<!--<!--<!--<!--

من الذي اكتشف هذا الدواء

كان عالم الميكروبيولوجي الفرنسي Henri Boulard في سنة 1923م يبحث في الهند الصينية عن سلالة خميرة مقاومة لدرجة الحرارة المرتفعة وذلك لاستخدامها في أنواع معينة من التخمرات. ولاحظ Boulard أن السكان الأصليين يتناولون شراب معين يؤدي إلى علاجهم من الإسهال المعوي . كان يتم تحضير هذا الشراب بنقع قشور ثمار الأشجار الاستوائية مثل شجرة الـ Mangosteen التي تتميز بنكهة مماثلة لنكهة الأناناس. كان الناس يشربون منقوع هذه القشور فتتوقف حالات الإسهال لديهم .   وقد استطاع Boulard أن يعزل العامل المسئول عن إيقاف الإسهال من على أسطح هذه القشور ووجد أنه نوع من أنواع الخمائر أطلق عليه اسم Saccharomyces boulardii. وهكذا استطاع هذا العالم أن يخلد اسم عائلته وأن يجعله اسماً محبوباً لدى مرضى الإسهال على الدوام. ولما ثبتت فعالية هذه الخميرة في القضاء على الإسهال بشكل نهائي وبدون أي آثار جانبية قامت شركات الأدوية العالمية بإنتاج هذا الدواء في شكل كبسولات من الخميرة وأطلقت عليها الاسم التجاري فلوراستورFlorastor

ما هي هذه الخميرة

لقد قمنا بدراسات فسيولوجية ومورفولوجية وثبت لدينا أنها لا تختلف عن خميرة الخبيز المعروفة، كذلك أثبت العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية أنها لا تختلف من الناحية الوراثية عن خميرة الخبيز  وعلى ذلك فقد سجلت الخميرة في أوروبا تحت اسم  Saccharomyces cerevisiae   (وهو اسم خميرة الخبيز) إلا أن المنتجين لهذه الخميرة لغرض استخدامها في الأغراض الطبية يصرون على أنها تختلف عن الخميرة Saccharomyces cerevisiae. وربما يكون هؤلاء المنتجون على صواب لأنه من المعروف أن خميرة الخبيز لها مدى واسع من درجات حرارة النمو الأمثل، وتنمو جيداً عند درجة حرارة تتراوح من 12 إلى 27°م    أما خميرة الـ Saccharomyces boulardii فإنها فتنمو جيداً عند درجة حرارة أعلى من 30°م وهي درجة قريبة من درجة حرارة القناة الهضمية للإنسان. وخميرة Saccharomyces boulardii مقاومة بدرجة كبيرة لحموضة المعدة ولذلك تمر من المعدة دون أن تموت في معظم الأحوال.   كذلك فإن هذه الخميرة مقاومة جداً للتحلل والموت عن طريق إنزيمات القناة الهضمية . وبمجرد تناول هذه الخميرة عن طريق الفم فإنها سرعان ما تبدأ في تكوين كتل من الخلايا داخل القناة الهضمية ثم تقوم في داخل القناة الهضمية بإفراز كميات كبيرة من حامض اللاكتيك وفيتامين ب المركبة كما أنها تزاحم أنواع الخمائر الأخرى غير الصديقة وغير المرغوب فيها وتؤدي إلى إزالتها وتعطي الفرصة للبكتيريا الصديقة الأخرى في أن تستعمر القناة الهضمية وتمدها بالعناصر الغذائية.

وقد ابتكر الفرنسيون تحضير من هذه الخميرة وأطلقوا عليه الاسم التجاري: الخميرة ضد الخميرة Yeast against yeast . وقد ثيت أن هذا التحضير له مفعول السحر في القضاء على الخميرة التي تسبب الالتهابات التي تصيب السيدات. ولكن الكلام عن هذا التحضير يحتاج إلى مقال كامل قادم إن شاء الله

 

المصدر: جابر زايد بريشة: كتاب تكنولوجيا الخمائر
gaberbresha

Prof. Gaber Breisha

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 675 مشاهدة
نشرت فى 9 يوليو 2011 بواسطة gaberbresha

ساحة النقاش

Prof. Gaber Breisha

gaberbresha
بسم الله الرحمن الرحيم: أعدكم جميعاً أن أعمل جاهداً ليكون هذا الموقع مفيداً لكل من يريد أن يستمتع بالمعرفة، وأتمنى أن يشعرني هذا العمل أنني أديت دوري في الحياه، وأنني جدير أن أكون ضمن الذين كلفهم الله بعمارة الأرض وأقرر أنني لا أبتغي من وراء ذلك شيئ سوى أن يكون »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

590,940