مستويات الممارسة العامة فى الخدمة الاجتماعية



















يعمل الممارس العام مع أنساق متعددة لتحقيق أهداف مهنة الخدمة الاجتماعية وذلك طبقاً للمستوى الذى يمارس فيه عمله وهذه المستويات هى: مستوى الوحدات الصغرى للممارسة العامة وتهتم بالتعامل مع الأفراد ومستوى الوحدات الوسطى للممارسة العامة وتهتم بالتعامل مع الأسرة والجماعات ومستوى الوحدات الكبرى للممارسة العامة وتهتم بالتعامل مع المنظمات والمجتمعات والسياسات الاجتماعية.(1 )
وسنعرض كل مستوى من المستويات السابقة فيما يلى :-
(1) مستوى الوحدات الصغرى للممارسة العامة :
يستخدم هذا المصطلح بين الأخصائيين الاجتماعيين لتعريفهم الأنشطة المهنية التى تصمم لمساعدة العملاء على حل مشاكلهم وهذا المستوى يركز على الأفراد، وغالباً ما تركز الممارسة فى هذا المستوى على التدخل المباشر مع الحالات ، الجلسات العلاجية.( 2)
وغالباً يضم هذا المستوى (الأفراد – الزوجان – الأسرة) وتوصف الممارسة فى هذا المستوى بالممارسة (الإكلينيكية) لأن الذين يقدمون الخدمة يقدمونها بطريقة مباشرة للعملاء وجهاً لوجه أى الاتصال بهم وجهاً لوجه.(3 )
ويشمل هذا المستـوى أصغر وحدات التعامل ، وهى الفرد كنسق إنسانى بما له من خصائص فردية ، جسدية ، عقلية ، نفسية ، اجتماعية وبما له من حاجات ورغبات واتجاهات ، العلاقات بين كل ذلك.( 3)
ومع التقدم العلمى فى الخدمة الاجتماعية يوجد الآن ثلاثة اتجاهات شكلت الممارسة المباشرة فى شكلها المعاصر وهى:-( 5)
1- تطور المدخل الأيكولوجى مع مبادئ ومفاهيم تفسير التفاعل الدينامى بين الأفراد وبيئاتهم.
2- الممارسة القائمة على الواقع الأمبيريقى.
3- تطور نموذج الممارسة العامة.
(2) مستوى الوحدات المتوسطة للممارسة العامة :
ويمثل هذا المستوى أحد مستويات الممارسة فى الخدمة الاجتماعية الذى يتوسط مستوى الممارسة مع الوحدات الكبرى والممـارسة مع الوحدات الصغرى وتتم الممارسة فى هذا المستوى مع الأسر والجماعات الصغيرة ومن أهم الأنشطة الممثلة لهذا المستوى هى تسهيل الاتصال والتوسط والتفاوض والتعليم ودمج الأفراد مع بعضهم البعض.( 6)
وهى عبارة عن علاقات شخصية غالباً ما تكون أقل من العلاقات المصحوبة للحياة العائلية ولها أهميتها بين مختلف المنظمات والمؤسسات ، حيث تشمل العلاقات على الاعتماد على النفس ومعالجة الجماعة وأن التدخل فى هذا المستوى غالباً ما يسعى إلى تغيير الأنظمة التى تؤثر بطريقة مباشرة على العملاء.( 7)
كما يضم هذا المستوى الوحـدات الأكبر قليلاً من الفرد ، وهى الأسرة، والجماعات الصغيرة ، مثل جماعات الأصدقاء ، وزملاء الفصل ، والجماعات الصغيرة التى ينضم إليها الطلاب بالمدارس ، أو داخل النوادى ، والمؤسسة ، والمنظمات ، وما بينها من علاقات.(8 )
(3) مستوى الوحدات الكبرى للممارسة العامة :
تهدف ممارسة الخدمة الاجتماعية فى هذا المستوى إلى تحسين وتغيير المجتمع الأكبر وتتمثل أنشطتها فى الأداءات السياسية والتنظيمات المجتمعية واللقاءات التعليمية العامة وإدارة المؤسسات المقدمة للخدمات الاجتماعية وإدارات أقسام الرعاية الاجتماعية.( 9)
ويضم هذا المستوى الوحدات الكبرى مثل الجيرة ، والمجتمع المحلى ، أو منطقة حضرية أو ريفية ، أو الحكومة المحلية ، أو القرية ، أو أحد مجالات أو ميادين العمل المهنى ، كميدان الأسرة ، أو الطفولة ، أو متحدى الإعاقة
أو المسنين أو العمال أو مشكلة من المشاكل الشائعة ، مثل مشكلة الإدمان ،
أو مشاكل الجريمة والانحراف ، أو الاضطرابات العقلية ، أو مشكلة الطلاق ، كما يضم الجهات المسئولة عن اتخاذ القرارات العامة فى المجتمع ، أو المتعلقة بالسياسات أو التشريعات ، أو الثقافات والعلاقات القائمة بين هذه الوحدات وبعضها، فإن هذا الأسلوب يوفر أساساً علمياً عريضاً للتعامل مع كافة مشكلات الرعاية الاجتماعية ابتداء من المشكلات الفردية ، وانتهاء بالقضايا العريضة العامة التى تواجه الأفراد والأسر فى واقع الحياة.( 10)
أما الأنشطة التى تمارس فى هذا المستوى قد حددها " مينا جهان " (Meenaghan) على النحو الآتى( 11):
1- تنمية جماعات المجتمع والمنظمات.
