الإخوان لا فضل لهم على المصريين
بقلم حامد الأطير
جريدة شباب مصر 29/4/2013
عمر جماعة الاخوان المسلمين ( 85 ) عام ميلادى .
عمر التيار السلفى الوهابى بالمملكة السعودية لا يتعدى (300 ) عام ميلادى .
عمر التيار السلفى فى مصر والمتأثر بالتيار الوهابى لا يتعدى (50 ) عام ميلادى منذ ترحال المصريين للعمل هناك .
عمر الإسلام فى مصر (1372 ) عام ميلادى ، منذ الفتح الاسلامى .
عمر الحضارة المصرية ( 12 ) الف عام ميلادى .
بعد تلك المعطيات .. تتوالى العديد من الأسئلة وتفرض نفسها علينا .. من هم جماعة الأخوان فى عمر الدولة المصرية المسلمة ؟ وما الذى أضافوه لمسلمى مصر فقهاً وعلماً .. ومن هم علمائهم وفقهائهم وفطاحلهم .. وهل قبل ظهور جماعتهم ونشأتها منذ ( 85 ) عام كانت مصر دولة كافرة أو ملحدة أو خارجة عن الملة ؟ وهل هم المُبشرين بالإسلام والفاتحين العظام وشارحى صدور وعقول المصريين للإسلام ؟ وهل هم الذين قاموا وبقيادة امبراطورهم الأعظم حسن البنا مدرس الإبتدائى بفتح مصر ونشر الإسلام فى ربوعها الظلماء ؟ و هل هم من أنقذ اهلها من الوثنية وعبادة الأصنام ؟ وهل كانوا جماعة الدعوة الوحيدة القائمة حينئذ ؟ .. وهل أتوا بما لم يأت به الأولون ؟ وهل كانت مصر بلد الأزهر الشريف حين ظهورهم بالأمس القريب بلا علماء وبلا دعاة وبلا فقهاء وبلا علم وبلا فقه ؟ وهل رواد و مؤسسى تلك الجماعة أنعموا وتفضلوا على الشعب المصري بممتلكاتهم الغالية والنفيسة .. ووهبوه الأراضى الخصبة الشاسعة و البساتين المثمرة والحدائق الغناء والمساكن الوسيعة والدواب السريعة ؟ وهل أغرقوا الشعب المصري بالنفائس والحلى والجواهر والعقيق والياقوت والمرجان .. وهل هم من انشئوا الجسور والقناطر .. وهل هم من شقوا الترع والمصارف والمساقى .. و هل هم من مهدوا الطرق والطرقات ورصفوها .. وهل هم من بنى المدائن و أنشئوا السفائن والموانئ وصنعوا الطائرات والمطارات ؟ وهل هم من قادوا الغزوات الفاتحة لبلاد الفرنجة ؟ وهل هم اسخياء فتبرعوا لبناء الجامعات والمستشفيات العظيمة .. وأقاموا جامعة كجامعة القاهرة أو مستشفى كمستشفى القصر العينى مثلا ؟
إذا لم يكن الأخوان قد فعلوا شيئاً من ذلك .. فلماذا يأتوا اليوم ويعاملون الشعب المصري على أنهم أصحاب فضل ومنة عليه .. وعلى انهم اسياده وانه عبيد احسانهم .. بوهم أنه مدين لهم بالدين والدنيا .. بالدين الذى يظنوا انهم علموه للمصريين .. المصريون الذين هم من قبل وجودهم علماء و فقهاء واساتذة .. والدنيا التى لم يتكلف ولم يتحمل أحد من الإخوان مثقال دينار من أجل فرد من هذا الشعب .. وكل ما فعلوه كان بتبرعات المصريين انفسهم ..فالأخوان ليس لهم فضل من أى نوع على المصريين .
