دكتور السيد إبراهيم أحمد

 

مقدمة
الأستاذة الدكتورة
رانيا يحي
للأعمال الشعرية الكاملة
للشاعر السيد إبراهيم أحمد

 


      لعب الشعر جزءًا من تكويني منذ صغري، حيث تربيت على كتابات والدتي الشاعرة علا مكاوي والتي أفاضت علينا بإحساسها الرشيق في شتى مناحي الحياة، بلإضافة لحبها لنزار قباني وبالتبعية عشقنا لدواوينه البديعة، وكل ذلك أثر على تلقينا للشعر الذي شكل جانبًا من وعيي وإدراكي الفني والموسيقي في سن مبكرة لأنه يجمع ما بين عنصرين مهمين وهما الكلمة والموسيقى؛ فالشعر يبنى على الأوزان المقفاة والتفعيلات في شكل موسيقي إبداعي باستخدام مرادفات اللغة العربية الزاخرة مما يحقق لنا المتعة الفنية والروحية على حدٍ سواء.
     في الآونة الأخيرة بت استمتع بديوانين شعريين وقعا في يدي لواحد من الكتاب والمفكرين المصريين المتعدد الكتابات للأطفال والوطن من خلال مجموعاته القصصية والشعرية بالإضافة لكتبه عن السيرة النبوية والشريفة التي تحظى باهتمام بالغ باعتبارها ضمن أهم خمسين كتابًا في السيرة وعلوم القرآن الكريم على مستوى العالم إنه المفكر والأديب والشاعر السيد إبراهيم أحمد الذي قرأت له مؤخرًا ديوان شعري بالعامية للأطفال بعنوان: "نادر يبحث عن السعادة" متعاملًا مع أطفال هذا الزمن باعتبارهم إشكالية كبرى لما نمر به من هموم وقضايا تحاصرنا، مثل: التعصب والإدمان والمتاجرة بالدين، فحاول غرس مفاهيم وطنية نبيلة في حالة من التفاؤل بغدٍ أفضل، مؤكدًا على قيم التسامح والاحترام لتأسيس مباديء الحفاظ على الهوية الدينية والاجتماعية والحضارية من أجل صياغة مستقبل يبتعد عن التطرف والطائفية، مُرسيًا قواعد التعددية والمواطنة.  
     من أجمل محتويات الديوان "راجعين المدرسة" التي استهل بها ديوانه، و"الحريف"، و"النتيجة التعادل"  وتتضمن غرس مفهوم الوحدة الوطنية بشكل غير مباشر، وقصائد وطنية رقيقة الحس: "ولادك يا مصر"، "قولها بفخر"، وكذلك تعاليم إسلامية مبسطة، مثل: "أركان الإسلام"، "إصحا يا أحمد"، "هدية وهداية"، وقيم أخلاقية في مجموعة أخرى: "ليه بتشتم"، "احترام الكبير" وغيرها من الأعمال الرائعة التي تمتاز برشاقة الأسلوب، محتوية على إرشادات ومعلومات نتمنى أن يعيها كل أطفالنا، فالديوان هدفه واضح وغايته نبيلة واختتمه بصورة غنائية بعنوان: "نادر يبحث عن السعادة".
  أيضًا ديوان العامية الثاني: "إلا الوطن" سعدتُ بمحتواه الصادق تعبيرًا عن مصر الأم والأمة، حضن الحبيبة التي تلملم أشلاءنا جميعًا، عروس اليوم والغد، وعبر الشاعر عن تلك المعاني مجسدًا وجدانياته وإخلاصه في حب لمعشوقته مصرنا الغالية منددًا بالتطرف والإرهاب في قصيدة "مصر بتنادي"، وقصيدة "مش هنبيع"، وقصيدة لمدينة السويس معنونة "بلد الحبايب"، علاوة على احتواء الديوان على بعض القصائد العاطفية، مثل: "حبيبتي"، "قهوتك"، "يسوعك"، وعن الأم قصيدة "أمي"، وهناك قصائد ذات قضايا تربوية وأخلاقية،مثل: "نعم..نعم"، "يا عم الشيخ"، كما تناول قصائد دينية، منها: "خير الورى"، "يا الله"، "عودٌ مبرور" وغيرها من القصائد.
  والحقيقة تلمست من هذين الديوانين شخصية مقدامة على الحياة لها نبل في طرح القضايا وبلوغ الأهداف، ورغم تعدد موضوعات القصائد واختلافها إلا أنهم جميعًا بالعامية عدا قصيدة "خير الورى" بالفصحى، ولكن أكثر ما يميز أسلوب المفكر والأديب السيد إبراهيم صياغته الرقيقة ومرادفاته السهلة ومعانيها مباشرة واضحة يسهل تلقيها من أعمار متباينة.
   وسعدت بقراءة هاتين التجربتين حيث تعرفت خلالهما على صاحب هذا القلم الواعظ الرشيد بما فيها من خبرة وحكمة رجل ناضج واعٍ بمشكلات مجتمعه، سخر فكره لينفذ خطة توعوية إرشادية بمنتهى الرقي، كذلك شعرت باستدراجك لاستكمال الديوان لتكشف خبايا عقل هذا المفكر ومدى إيمانه بقضاياه الوطنية والدينية والاجتماعية بل والأخلاقية لدعم كل نواقصنا باستخدام أحد الفنون الجمالية البسيطة المعتمدة فى تكوينها على الكلمة بموفور من الشعور لإبداع معانٍ إنسانية ذات قيمة نحن في أمس الحاجة إليها، حتى لو اقتصرت فقط على المتعة الحسية.. وعليه فالمتعة الوجدانية كبيرة والموضوعات متعددة ومتميزة فلنطلق العنان لأدبائنا وشعرائنا وفنانينا في شتى المناحي حتى نتصدى للإرهاب بأشكاله المختلفة ونغترف سمو الفضائل بالفنون جمعاء.


                                                                                         دكتورة رانيا يحي

أستاذ فلسفة الفن

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة
نشرت فى 10 مايو 2016 بواسطة elsayedebrahim

ساحة النقاش

السيد إبراهيم أحمد

elsayedebrahim
الموقع يختص بأعمال الكاتب الشاعر / السيد إبراهيم أحمد ، من كتب ، ومقالات ، وقصائد بالفصحى عمودية ونثرية ، وكذلك بالعامية المصرية ، وخواطر وقصص و... »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

70,099