تغتالني نظراتُها 

 

أنا الذي عشقُ المها في لحظها

لحظٌ يُذيبُ قلوبَ قومٍ غُلَّظَا

 

ما جئت أهوى مثلَ أهل الهوى

لكنَّ سيفَ الوجدِ قلبي قد مَضَى

 

قومي ملوكُ الحربِ، لكني إذا

هويتُ صرت أمامَ طرفٍ مُغْلَبَا

 

تغتالني نظراتُها، فكأنني

ما كنتُ يومًا فارسًا أو مِهْيَبَا

 

ما لاح برقُ حديثها إلا وكم

قلبٍ جثا لبسمةٍ مُتَرَنِّبَا

 

حوراءُ تمشي، والمجرّةُ خلفها

خجلى كأنَّ النورَ منها أَذْهَبَا

 

إن غاب نورُ الدهرِ فابتسمت، غدا

ليلُ الدجى كالصبحِ ينسجُ مُعْجِبَا

 

سمراءُ، يا نفحَ الخلودِ، كأنني

ألقيتُ قلبي في هواكِ تَطَوُّبَا

 

سل كوكبَ الشعراءِ كم نظموا لها

قصصَ الغرامِ، فكلهم قد أَتْعَبَا

 

هي من تجمّلَ بالضياءِ زمانها

وتذيبُ من ظنَّ الجمالَ مُقَلِّبَا

 

أهديتها عمري، فكان هديتي

وأخذته، لم تترك له أن يُسْلَبَا

 

ما حاجتي بالملك إن لم تنظري

نحوي؟ ومن يرجو الحياة ويَغْرُبَا؟

 

إن نام خصمي فوقَ سيفي آمنًا

فالطرفُ منها يوقظُ المُتَرَقِّبَا

 

أنا لا أحسن أن أُداري حبها

من ذا يخبئُ في الجبين شِهَابَا؟

 

منذ التقينا علمت أنها

أمرت قلبي بالذوبان مُسَلَّمَا

 

هي لا تنظم بيتَ شعرٍ مثلنا

لكن فيها كل شعرٍ يُنْسَبَا

 

فإذا مضت، مضت الحياةُ بظلها

وإذا أتت، جاء الزمانُ مُرَحِّبَا

 

لا تسألوا عني، فكل مشاعري

منذ ارتقيت جمالها... في فِدَاءْ

 

 

صائغ القوافي الشاعر 

 فهد بن عبدالله فهد الصويغ 

 

وزن القصيدة بحر الكامل 

 

fahadalsuwaigh

مرحبآ بك بمجلة بشرى الأدبية الإلكترونية Bouchra Electronic Literary Magazine

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 87 مشاهدة
نشرت فى 12 أغسطس 2025 بواسطة fahadalsuwaigh

ساحة النقاش

مجلة بشرى الأدبية الإلكترونية 99

fahadalsuwaigh
مجلة أدبية ثقافية تهتم بالشعر الفصيح المعاصر و القديم , وتهتم بتقديم أجمل القصائد الغزلية والوطنية والدينية وقصائد المديح النبوي الشريف . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

154,295