<!--<!--<!--

تباع خميرة الخبيز الآن في الصيدليات في شكل خلايا مكبسلة حيث يصفها الأطباء كمصدر لعناصر غذائية معينة أو كعلاج لبعض الأمراض. وهذه المجموعة تشتمل على ثلاثة أنواع قريبة الصلة جداً من بعضها البعض وهي Saccharomyces cerevisiae،  S. carlsbergensisوS. bayanus.    وهناك تقارب بين هذه الأنواع لدرجة أن هناك بعض الشكوك حول ما إذا كانت هذه الميكروبات يجب أن تقيم على أنها أنواع مختلفة أو يجب أن تسمى كلهاSaccharomyces cerevisiae  حيث أن الاختلافات بينها بسيطة فعلى سبيل المثال فإن Saccharomyces cerevisiae يمكن أن تستفيد من سكر المللوبيوز في حين أن S. carlsbergensis لا تستطيع الاستفادة من هذا السكر.

وقد ثبت لدى العلماء أن خميرة Saccharomyces cerevisiae فعالة في علاج بعض أنواع الإسهال وذلك عن طريق تغييرها للتركيب الميكروبي داخل القناة الهضمية لصالح الميكروبات المفيدة. وتتميز هذه الخميرة بأن لها طعم شديد المرارة رغم أنه يمكن تنميتها خصيصاً للأغراض الغذائية بحيث تكون منزوعة المرارة إلا أن كثير من الباحثين يرون أن الخميرة غير المرة لا تعتبر Saccharomyces cerevisiae حقيقية.

وتعتبر خميرة الخبيز (Saccharomyces cerevisiae) أحسن مصدر لعنصر الكروم من حيث نوعيته ومن حيث نشاطه البيولوجي. ويوجد عنصر الكروم في الخميرة في صورة عضوية. ويسمى هذا العنصر "عامل تحمل الجلوكوز "glucose tolerance factor" حيث أن له أهمية كبيرة في تنظيم تمثيل السكر . ويتكون مركب الكروم الذي يوجد في الخميرة من كروم ثلاثي مرتبط بالببتيدات النشطة بيولوجيا والأحماض الأمينية والنياسين ويبدوا أن مركبات الكروم في الخميرة تلعب دوراً هاما في الوصول إلى تمثيل فعال للمواد الكربوهيدراتية وذلك بالاقتران مع الأنسولين. وعنصر الكروم النشط بيولوجيا له أهمية خاصة بالنسبة لكبار السن ومرضى السكر وأطفال مرضى السكر حيث تعاني هذه الفئات من انخفاض مستوى الكروم في الأنسجة أو لديهم قدرة منخفضة على امتصاص الكروم أو عدم تأقلم مع سكر الجلوكوز. وعلى الرغم من عدم معرفة كيفية عمله فقد أكدت الدراسات أن تناول الكروم العضوي النشط حيوياً والموجود في الخميرة يؤدي بشكل معنوي وفعال إلى خفض مستوى السكر في الدم وإلى عدم الاعتماد بشكل أساسي على الأنسولين كما يؤدي إلى خفض الكلسترول في السيرم وإلى خفض الجليسريدات الثلاثية.

 

ولأن خميرة Saccharomyces cerevisiae تحتوي على صورة نشطة جداً من الكروم فإن التغذية عليها تؤدي إلى زيادة فعالية الأدوية التي يتناولها مرضى السكر مثل الأنسولين أو أي مواد أخرى تؤدي إلى خفض السكر في الدم. ولذلك فإن مرضى السكر لابد من إمدادهم  إما بعنصر الكروم وإما بالخميرة Saccharomyces cerevisiae . ولم يرد أي ذكر لأي آثار جانبية لاستخدام هذه الخميرة في العلاج أو في الوقاية من الأمراض إلا أن بعض الناس قد يكون لديهم حساسية ضد هذه الخميرة.

