حامد الأطيرجريدة شباب مصر 21/6/2014

البحث العلمي هو الوسيلة المؤكدة التي نصل بها إلى حلِّ مشكلة محددة ، أو نكتشف من خلالها حقائق جديدة ، وذلك عن طريق المعلومات الدقيقة التي يوفرها ، فالبحث العلمي هو الطريقة الوحيدة للمعرفة ، لذا فإن كل الدول المتقدمة تعمل على تحفيز ودعم القدرات البحثية والتشجيع على تسجيل ومنح براءات الاختراع.
وقد نوهنا آنفاُ الى ضرورة الانتباه الى أبحاث ومخترعات وابتكارات المصريين فى كل المجالات ، هذا اذا كنا نريد لمصر ولشعبها خيراً وتقدماً ، ونوهنا أيضا الى ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي ، لا ليكون شئ كمالي أو ديكوري أو لمجرد التشبه بالآخرين ،إنما نوهنا لذلك لأيماننا الكامل بأنه أهم أدوات تقدم الدول وبأنه ضرورة مُلحة للدول المتخلفة لتلحق بركب العصر ، و لأيماننا أيضاً بأنه السبيل الأمثل والناجع لحل كل مشاكلنا التى نعاني منها ، كبيرها وصغيرها ، الطاقة والمياه والزراعة والصناعة والصحة والتعليم والنقل والمرور والزحام وغيرها .
وأطالب السيد رئيس الجمهورية بأن يُنشأ هيئة أو منظمة أو كيان يتبعه مباشرة ، يكون أعضاءه من المخترعين والمبتكرين وكل صاحب فكرة قابلة للتنفيذ وتساهم فى تقدم مصر ، ولنكون دائرة تكاملية من علماء مصر ومخترعيها ومبتكريها ومراكزها البحثية ، ونربطها بمشاكل مصر وبأهدافها التى تسعى لتحقيقها ، وبحيث يكون هذا الكيان هو عقل مصر وسراجها المنير المبدع الذى ينتقل بها لمصاف الدول الأكثر تقدماً ، إن مصر بحق لديها عقولاً فذة ولديها مخترعين ومخترعات لو نفذت لكان لها مفعول السحر على هذا البلد الأمين ، مصر تبذر عقولها الجبارة المبدعة فى كل بقاع الأرض ، وهم أعمدة فى كثير من المراكز البحثية والعلمية ، يُعلمون ويديرون ويبدعون ، وتنتفع منهم العديد من الدول إلا مصر ، وكم حُرمنا من مخترعات ومخترعين مصريين.
سنبدأ من اليوم سلسلة مقالات نقدم من خلالها مُخترعين ومُخترعات وابتكارات مصرية ، ليس من أجل صنع شهرة لأصحابها - هم يستحقون ذلك – ولكن من أجل أن يقرأها المسئولين في مصر ليتبنوا تنفيذ وتطبيق تلك المخترعات.
نقدم اليوم أحد الخبراء فى مجال الغذاء ، الذى نحتاج إلى تحقيق الكفاية والوفرة فيه ، نقدم المهندس أيمن أنيس ، خبير الكمبيوتر الذي عمل لمدة خمسة وعشرون عاماً فى سان فرانسيسكو بأمريكا فى وادى السيلكون أو وادى "الهاي تك" أو التقنية العالية ، والذي عاد إلى مصر منذ العام والنصف ، فكرته كما يشرحها عبارة إنشاء مزرعة مزدوجة الفائدة ، مساحتها خمسة أفدنة ، يُخصص منها (5) قراريط (875 متر) يقام عليها مزرعة أسماك وبيت ، وباقي المساحة ( 24,325 متر) تزرع بالمحاصيل الزراعية ، مزرعة الأسماك تعمل بنظام دورة مائية مغلقة ، وذلك للتحكم فى درجة الحرارة ، ويتم الإنتاج على 4 دورات فى العام ، مدة الدورة (3 ) شهور ، وكمية الإنتاج السمكي تصل إلى (150) : (200) طن ، والعائد السنوي يصل إلى 2 مليون جنيه ، علاوة على عائد محاصيل باقى الخمسة أفدنة .
و لنعرض بعض التفاصيل: مزرعة الأسماك عبارة عن (4) أحواض تقام على مساحة (4) قراريط ، لتربية أسماك البلطي ، يكون وزن السمكة عند بداية التربية (50) جرام ، تصل الى ربع كيلو خلال (90 ) يوماً أي أن كل (4) سمكات يزنوا (1) كيلوجرام ، وبأعلاف مصرية ، استطاع م. أيمن أن ينتجها بمكونات مصرية ، حيث استبدل الذرة وفول الصويا والفيتامينات بمحاصيل مصرية لينخفض سعر الكيلو إلى جنيه وربع فقط.
وإخراج الأسماك ومخلفاتها تشكل مواد مخصبة طبيعية للتربة ومغذية للمحاصيل الزراعية ، وتكون سائلة فى المياه ، وهي التي ستروى بها المحاصيل عن طريق نظام ري متطور ، ولا مكان للري بالغمر نهائياً ، لأنه مُهدر للماء ، والنظام الذي صممه م . أيمن نظام مرن يسمح بإطالة فترة الانتاج الى (6) شهور لزيادة وزن السمكة الى نصف كيلو ، والمحاصيل التى تزرع بها المزرعة ترتبط وتتنوع حسب فترة إنتاج الأسماك ، لتستفيد من المواد المُخصبة الطبيعية ، ففترة الـ (3) شهور يتم زراعة محاصيل مثل الذره والبطيخ والثوم والخص ، وفترة الـ 6 شهور يزرع معها القمح والفراولة ، وقد عمل المهندس أيمن على تصنيع 95 % من مكونات هذا النظام فى مصر ، ويتم إنشاء النظام بالكامل وبناء البيت الذي تختلف طريقة بنائه عن البيت العادي خلال (45) يوم فقط ، كذلك فإن هذا النظام يمكن إقامته على مياه الآبار ، وهي ميزة إضافية.
والمهندس أيمن يُقيم على مساحة نصف فدان مفرخ مُغلق أو مُغطى للتحكم فى درجة الحرارة وباقي العوامل ، لإنتاج ذريعة الأسماك وتربيتها حتى تصل إلى 50 جرام ، وهو الوزن المطلوب للمزرعة ، وهذا المفرخ ينتج الذريعة طوال العام ، عكس المفارخ الأخرى المكشوفة التى تنتج الذريعة أثناء الصيف فقط بسبب تأثر الذريعة بانخفاض درجة الحرارة.
كما أن هناك خطوة أكثر تقدماً وشق مُكمل لمشروعه ، يتمثل في استخدام مياه البحر المالحة بنظام التقطير - وهو مُكلف - ، لزراعة القمح وحده ، ولكن تربية أسماك الدنيس أو أسماك البحر مع القمح من خلال نظام متكامل يجعل المشروع ذو جدوى اقتصادية وربحية.
لا خلاص لمصر ولا تقدم إلا بالعلم والعلماء ، فلنكف عن تقديس لاعبي الكرة و عن تعظيم الراقصات والمغنيات ولننزلهن إلى حيث يليق بهن ، ولنُجل ونرفع قامة علماء وشرفاء الوطن.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 16 مشاهدة
نشرت فى 21 سبتمبر 2015 بواسطة elatiar

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

11,394