إلى القمر الذى ينير طريقى..نعم يا أمى..

أنت قمرى وشمسى، وتحت نورك وضيائك أسير، وإن تهت يوما عن دربك، يحل الظلام فى الطريق، وبدون عطفك أصبح أسيرا مثل العبيد، فلا تبخلى بحبك عن طفلك حتى أكمل كالأمير.

«أحنُّ إلى خبز أمى..وقهوة أُمى.. ولمسة أُمى.. وتكبر فى الطفولةُ يوماً على صدر يومِ.. وأعشَقُ عمرِى لأنى إذا مُتُّ.. أخجل من دمع أُمى.. (من ديوان محمود درويش).

أعرف يا أمى أنك تشتاقين إلىّ لكنك لا تعرفين أن الشوق لك يمزق ضلوعى، فهو أكثر مما تتخيلين، وهو ما دفعنى للتفكير كثيرا فى اعتزال كل شيء هنا فى القاهرة، من أجل أن أبقى تحت قدميك، فلم أشعر يوما بالأمان إلا بين ذراعيك وهما يلتفان حولى، كأن حضنك هو الوطن.«أيا أمى..أنا الولد الذى أبحر..ولا زالت بخاطره..تعيش عروسة السكرفكيف.. فكيف يا أمى.. غدوت أباً.. ولم أكبر؟»..( من ديوان نزار قباني).

أنا كذلك يا أمى رغم إنجابى لثلاثة أبناء «عمر وفريدة وفيروز»، أحب طفولتى، وما زلت أتلهف كسرة خبز خارجة من فرنك الطين، لتحشوها لى بالسمن والسكر، وكلما أصل «النجع» أنتظر بفارغ الصبر وصول الدقيق من الطاحون، ليحل بعده يوم الخبيز، فترتفع من فوهة فرنك دخان الوقيد.«أَأُمّاهُ حيّاكِ الرّبيعُ نضيرا..مُحيّاكِ فى قَلبى يَلوحُ مُنيرا».. (من ديوان أبو الفضل الوليد).

فيوم عيدك يا أمى تتفتح فيه زهور الربيع احتفالا بأول يوم من فصله، لكن ربيع عطائك وحنانك يتجدد كل يوم دون موعد أو مناسبة، وبصفتى «قروى ساذج» لا أفضل أن يكون هناك يوم محدد فى العام نحتفل بك فيه، لأن العمر كله لا يكفى الاحتفاء بك، وإن كان «عيد الأم» هو رمزى للتعبير عن الحب، فأنا أحبك أكثر من نفسى يا أميرة النجع.

«فى الركن يبدو وجه أمىلا أراه لأنهسكن الجوانح من سنينفالعين إن غفلت قليلا لا ترىلكن من سكن الجوانح لا يغيب»..(من ديوان فاروق جويدة).

فصورتك يا أمى لا تفارق خيالى، أرى كل تقاطيع وجهك أمامى، أرى الحزن فى عينى، فقلبك الكبير يجعلك مهمومة على الدوام، وهو حمل ثقيل فوق أكتافك، بينما نحن أبناءك الثمانية تشغلنا حياتنا الخاصة بكل ما فيها من آمال وانكسارات، وأنت الوحيدة يا أمى فى هذه الدنيا التى أصبحت كل آمالها فى الحياة مقصورة على سعادتنا، لذلك لا حاجة لأن تقلقى بشأنى وتقولى إننى فى غربة والغربة مرة، أنا قوى بفضل دعواتك التى تلازمنى أينما ارتحلت.

وفى ختام رسالتى أشكرك يا أمى على كل ما تفعلينه من أجلى وأجل إخوتى وأبنائى، حقا أنت قمرى وشمسى ولولا نصائحك لضعت فى متاهات ودورب الحياة الوعرة، شكرا لك لكونك من أكبر المعجبين بى.... تقبلى قبلاتى الحارة فوق يديك وجبينك.

elsayda

بوابة الصعايدة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 93 مشاهدة

رئيس التحرير: أشرف التعلبي

elsayda
نحارب الفقر- المرض- الامية -الثأر... هدفنا تنوير محافظات الصعيد- وان نكون صوت للمهمشين »

تسجيل الدخول

بالعقل

ليس كافيا أن تمتلك عقلا جيدا، فالمهم أن تستخدمه جيدا