لم يبالغ الرئيس التونسي المنصف المرزوقي حين قال إن الأمة العربية تنتظر نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية، وأن تلك النتائج سوف يكون لها تأثيرها على المستقبل العربي.
ولم يبالغ في ذلك المدون السعودي الذي استحضر صورة لإصبع امرأة مصرية اصطبغ بلون الحبر الدال على التصويت وعلق على ذلك قائلا إن حبر الحرية هذا أثمن من كل النفط الذي يملكه العرب.
كذلك لم أفاجأ بالأصدقاء العرب الذين جاءوا إلى القاهرة والإسكندرية من أكثر من قطر شقيق، لكي يشبعوا أعينهم بطوابير التصويت على اختيار الرئيس، وظلوا في الفنادق طوال الليل يتابعون النتائج.
ولم يدهشني أولئك الذين ألغوا ارتباطاتهم في بعض العواصم العربية وجلسوا في بيوتهم، بين محطات التليفزيون وأجهزة «اللاب توب» يسمعون الأخبار ويعلقون عليها.
ومنهم من بعث يسألني عن صحة ما قيل عن الرشاوى الانتخابية التي دفعت في الغربية، وعن احتمالات التزوير أثناء مبيت الأوراق في اللجان،
ومنهم من اقترح علىّ أن أدعو إلى فحص كيمياء الطباعة بالنسبة لمربعات بعض المرشحين، وكذلك فحص أحبار الأقلام المستخدمة في التصويت، لتجنب التلاعب في مواقف الناخبين. وقد استغربت قلق ذلك القارئ العماني وانشغاله بكيفية كشف ذلك التلاعب المفترض.
لكني أريد أن أنبه إلى أن العالم العربي على الأقل ينتظر بفارغ الصبر عودة مصر إلى موقعها ودورها وعافيتها، التي دفع الأشقاء ثمنا باهظا جراء غيابها وانكفائها والتحاقها بمعسكر الانكسار والتبعية.
واتضاح هذه النقطة يفرض على الجماعة الوطنية أن تستعيد رشدها وتفتح أعينها جيدا بحيث تفرق بين ما هو تناقض رئيسي يهدد بإجهاض الثورة وإفشالها، وبين ما هو هامشي يربك المسيرة ويشاغب عليها، لكنه يظل محافظا على الثورة ومدركا أن استمرارها وتثبيت أركانها هو المهمة الأولى والقدر الذي ينبغي الالتفاف حوله والاتفاق عليه، لأجل مصر ولأجل الأمة العربية التي تتطلع إليها.
هذا الاحتشاد المنشود من جانب عناصر الجماعة الوطنية يفرض نفسه بقوة في الوقت الراهن، لأن أي تقاعس عنه أو تفريط فيه يمهد إلى الانقضاض على الثورة وتصفيتها.
نشرت فى 26 مايو 2012
بواسطة elsayda
رئيس التحرير: أشرف التعلبي
نحارب الفقر- المرض- الامية -الثأر... هدفنا تنوير محافظات الصعيد- وان نكون صوت للمهمشين »