بيان الكون
أطوف بخديك المضيئين بدورَا
كأنك للشمسين قد كنت ظهورَا
رأيتك إذ مرت خيالات الدجى
فأبصرت وجه الصبح فيك بدورَا
تخطين بين الورد مشي مليكة
كأنك من غيم الجنان عبورَا
إذا ابتسمت تاهت نجوم الدجى
ورقصت الأفلاك كواكبًا وحورَا
وإن نطقت، سكت الهوى عندها
كأن بيان الكون قد عاد فتورَا
وإن سكتت، أقبل الصدى عابدًا
لصمت يجل الوصف أن يدورَا
أيا فتنة سارت على قدر بها
تقيس المدى بالحسن طولًا ودورَا
جمالك سر لم يزل في دمي
يحرّك وجدي إن غفا ويثورَا
تمنيت لو كنت بين يديك
قصيدًا يقبل راحتيك سطورَا
أنا العاشق الضليل من زمن
إذا لم أكن في حبك مأسورَا
كتمت هواك، فهاج الزمان
وألقى على صدري الليالي صخورَا
رأيتك فارتد الزمان إليّ
تطيح العصور ويبقى غرورَا
ملكت فؤادي دون سيف وهل
رأيت الملوك تحكم دهورَا؟
لأنك ما بين المها منهل
يفيض على الأرواح سحرًا وحبورَا
إذا مر طيفك نامت جراحي
وقالت عروقي قد شربنا سرورَا
فيا وردة ما فاح مثل عبيرها
ولا زخرفت وجه المدى عطورا
أنا الآن أروي شعر العصور
وأجعل صدري لك المنثورَا
فإن غبت، تذبل كل الجهات
ويغدو النهار على فمي منفورَا
وإن جئت، عاد الربيع جلاله
ونادى الزمان بحبك دهورَا
فلا تسأليني عن هواي فإنّه
يصلّي إليك بكل شوق وزورَا
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الطويل



ساحة النقاش