لهذه الأسباب نعارض الأخوان

بقلم/ حامد الأطير

جريدة شباب مصر 18 ابريل 2013

معارضتنا ونقدنا لمن يحكمون مصر الآن .. لا يعنى البته أننا من المؤيدين لمن سبقهم فى الحكم .. إنما كنا معارضين لهم وبشدة .. ولا يعنى كذلك اننا نؤيد أحد من المعارضين الطافين على الساحة الآن والمتصدرين لها .. لأننا لا نرى فيهم من هو جدير بحكم مصر .. ولا يعنى كذلك أننا نؤيد قطاع كبير من الإعلام المنفلت .. غير المنزه عن الهوى .. والذى انشأته وتحركه شخوص ذات هوى وأهواء ومصالح خاصة .. ودوافعها غير وطنية .. اننا نعارض الأخوان لأسباب جلية وجوهرية .. أول هذه الاسباب ان تنظيم الأخوان تنظيم سياسى صرف .. يتخذ من الدين والدعوة شعاراً وستاراً لتحقيق مآربه وأهدافه المتمثلة فى الوثوب على كرسى الحكم .. وقد وثب عليه بالفعل .. وسيقاتل بشراسة من اجل الإحتفاظ به .. ولا يتورع عن إسالة الدم بالطرقات والميادين .. ثانى هذه الأسباب هو أن تنظيم الأخوان فى اساسه وفكرته وعقيدته تنظيم ديكتاتورى مستبد ومتطرف .. تولدت عنه تنظيمات متطرفة بمسميات عدة .. ذلك لأنه قائم على الولاء والطاعة العمياء لزعيم هذا التنظيم والمسمى بالمرشد .. وبالتالى فإن مرشحهم الذى وصل للرئاسة لن يتخلى عن هذا الولاء لمرشده وتنظيمه .. ولن يستبدل فجأة قيم الجماعة التى تشربها وآمن بها لصالح القيم الديمقراطية .. ثالث هذه الأسباب أن هذا التنظيم ذو الروافد الدولية له استراتيجية يسعى لتحقيقها .. وهى إحياء ما يسمى بالخلافة الاسلامية بطريقة جاهلة لا تستقرأ الأحداث ولا الواقع الإقليمي والدولي .. فالأخوان لم يجعلوا من مصر دولة متقدمة أو عظيمة أو عظمى لتفرض سطوتها وجبروتها وتحقق مشروعهم الوهمي المتمثل فى الخلافة .. ولا الخلافة مشروع اسلامى مُتوافق عليه أو تتبناه الدول الاسلامية والعربية .. ولا هذه الدول فوضت مصر وجماعة الأخوان باتخاذ ما يلزم لتحقيق هذا المشروع .. ورابع هذه الأسباب أن الأخوان لا يملكون لمصر مشروع تنموى أو تقدمى أو إصلاحى .. ومشروعهم لمصر هو طمس وتذويب هويتها وشخصيتها الثقافية والحضارية الخصبة والثرية والعبقرية والتى تشكلت على مر آلاف السنين لصالح خلافتهم المزعومة  . .

إن تنظيم الإخوان ابن الثمانين عام يحاول باسم الدين أن يسيطر على عقول ومشاعر ووجدان المصريين البسطاء أصحاب الفطرة النقية السوية منذ فجر التاريخ .. ويوهمهم أنه مبعوث العناية الإلهية .. وأنه حامل لواء الدين الصحيح وما عداه باطل .. أن تنظيم الأخوان لمن لا يعلم .. اشد ديكتاتورية وتطرف وتسلط ممن سبقوه .. ولا أمل يُرجى منه فى تقدم مصر .. بل إنهم يرتدون بها للخلف الف عام ويحجبون عقلها العبقري المبدع المضئ