ينقص من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية وترقق العظام. وطبقاً للدراسة الحديثة، فإن العلماء وجدوا بأنه يحمي أيضاً من حدوث داء الزهايمر، خاصة عند النساء بعد سن اليأس. فقد وجدت هذه الدراسة التي استمرت ثلاث سنوات وأجريت على الحيوانات بأن مادة مشابهة للإستروجين موجودة في فول الصويا تدعى الفيتواستروجين أو إيزوفلافون (Isoflavones)، تعمل على إنقاص عدد التغيرات البروتينية الحاصلة في الدماغ التي ترافق داء الزهايمر.
وتقول البروفيسورة هيلين كيم المشرفة على هذه الدراسة في المعهد القومي الأميركي، إن هناك دلائل على أن النساء اللواتي لا يتناولن معالجة معوضة للإستروجي بعد سن اليأس لديهن خطورة عالية للإصابة بداء الزهايمر . يتميز داء الزهايمر بتوضع لويحات وخيوط شبكية داخل الخلايا العصبية في الدماغ، ويصيب هذا الداء حوالي أربعة ملايين أميركي. وطبقاً لتوقعات جمعية داء الزهايمر سيصيب هذا الداء مع حلول نهاية هذا القرن حوالي أربعة عشر مليون شخص في الولايات المتحدة الأميركية.
وقد تمت الدراسة على مجموعة من القرود التي أحدثت لديها حالة يأس جراحي باستئصال المبيضين، حيث اعتبرت هذه القردة بمثابة نموذج يمثل الإنسان في حالة اليأس، وخلال الثلاث سنوات التي استغرقتها الدراسة التي مولها المعهد القومي للصحة في الولايات المتحدة الأميركية تمت تغذية خمسة وأربعين قرداً على واحد من ثلاثة أنواع من فول الصويا، الأول فول الصويا مع الإيزوفلافون، والثاني فول الصويا من دون الإيزوفلافون، والثالث فول الصويا من دون الإيزوفلافون ومع البريمارين (Premarin)، وهو معالجة إستروجينية شائعة.
وقد ضمت كل مجموعة خمسة عشر قردا، وقام العلماء بعد ذلك بفحص النسيج الدماغي للقردة في كل مجموعة بحثاً عن التغيرات البروتينية التي تميز داء الزهايمر.
وقالت كيم إن فريق بحثها وجد القليل فقط من التغيرات البروتينية المرتبطة بداء الزهايمر في أدمغة القرود التي تناولت فول الصويا مع الإيزوفلافون مقارنة مع المجموعتين الأخريين. ومن الجدير بالذكر أن الوظيفة الشاذة لبعض البروتينات في أدمغة المصابين بداء الزهايمر تؤدي لانخماص بنية وهيكل الخلايا العصبية. وقالت كيم إن التغيرات التي لوحظت في هذه المجموعة لم تكن بدرجة التغيرات نفسها، التي شوهدت في أدمغة القردة التي تناولت البريمارين. وتفترض كيم بأن الايزوفلافون والإستروجين الحقيقي كالبريمارين يمكن أن يكونا مفيدين للدماغ، لكن يعملان بآليتين مختلفتين. ونحن بحاجة لمتابعة مزيد من الحيوانات وفحص أدمغتها لمعرفة كيف تؤثر التغيرات البروتينية على وظيفة الدماغ. وتوضح الدكتورة كيم بأن النساء اللواتي تعرضن لحدوث نقص حاد في الإستروجين بعد سن اليأس، واللواتي من المعروف تاريخياً أنهن يعمرن أكثر من الرجال، هن غالبا عرضة لداء الزهايمر، لكن الرجال معرضون أيضا للإصابة، وهم يستفيدون أيضا من تناول فول الصويا.
ينظر إلى الاستروجين على أنه هورمون مؤنث، لكنه في الواقع ليس كذلك. فذكور الفئران من دون إستروجين لا تتطور بشكل طبيعي من ناحية السلوك الجنسي والنزعة العدائية. وقد حذرت الدكتورة كيم إلى أنه يجب تناول فول الصويا مع الطعام وليس على شكل حبوب داعمة للتغذية، حيث من غير المعروف مدى المخاطر السمية لهذه المواد
منقول من موقع الحواج
ساحة النقاش