ونود أن نوضح أنه على العكس تماماً .. الإخوان هم من تقبلوا الصدقات والهبات والتبرعات من ابناء الشعب المصرى .. و هم من تدور حولهم شبهات تلقي الدعم من المحتل الانجليزي إبان نشأتهم .. بأموال المصريين وتبرعاتهم قاموا بإنشاء المساجد والعيادات والكتاتيب وغيرها فى مناطق عدة خاصة الفقيرة .. بأموال المصريين اقاموا تجارة وصناعة لأنفسهم .. تملكوا وتربحوا وأُثروا بتلك التبرعات .. وإذا ما حاولنا توصيفهم .. فسيكونوا مجرد جماعة خيرية من آلاف الجماعات التى كانت موجودة لتقديم المساعدات الخيرية .. ونُذكرهم بالأميرات والأمراء أصحاب الأيادى البيضاء و بالعظيم طلعت حرب وغيرهم الكثير .. إن نسوا .. تلك الجماعة لم تهدف ولم تبتغى وجه الله فيما تفعله .. والدليل أنها تطالب المصريين جميعهم الآن بنصرتها وإعلائها فوق رؤوس العباد والمؤسسات كثمن لمشاريعهم الخيرية التى نفذتها بتبرعاتهم .. هذه الجماعة كانت واعية ومُخطِطة ومُستهدفة لإستغلال هذه الأعمال فى التمكين لنفسها ولأعضائها .. وسعت بما تفعله لكسب أرضية وأنصار لتحقيق مشروعها السياسى .. المتمثل فى تبنى اقامة الخلافة الاسلامية .. بعد أن سقطت الدولة العثمانية والتى كانت ممثلة لتلك الخلافة .. تلك الدولة التى احتلت وحكمت مصر وغيرها من البلدان العربية باسم الاسلام .. الخلافة التى يبتغونها لم يمهدوا لها ولا يملكون من مقومات اقامتها وتحققها شئ .. غير الفكرة .. وغير تنظيم يضم له بعض الأتباع فى كثير من الدول .. ولا أعلم أى خير وأى رفاهية عاشتها مصر فى ظل حكم الدولة العثمانية ..تدفعهم للتباكى على هذه الخلافة و يسعون باستماتة لإحيائها .. هل لأنها الفكرة التى سيطرت وألحت على فكر مؤسس الجماعة حسن البنا ؟ ووجب تنفيذها دون قراء ة للواقع ولا لمعطياته .
أن جماعة الأخوان من اجل تحقيق حلم الخلافة على استعداد تام بالتضحية بمصر و شعبها و بأرضها وترابها وتاريخها وإرادتها واستقرارها وأمانها و أمن شعبها .. هذا الحلم الهولامى غير واضح المعالم وغير محدد الخطى والخطوات .. يريدون من المصريين هدم دولتهم وبيع وطنهم من أجله .. يريدون من المصريين أن يكونوا صم بكم عمى .. يريدون من المصريين أن يقتفوا آثرهم ليغرقونا ببحر أوهامهم المريضة .
الأخوان ومرشحهم و خلال الفترة القصيرة الماضية .. عملوا بكل ما أوتوا من قوة على إضعاف الدولة المصرية أيما ضعف .. وحاولوا شق الصفوف المتراصة وصنعوا الفتنة بين ابناء الشعب الواحد .. ذلك لأن هذا المناخ المنفلت وتلك القبضة الرخوة للدولة .. تمكنهم من بناء جيشهم الخاص واستكمال بناء ميليشياتهم المسلحة ونشرها بربوع مصر شمال وجنوباً ، شرقاً وغرباً .. وبالتعاون مع بعض الأطراف الخارجية التى تسعى لهدم مصر .. لتقتطع جزء من أعز اراضيها وأبركها .. ليقيموا لهم وطن عليها .. بدلاً من الجهاد ضد العدو الصهيونى لإسترداد أرضهم المسلوبة وتحرير وطنهم السجين .. وهذه الرخاوة المتعمدة تمكنهم من احتلال اجهزة ومرافق الدولة .
إن الإخوان جماعة سياسية تدثرت بعباءة الدين وتاجرت به لتحقيق اهدافها .. وهى جماعة شديدة التنظيم .. عظيمة التمويل .. وهى جماعة ديكتاتورية مستبدة لا تقبل الآخر .. ولم تتعود على الحوار مع أحد .. ذلك أنها من الأساس قائمة على مبدأ السمع والطاعة العمياء لزعيم الجماعة أو ما يسمى بالمرشد .. لا تفتح ذراعيها إلا لمن يأتى خاضعاً للمرشد حتى قبل رؤيته .. ولمن على استعداد لإلغاء عقله وإماتة إرادته .. لأن السيد المرشد سيكون عقله وارادته المحركة .. والجميع عليهم تنفيذ ما يؤمرون به دون نقاش .. وغالبية اعضاء تلك الجماعة ومنذ نشأتها من الطبقة الإجتماعية البسيطة .. والذين يجدون نوعاً من التعويض الإجتماعى عن رقة حالهم بالإنضمام لتلك الجماعة .. التى تغدق عليهم وتساندهم وتدعمهم مادياً ومعنوياً .
الأخوان لا فضل لهم دينياً أو دنيوياً على المصريين ..وهم جماعة نفعية انتهازية سعت للسلطة والحكم .. وقد حكمت .
المصريون لم ولن ينتظروا الأخوان ليضيفوا لهم جديداً فى أمور دينهم أو دنياهم .. ذلك أنهم ومنذ القدم سليمي الفطرة أنقياء الوجدان .. عرفوا الله وعبدوه .. وعرفوا الآخرة وحسابها وتحسبوا لها .. وعرفوا ان هناك ثواب وعقاب من الخالق .. و طمعوا فى جنته وعملوا لها .. ومعابدهم وبردياتهم ونقوشهم تبرهن على ذلك .
ساحة النقاش