جريدة شباب مصر 16/6/2013
لعن الله السياسة .. أصابت الفرق الدينية بالحول الجهادى .. فما عاد فى إمكانهم رؤية العدو الصهيونى الذى إحتل فلسطين .. العدو الذى قتل نسائهم وأطفالهم و أذل رجالهم وشبابهم ومثل بجثثهم و أغتصب قدسهم وخرب ديارهم ومحق شرفهم .. وأقام دولة إسرائيل وسطهم .. نامت الفرق والجماعات الدينية نومة أهل الكهف عن العدو الصهيونى لعقود .. ثم فجأة صحت تلك الفرق والجماعات من غفوتها و أنتفضت من ثباتها العميق .. على صوت البوق الأمريكي .. وجرت فى عروقهم هرمونات الذكورة والشجاعة .. لا من أجل تحرير فلسطين .. بل لإعلان الجهاد على المسلمين السوريين والجيش العربى السورى .. ونسيت أو تناست تلك الفرق .. فلسطين المحتلة و إسرائيل الغاصبة .. بعد عامين من الإقتتال فى سوريا تذكرت فجأة تلك الفرق والجماعات أن يحشدوا الحشود و يعبئوا الجماهير لقتل مسلمى سوريا .. نسوا قول الله تعالى " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا " لكن لا وقت للصلح ولا لإصلاح ذات البين .. فالساده فى واشنطن لا يرغبون فى ذلك .. ولا تستبعد أن تمر فرقهم المجاهدة من فلسطين المحتلة بتصريح وتنسيق وتسهيل من العدو الصهيونى المحتل .. الذين سينوبون عنه فى تدمير سوريا وجيشها .. و ما أجمل أن تتفق أهدافك وأهداف عدوك ! ألا تباً لكل عماة البصر والبصيرة وعماة القلوب .. ألا تباً للسياسة التى أيقظت فيهم الرجولة والشهامة فجأة .
ما أعظم تأثيركِ الجهادي يا أمريكا .. وما أروعكِ حين تقودي مجاهدى المسلمين تحت رايتك ضد العدو السوري .
إن إلتقاء جماعة الإخوان ورئيسهم المرسى وممثلي التيارات والأحزاب المسماة بالإسلامية أمس السبت .. فى المهرجان التليفزيونى الإخوانى الشعري الخطابى الهزلى باستاد القاهرة .. لا علاقة له بالجهاد ولا بالمجاهدين ولا بالمسلمين .. لقد عُقد هذا المهرجان ليتم من خلاله تقديم فروض الولاء والطاعة لأمهم الحنون أمريكا .. قبلتهم السياسية و الراعية الرسمية والمعتمدة لصلاحية الشيع والجماعات والفرق المسماة بالإسلامية .. فأمهم أمريكا كانت قد أعلنت قبل يوم أمس قرارها بتسليح المعارضة السورية رسمياً .. وكان لزاماً على الفرع العربى الدينى التخديري التدليسي لمؤسسة الإعلام الأمريكي أن يقوم بتنفيذ التكليفات والمهام الموكلة اليه فى هذا الشأن .. فكان هذا المهرجان العبثى الذي رأينا .. لإعلان الجهاد .. ذلك الإعلان الذى يوفر الغطاء والشرعية للسيدة العظيمة أمريكا .. والذى يبلعنا شرعاً .. التدخل ألأمريكي بالسلاح لقتل السوريين .. إنها السياسة اللعينة وتبادل المصالح .
المهرجان التليفزيونى الإخوانى التمثيلى الذى نظمه الإخوان كان أيضاً بسبب إقتراب 30 /6 يوم الحساب و التعبير عن الألآم .. يوم المصريين للتعبيرعن آلامهم من حكم الإخوان .. وقد حاولت جماعة الإخوان هم والموالون لهم .. حصد أكثر من فائده من خلاله .. أولها محاولة كسب دعم الداعمين والمساندين والمؤيدين لصفهم يوم الحساب والألآم .
فأعلنوا من خلاله تملقهم وتزلفهم للعظمى أمريكا .. قبلتهم السياسية .. و ترجموا هذا التملق بإعلان المرسى الجهاد فى سوريا .. وإعلان المرسى الإرتداد على عقبيه عن التقارب مع إيران .. و إرسال المرسى رسائل واضحة و جلية على الهواء للأمريكان والسعوديين بهذا المعنى .. الرسالة ساطعة .. بتبنى وجهة النظر الأمريكية الخليجية كاملة فى الشأن السورى دون أدنى تحفظات .
ثانى فائدة للمهرجان التمثيلى الإخوانى .. هى صرف انتباه المصريين عن يوم الحساب ويوم الآلام .. والذى قرروه ضده وضد جماعته .. لشغلهم بتمثلية إعلان الجهاد فى سوريا .. وكذلك لإظهار قوة العدة والعدد والعتاد الإخوانى من خلال هذا المهرجان .. وإرسال رسالة للمصريين أنهم قادرين على الحشد ليوم الحساب .. وقيامهم هم ومواليهم بإرسال رسالة مسبقة للمصريين .. مفادها تكفير وتأثيم المصريين الذين سيخرجون للتعبيرعن معاناتهم و آلآمهم من حكم الإخوان .. والتنديد بفشل الجماعة والرئيس فى إدارة البلاد .
ثالث فائدة من المهرجان .. وهى الأهم من وجهة نظري .. هى تغطية المحاولة الجهنمية والشيطانية لجمع شمل كل الفصائل الإسلامية المسلحة .. ولتنظيمهم وحشدهم و تجييشهم بشكل رسمى .. استعداداً ليوم الحساب 30 /6 .. تحت زعم تجهيزهم لإرسالهم لسوريا للجهاد المزعوم .. و ليتفاجئ المصريين بتلك الكتائب والميليشيات المسلحة يوم 30/6 .. وقد تصدوا لهم ولمظاهراتهم فى الميادين ولقتلهم إن جد الجد وحتم الأمر .
إن الله سيلعن القاعدين عن جهاد العدو الحقيقى للإسلام .. و سيلعن الساعين لقتل المسلمين والمصريين .
لقد أصيب الإسلام والمسلمين بلعنة هؤلاء الدجالين التى نعيشها فى ظلالهم وظلامهم .
و يظل الأمل هو الباقى فارداً أشرعته فوق سحب الظلام والضلال .. و يظل الأمل هو المنتصر .. ذلك أن الدجل والدجالون دوماً و بأمر ربي هم الخاسرين .
ساحة النقاش