كذلك فإن الخمائر تعتبر مصدر جيد لعنصر السلينيوم Selenium الذي يوجد في شكل Selenomethionine وهي صورة عضوية للسلينيوم. هذا العنصر له أهمية في تنشيط النظام الإنزيمي الذي له تأثير واقي للكبد وأنسجة أخرى في الجسم. ويبدو أن هذه الإنزيمات مثل الـ glutathione peroxidase تمنع التحطيم التأكسدي للجدار الخلوي لخلايا الأنسجة. وقد وجد أن هناك أهمية خاصة للسلينيوم في صناعة أغذية الحيوانات الأليفة ولذلك تستخدم أنواع معينة من الخميرة تحتوي على تركيز عالي من هذا العنصر في صناعة هذه الأغذية. وهناك منتجات من الخميرة تحتوي على تركيز عالي من السلينيوم وتباع تجارياً للأشخاص الذين يحتاجون تركيز عالي من هذا العنصر كما أن هذه المنتجات تضاف في مصانع الأدوية إلى أقراص الفيتامينات والمعادن. وفي حين أن الخمائر في حالتها الطبيعية قد تحتوي على هذا العنصر بتركيز 1-2 جزء في المليون فإن خمائر معينة يتم إنتاجها تجارياً تحت ظروف معينة وتحتوي على 2000 جزء في المليون من هذا العنصر.ومن ناحية أخرى فإن هناك مجال حديث جداً يوضح الأهمية الصحية لخميرة Saccharomyces cerevisiae، حيث تستخدم جدر خلايا هذه الخميرة والتي يتم الحصول عليها عن طريق المعالجة الكيماوية ، كمادة مغلفة للعقاقير الطبية التي توجد في صور كبسولات أو أقراص. ويعتبر Yuasa  من أكثر العلماء الذين عملوا في هذا المجال، حيث قام ومساعدوه في سنة 2000م بتغليف أقراص تحتوي على مادة الأسيتامنوفين acetaminophen الدوائية بسائل يحتوي على 5% (وزن/حجم) من جدر خلايا الخميرة ، 0.35% (وزن/حجم) جليسرول. ولا شك أنه من المهم أن يكون الغشاء المغلف للكبسولة أو القرص ، غير معيق لعملية تحرر المادة الدوائية عندما يتناولها المريض، ولذلك فقد درس هؤلاء العلماء تحرر الدواء من الأقراص المغلفة بجدر خلايا الخميرة، بالإضافة إلى دراسة مواصفات أخرى. وقد أظهرت النتائج تحرر مثالي للمادة الدوائية عندما تعرضت الأقراص لظروف تشبه ظروف المعدة. لقد ثبت أن الأدوية التي غلفت بجدر خلايا الخميرة كانت مقاومة للتغيرات في رقم الـ pH، ولم تتأثر بالتخزين على درجة حرارة الغرفة لمدة تزيد عن 120 يوم. كما أن الغشاء المغلف للأدوية والمكون من جدر خلايا الخميرة كان تقريباً غير منفذ للأكسجين ومطابقاً تماماً لأغلفة ورق الألومونيوم التي تستخدم في تغليف العبوات نفسها، كما أن هذا الغشاء كان غير منفذ للماء وبالتالي يوفر حماية كبيرة للأدوية من الرطوبة. هذا بالإضافة إلى أن هناك أبحاث كثيرة تدل على أن مكونات جدر خلايا الخميرة، يمكن أن تضيف إلى مكونات العقار فوائد علاجية ، وصحية.

ومنذ حوالي عشر سنوات بدأت موجة من الأبحاث على دور خميـرة       Saccharomyces cerevisiae في حماية تسوس الأسنان، كما أن لهذه الخميرة تأثير مضاد لسرطان مينا الأسنان، وحماينها من التسوس .  وقد وجد أن هذه الحماية تكون أكثر فعالية عند استخدام خميرة طازجة بالمقارنة بالخمائر المعبئة منذ فترة . كذلك فإن محتوى الخميرة من المعادن، وخصوصاً الكالسيوم يلعب دور هام في منع عملية نقص الكالسيوم التي تؤدي إلى تلف الأسنان، وغلى أمراض أخرى للإنسان .

لهذه الأسباب ظهرت في الأسواق منتجات دوائية مثل الكبسولات التي تعرف باسم K-DENT والتي تنتجها مؤسسة كوزموفارم Cosmopharm Ltd.. هذا المنتج ومنتجات أخرى شبيهة عبارة عن كبسولات تحتوي كل منها على 100 مليجرام خميرة، 300 مليجرام زيليتول، و 100 مليجرام مانيتول، 1% برتقال طبيعي.

المصدر: جابر زايد بريشة: تكنولوجيا الخمائر
gaberbresha

Prof. Gaber Breisha

ساحة النقاش

gaberbresha

يا اللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله ما كل هذا يا أستاذ فاروق. أنا فقط أحاول أن أكون مجتهداً وأرجو من الله أن أكون كما تظن، واعلم أن مثل هذه التعليقات تدفعني دفعاً إلى مزيد من الجهد. شكراً لك أخي الكريم

Prof. Gaber Breisha

gaberbresha
بسم الله الرحمن الرحيم: أعدكم جميعاً أن أعمل جاهداً ليكون هذا الموقع مفيداً لكل من يريد أن يستمتع بالمعرفة، وأتمنى أن يشعرني هذا العمل أنني أديت دوري في الحياه، وأنني جدير أن أكون ضمن الذين كلفهم الله بعمارة الأرض وأقرر أنني لا أبتغي من وراء ذلك شيئ سوى أن يكون »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

590,527