على زين العابدين هو بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ،
وكُني بأبي الحسن، وأبي محمد، ومن ألقابه التي عرف بها زين العابدين، و سيد الساجدين والعابدين، والسجاد.
يقول الشيخ أحمد سعيد الفرماوي خطيب وإمام مسجد علي زين العابدين، بمنطقة السيدة زينب ، إن الإمام علي زين العابدين ولد يوم ٥ شعبان ٣٨ هـ في المدينة المنورة وتوفي في ٢٥ محرم من سنة ٩٥ هـ
نشأ في بيت النبوة، وحفظ القرآن الكريم علي يد والده الامام الحسين وعمه الحسن، وتعلم منهم ومن أصحاب رسول الله أحكام الشريعة، فنشأ نشأة الطهر والزهد والعبادة وعلي طلب العلم
ولما بلغ مبلغ الرجال تزوج من بنت عمه أم عبدالله بنت الإمام الحسن، فأنجب منها ومن سائر زوجاته ١٧ من الأبناء
كان علي زين العابدين رضي الله عنه آية في الحلم والجود، و روي عنه أنه كان يسير ذات يوم في إحدي طرقات المدينة فسبه رجل، فلما وقع فيه وسبه ما كان من الإمام إلا أن نزع عباءته وألقاها إليه وألقى إليه ٥ آلاف درهم، وقال كأن الرجل غريب إن كان لك حاجة قضيناها لك، فبكى الرجل وقال أشهد بالله أنك من أبناء الأنبياء، وصدق الله ربي إذا يقول «الله أعلم حيث يجعل رسالته»
كما يروى عنه أيضا أنه كان عنده ضيف وأحضرت الجارية الطعام، فسقط المرق على قدم الإمام، فغضب فلما غضب قالت له الجارية والكاظمين الغيظ، فقال كظمت غيظي، والعافين عن الناس، فقال عفوت عنك، قالت والله يحب المحسنين، فقال لها أنت حرة لوجه الله تعالى.
ومما يروى عن أهل السيرة والتاريخ في جوده وكرمه وإنفاقه، أنه كان يكفل ١٠٠ أهل بيت من بيوت المدينة. فكان يحمل أجولة الطعام بالليل ويضعها أمام بيوت الفقراء والمساكين، وما علموا أنه هو إلا بعد وفاته، عندما وجدوا حمل الأجولة على كتفه رضي الله عنه.
وكشف إمام وخطيب مسجد علي زين العابدين، النقاب عن علاقة الإمام بمصر قائلا : ومنذ هذا الزمن توافد وفود آل البيت إلى مصر للحفاوة الكبيرة التي قابلهم بها المصريون ، ودعت السيدة زينب للمصريين «يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا».
ويوضح الشيخ أحمد ، أن علي زين العابدين دفن في مصر ومنذ ذاك الوقت سمي المسجد باسمه، ويأتيه الزوار من سائر بقاع العالم، من باكستان واليمن والحجاز والمغرب وغيرها من البلدان، لزيارة علم من أعلام بيت النبوة
ومسجد علي زين العابدين من المساجد الأثرية، هو أحد أهم المساجد الإسلامية في محافظة القاهرة، حيث تم تجديده بالكامل عام ٢٠٠٤ من خلال شركة المقاولون العرب، وللمسجد قبتان، إحداهما ترمز إلى سيدنا علي زين العابدين، والأخري ترمز لابنه الإمام زيد ابن الإمام علي.
وكان مشروع إعادة بناء المسجد تضمن إجراء أعمال الترميم الدقيق والذي اشتمل على ترميم المقصورة النحاسية بالضريح، وإعادة تنظيفها بما يتفق وقيمتها الأثرية والفنية، بالإضافة إلي أعمال الترميم الخاصة بالمقصورة الخشبية الداخلية، حيث تم إزالة الدهانات المستحدثة وفك وتركيب الأجزاء الخشبية والزجاجية والرخامية والنحاسية وترميمها وإعادتها إلي أماكنها.
ويعود المسجد إلي العصر الفاطمي، وقد اندثرت عمارته القديمة بشكل كامل عدا عقد الردهة الداخلية والتي تظهر عليها كتابات تاريخية ترجع إلي سنة ٥٤٩ هـــ / ١١٥٤ م، وفي عهد الوالي العثماني حسن باشا السلحدار قام بإعادة بنائه الأمير عثمان أغا مستحفظان وأنشأ به مقبرة له ولزوجته وذلك في عام ١٢٨٠ هــ / ١٨٦٣ م.
وفي عهد الخديو إسماعيل، تم تجديد المسجد وبناء مقصورة حديدية به، وفي عام ١٣٠٤ هـ / ١٨٨٦ م ، قام عبد الواحد التازي بكسوة عتب باب القبة بالقيشاني، كما قام الملك فاروق الأول بتجديد واجهة المسجد تجديدا شاملا حافظ خلاله على بابه القديم وتفاصيله الأثرية ونصوصه التاريخية وذلك في عام ١٣٦٤ هـ / ١٩٤٤م.