2- تنمية وتخطيط البرامج.
3- التطبيق الإدارى وتقييم البرامج.
وهناك ثلاث مناطق يتطلب معرفتها من جانب الأخصائيين الاجتماعيين على مستوى الوحدات الكبرى (واسعة النطاق) وهى 12)
1- المجتمع المحلى : كمكان يتقاسم فيه الناس معيشتهم ، وبه جماعات لها اهتمامات خاصة ، وبه شبكات من المنظمات.
2- المنظمات الكبيرة (المعقدة) : من حيث بناءاتها وعملياتها ، والأداء وسوء الأداء فى المؤسسة أو بين المؤسسات.
3-الموارد والقوة الاجتماعية : من حيث أنماط واستخدام القوة الاجتماعية.
هذا ويشير "عبد العزيز فهمى النوحى" أن هناك مستوى بين كل من مستوى الوحدات الوسطى ومستوى الوحدات الكبرى والذى حدده فى الآتى 13)
مستوى الأكزو : ويضم وحدات أكبر من مستوى الوحدات الوسطى ، مثل نسق المدرسة أو الجامعة ، نسق النادى ، المسجد ، الكنيسة ، الجيرة ، إدارة من إدارات العمل ، فضلاً عن نسق العلاقات بينها.
وتركز أغراض كلٍ من الممارسة المباشرة (على مستوى الوحدات الصغرى) والممارسة غير المباشرة (على مستوى الوحدات الكبرى) على إحداث أفضل تكيف ممكن بين الأفراد ، والأسر ، والجماعات ، وبيئاتهم ، وتوجيه عملية التغيير التى سوف تعزز عملية حل المشكلة والتغلب عليها، وتنمية قدراتهم، وربط الناس بالأنساق التى تزودهم بالموارد ، والخدمات ، والفرص ، وتشجيع وتعزيز فاعلية تلك الأنساق ، كل ذلك أدى إلى التفكير فى مداخل ونماذج للممارسة العامة ترتبط بين الممارسة المباشرة والممارسة غير المباشرة وتستخدم مداخل مختلفة ومتعددة.( 14)
المراجع:
1Charles H. Zastrow: Introduction to social work and social welfare, 7th ed. (London: Brooks / Colel. Wadsworth Publishing Company, 2000) p. 49
2Robert L. Barker : The Social work Dictionary, 4th Ed (washing ton, Dc N.A .S.W press, 1999) p. 302
3Dean H. Hepworth, etal : Direct social work practice theory and skills, 6th Ed (U.S.A: Brooks / Cole thomson
learning, 2002) p.14
4. عبد العزيز فهمى إبراهيم النوحى : الممارسة العامة فى الخدمة الاجتماعية عملية حل المشكلة ضمن إطار نسق/ إيكلوجي ، الطبعة الثالثة (القاهرة : بدون دار نشر، 2002 )ص33.
5Elaine Pindrhughes: Direct Practice overview, in Richard L. Edwards, ed – in – chief, Encyclopedia of social work, 19th Edition, Volume (2) (Washington, Dc: NASW, Press, 1995) PP. 740-749
6Robert L. Barker : Op. Cit., p. 302
7Dean H. Hepworth, etal: Direct social work practice theory and skills, 6th Ed (U.S.A: Brooks / Cole Thomson learning, 2002) P. 14
8عبد العزيز فهمى إبراهيم النوحى : مرجع سبق ذكره ، ص33.
( 9) Rebert L. Barker: Op. Cit., P. 385.
( 10) عبد العزيز فهمى إبراهيم النوحى : مرجع سبق ذكره ، ص ص 33 - 34.
( 11) Dean H. Hepworth, etal: Op. Cit., P. 15
.12أحمد محمد السنهورى : الممارسة العامة المتقدمة للخدمة الاجتماعية وتحديات القرن الواحد والعشرين ، الطبعة الخامسة ، الجزء الأول، (القاهرة: دار النهضة العربية، 2002) ص431 .
( 13) عبد العزيز فهمى إبراهيم النوحى : مرجع سبق ذكره ، ص33.
(14) أحمد محمد السنهورى ، ماهر أبو المعاطى على : الممارسة العامة المتقدمة هوية للتخصص فى مجالات الخدمة الاجتماعية، دراسة نظرية (القـاهرة: المؤتمر العلمى الثانى عشر للخدمة الاجتماعية، كلية الخدمة الاجتماعية، جامعة حلوان، 1992) ص7.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 4458 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2012 بواسطة elmasrawy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

51,569