30 ألف طن من المخلفات السامة والملوثة تعاني منها منطقة شق الثعبان نتيجة عمليات تقطيع وتصنيع الرخام, لكنها لم تعد مشكلة تواجه المسئولين والسكان.
بسبب الاضرار الصحية المترتبة عليها, ومنها حساسية الصدر والتحجر الرئوي بعدما وجدت حلا لها بالجهود الذاتية. وأصبحت منتجات جديدة يتم تصديرها لدول العالم.. من هذه المخلفات نفسها!
تبدأ القصة عندما فكر اللورد نبيل الناجي وهو صاحب احدي الشركات العاملة في التعدين والصناعة
ـ قبل سنوات في الأستفادة من مخلفات تصنيع الرخام و الجرانيت بالمنطقة , و بذلك يضرب عصفورين بحجر واحد, و من ثم بدأ البحث عن باحث يدرس طريقة الاستفادة من هذه المخلفات.
هنا بدأ دور المهندسة هبة الرحمن حافظ بالمركز القومي لبحوث البناء و الإسكان.
التي قامت بإجراء ابحاث عدة تهدف لمعرفة افضل وسيلة للاستفادة من المخلفات الضارة.
وهي عبارة عن مادة لزجة تسمي السحالة وكسر الرخام و الجرانيت وتسمي مخلفات صلبة.
وفي اجابتها عن سؤال حول كيفية التوصل إلي تحويل هذه المخلفات إلي منتج مفيد قالت المهندسة هبة أخذت عينة من السحالة و المخلفات الصلبة لعمل تجربة أولي عليهما فاكتشفت خواصا مميزة لهذه المخلفات مثل الكثافة المرتفعة وتميزها بالقوة والمتانة ايضا وقدرتها علي العزل الحراري وتحملها لدرجات الحرارة العالية, ثم قمت بتخليصها من الشوائب الضارة ودمجها مع المواد الاخري ثم تصنيعها تحت ظروف خاصة من الضغط ودرجة حرارة معينة, حيث تم عمل التجربة الأولي7 مرات حتي خرجت بالنتيجة النهائية.
وتتابع هبة الرحمن من هنا جاءت فكرة اقتراح وحدة صناعية لتدوير مخلفات الرخام و الجرانيت بشق الثعبان, وتعد أول وحدة صناعية اتوماتيكية تتعامل مع مخلفات صناعة الرخام و الجرانيت حيث تقوم الوحدة الماكينة علي استخدام طريقة فيزيائية لمعالجة مخلفات صناعة الرخام و الجرانيت للمحافظة علي خواصها الطبيعية, وانتاج مواد مركبة جديدة تجمع خواص الرخام و الجرانيت و لها قدرة علي امتصاص الصدمات ومقاومة الخدش, كما يمكن الحصول عليها بجميع الالوان والاشكال, اذ يتم استخدام الوحدة لاغراض صناعية اخري كالتجفيف والطحن كما يمكن استخدامها مع مخلفات صناعة مواد البناء علي اختلاف انواعها واشكالها.
وتضيف م. هبة يستطيع الشباب اصحاب المشروعات الصغيرة ان يستفيدوا من هذا الاختراع بالاضافة الي مصنعي الرخام و الجرانيت الراغبين في التوسع لمنتجاتهم وتحسين القيمة الاقتصادية لمشاريعهم.
وعن الجوائز التي حصل عليها الاختراع قالت: قمت بتسجيل الاختراع في اكاديمية البحث العلمي عام2008, ثم اشتركت في المسابقة العربية الأولي لرواد المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تنظمها المؤسسة العربية للعلوم و التكنولوجيا و الصندوق الاجتماعي للتنمية و الاتحاد العربي للمنشآت الصغيرة, حيث حصلت في هذه المسابقة علي المركز الثاني وجائزة افضل مشروع نسائي عربي مناصفة مع فائزة من سوريا.
فيما يعد باكورة لاستغلال الاختراع وبدء الانتاج قام اللورد نبيل الناجي بطلب تصنيع عدد من وحدات الانتاج ونقلها لمنطقة شق الثعبان بعد الحصول علي30 ألف متر من المحافظة, منتظرا منحة التراخيص اللازمة لهذا المصنع, ويقول أتمني ان تنتهي مشكلة تراخيص المصنع المنفذ لهذا المشروع علي يد السيد محافظ حلوان قدري أبوحسين لانها المشكلة الوحيدة التي تقف عائقا لتنفيذ هذا المشروع الذي يخدم الصناعة نفسها والتخلص من التلوث حماية للعاملين والسكان المجاورين.
وأضاف أن المشروع سوف يخلص البيئة من نحو مليون متر مكعب في السنة, اما عن نوعية المنتجات فسوف ننتج اجزاء قطع الآثاث كالمنضدة وقواعد وحوامل الكراسي والأرائك وغيرها. كما يقوم المشروع بامداد قطاع البناء و التشييد باحتياجاته من مواد البناء, بالاضافة إلي منتجات نهائية مثل قواطع غرف العمليات والاسقف المعلقة وقواطع البناء الداخلية في عمليات التشطيبات الداخلية والخارجية و العزل الحراري والصوتي. ويشير الناجي إلي ان المشروع يوفر100 فرصة عمل للشباب في البداية لاننا سنقوم بتصدير منتجاتنا للخارج إسبانيا وانجلترا.
ساحة النقاش