مقدمــــــــة
أوضحنا في مقال سابق أن هناك اجماع على ضرورة تدعيم وجبات الأسماك في المزارع المائية وخصوصاً مزارع أسماك السلمون والسلمون المرقط أو التروتة، والجمبري بصبغة أستاكسانثين، وذلك لإكساب لحوم هذه الأسماك اللون الأحمر أو البرتقالي المحبب لدى المستهلك، بالإضافة إلى فوائدها الصحية، حيث ثبت حديثاً أنها مركب مضاد للأكسدة ولها تأثير فعال جداً في إيقاف نشاط الأورام الخبيثة (وعندي مراجعي).
كما أوضحنا أن المصدر الطبيعي لهذه الصبغة هي أحد أنواع الخمائر التي يطلق عليها الخميرة الحمراء لأنها تنتج كميات ضخمة من هذه الصبغة ذات اللون الأحمر تصل إلى 1% من الوزن الجاف للخميرة.
وفي هذا المقال نتعرض لكيفية تنمية الخميرة الحمراء بغرض إنتاج صبغة أستاكسانثين
النمو وإنتاج صبغة أستاكسانثين في بيئات معقدة
أصبح استخدام مخلفات تصنيع الغذاء، كبيئات للميكروبات الصناعية أمراً شائعاً خلال الثلاثة عقود الماضية. وقد وجد أن استخدام مخلفات إنتاج العصائر، كمادة خام لتنمية الخميرة الحمراء ، وإنتاج صبغة أستاكسانثين، كان لها نتائج جيدة على نمو الخميرة، ولكن كان لها نتائج سلبية على إنتاج الصبغة، حتى أن تدعيم البيئة بواسطة بعض المغذيات لم يؤد إلى التغلب على هذه المشكلة، ولكن ما زالت الأبحاث مستمرة في هذا المجال، حيث أمكن في كثير من الأحوال، التعرف على المواد المثبطة لإنتاج الصبغة مثل مركب سابونين Saponin، وربما يمكن في المستقبل القريب التغلب على هذه المشكلة.
وثبت حديثاً لدى كثير من العلماء أن المولاس يعتبر بيئة ممتازة لنمو الخميرة الحمراء ، وإنتاج صبغة أستاكسانثين، لدرجة أن المولاس يمكن أن يؤدي إلى إنتاج كمية من الخميرة والصبغة تعادل ضعف الكمية المنتجة من بيئة صناعية تحتوي على نفس سكريات المولاس وبنفس التركيز. لقد أثبتت نتائج هذه الأبحاث أن المولاس بتركيبته المعقدة يقدم عناصر غذائية ذات قيمة كبيرة بالنسبة لتصنيع صبغة أستاكسانثين بواسطة الخميرة. ولقد وجد هؤلاء العلماء أن صبغة أستاكسانثين زاد تركيزها من 500 ميكروجرام/جرام خلايا جافة إلى 1000 ميكروجرام/جرام خلايا جافة، وذلك عند زيادة تركيز المولاس من 1% إلى 10% (حجم/وزن) في بيئة الإنتاج. لقد لاحظ العلماء أن زيادة تركيز الجلوكوز في البيئات الصناعية عن 4%، يؤدي في كثير من الأحوال إلى تثبيط إنتاج صبغة أستاكسانثين، ولكن لم يلاحظ هذا التأثير المثبط للسكريات عند استخدام المولاس كمادة خام. وهناك أمثلة أخرى كثيرة، توضح أن المولاس، بيئة واعدة لإنتاج صبغة أستاكسانثين، بواسطة الخميرة الحمراء،
ويمكننا بعون الله تقديم التركيب الدقيق لبيئة المولاس الذي يؤدي إلى إنتاج أكبر كمية ممكنة من الخميرة والصبغة، وذلك للمتخصصين المهتمين بهذه العملية
ساحة النقاش