جريدة عيون مصر وجريدة شباب مصر وجريدة اخبر العرب - كندا (مارس 2013)
أتصل بي شاب فى مقتبل العمر مستنجداً وعرفنى بنفسه و رجانى أن أكتب عن مرض غريب أسمه ” مرض بهجت ” كثير من الناس فى مصر لا يعلمون عنه شئ لأنه من الأمراض النادرة وأسمه غير متداول على الأسماع ،  وللحق كانت المرة الأولى التى اسمع فيها أسم هذا المرض ، وفاجأنى هذا الشاب بأنه مصاب بهذا المرض ووصف آلامه و معاناته معه وطلب منى مساعدته بأى وسيلة للتخفيف من تلك الألآم وهذه المعاناة ، وللحق تألمت كثيراً لما سمعته منه مما دفعنى دفعاً لجمع معلومات عن هذا المرض الشرس وكان هذا ما تجمع بين يدي :
مرض بهجت أو متلازمة بهجت (Behcet’s disease) هو مرض نادر يصيب المناعة الذاتية وقد سمي بهذا الاسم نسبة لـ خلوصي بهجت الدكتور بكلية طب اسطنبول بتركيا , اذ ان له الفضل في اكتشاف ووصف المرض عام 1937 م ، متلازمة بهجت هي أحد أمراض المناعة الذاتية مثلها مثل أمراض الحساسية ، و الذئبة الحمراء ، والصدفية ، وفقر الدم الخبيث ، وروماتزم القلب ، والتهاب المفاصل الروماتويدي ، وتساقط الشعر الكلي من جسم الإنسان.حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة أنسجة الجسم وذلك بإنتاجه أجساما مضادة Antibodies وهي عبارة عن بروتينات خاصة تم تصميم شكلها الكيميائي لكي تضاهي السطح الخارجي للأجسام الغازية الخاصة أو ما تسمى مولدات المضاد Specific antigens لمكونات معينة لنواة الخلية ، وتبدأ أعراض هذا المرض بالظهور في العشرينات ‏والثلاثينات من عمر المريض ، لكنه قد يصيب كل الأعمار ، يمر المرض بحالتين متعاقبتين على الدوام ، الأولى الحالة الحادة والتي ‏تظهر فيها الأعراض ، والثانية الحالة الكامنة والتي تختفي فيها الأعراض ، وتتعاقب هاتان الحالتان باستمرار ، وتبعا لذلك فقد نجد ‏مريض يعاني من الأعراض بصفة دائمة أو دورية ، وكذلك ربما تكون الأعراض قوية ومؤلمة وربما تكون خفيفة ، يصيب هذا ‏المرض الأوعية الدموية من شرايين وأوردة،وكذلك يصيب شبكية العين ،المخ ، المفاصل والأمعاء
أما تشخيص المرض ، فالعلامة الرئيسية للمرض هي التقرحات المتكررة في الفم ، وغالبا ما تكون مؤلمة ومزعجة للمريض و هى غير ‏فيروسية الأصل ، وهذا عادة ما يحدث عند كل المرضى بهذا المرض ، وإضافة لذلك تظهر بعض أو كل العلامات الثلاث التالية ، وظهور علامتين من الثلاث إضافة إلى تقرحات الفم يؤكد التشخيص لهذا المرض ، وقد تظهر أيضا أعراض أخرى تساعد ‏على تأكيد التشخيص في بعض المرضى ، ولكن ليس شرطا ظهور كل هذه الأعراض والتى تتمثل فى :
تقرحات في الأعضاء التناسلية مشابهة لتلك التي ظهرت في الفم والتهابات في بعض أو كل أجزاء العين والتهابات وطفح جلدي والتهابات في الأوردة تحت الجلد وتكون خثرات وتجلط للدم في الأوردة تحت الجلد وانسداد في الأوعية الدموية وصعوبة في الحركة ، الكلام ، وضعف الذاكرة (علامات تأثر الجهاز العصبي المركزي ) وصداع عنيف وتصلب الرقبة وآلام شديدة في المفاصل قد تؤدي إلى عدم القدرة على الحركة  ومغص، إسهال، براز مصحوب بدم ، تقرحات في جميع أجزاء الجهاز الهضمي ومشاكل في عمل الكلى والتهابات في الرئتين والحويصلات الهوائية وتعب عام في جميع أنحاء الجسم وهزال وعدم انتظام في عمل القلب مثل تسارع أو تباطؤ دقات القلب.
يؤثر مرض بهجت على عظام العمود الفقري وعظام الحوض والجمجمة والوركين والذراعين العلويين وقصبتي الساقين والفخذين. لا تتأثر النساء بهذا المرض قدر ما يتأثر به الرجال فوق سن الأربعين ونادراً ما يصيب الصغار أو البالغين من الصغار ، لا يسبب مرض بهجت أي أعراض في مراحله الأولى عدا بعض الآلام البسيطة. التي تحدث بشكل متقطع في العظام ، إلا أنه مع تطور المرض تصبح آلام العظام أكثر حدة ، وتستمر مدة أطول وخصوصاً أثناء الليل ، وتزداد شدة مع بذل أي مجهود. وتكون الآلام أكثر شدة في الظهر وتصلب في المفاصل ، وربما تحدث كسور غير معروف سببها ، وفقدان السمع وصداع ورنين بالأذن ودوخة وقصور في الحركة.
حتى الآن لم يستطع العلماء معرفة  السبب الرئيسي لهذا المرض ، ويعتقد البعض أن عناصر البيئة الخارجية ، أو فيروس مجهول ‏الهوية ، أو ربما بكتيريا ، قد تؤدي إلى ظهور الأعراض عند الأشخاص الذين يحملون الصفات الوراثيةHLA:B5,B1‏
حتى هذه اللحظة لا يوجد شفاء كامل من هذا المرض ، والأدوية المستعملة هي لتثبيط التفاعلات المناعية الذاتية وللسيطرة على الأعراض ، ‏وعدم تفاقم المرض ومنع تطور هذه الأعراض والوقاية من مضاعفات المرض الخطيرة مثل، العمى ، وعدم القدرة على ‏الحركة ، ومن المفيد هنا أن نذكر أن الأدوية إضافة إلى الراحة ، والقيام ببعض التمارين الرياضية ، تعمل جميعها مع بعضها البعض ‏للوصول إلى الهدف السابق.