أسأت الظن والفهم
يظن صديقى الطيب اننى اكتب فى السياسة بطريقة عجيبة .. ذلك لأننى انتقد وبشدة حال البلد وما آلت اليه من تردى وحال من يحكمها وما يتصفوا به من ضحالة الفكر ورخاوة القبضة وغياب الاستراتيجية .. وبدا له هذا غريباً ، و قول صديقى هذه العبارة واستغرابه مما اكتب .. يعنى أنه يصادر على فكرى طريقتى واسلوبى وقناعاتى وحريتى فى التعبير .. و يعنى أنه يريدنى أن اكتب بأنامله وبقلمه وبفكره وعقليته هو لا بعقلى و فكرى أنا .. ويعنى أنه يريدنى أن أتقولب وأصبح نسخة منه .. تمدح فى الإخوان ورئيسهم الذى لا يعرف كيف يحكم مصر .. يا صديقى فلتنحي عنوان الدين والتدين جانباً .. بعيد عن المتاجرة به ، لتعلم أن من استلم البلد تيار ديكتاتورى وجماعة مستبدة أشد ديكتاتورية وتنظيماً ممن سبقوهم .. تيار أعمى .. لأنه لا يرى فى مصر غيره .. جاهز بتنظيمه الدولى المريب .. وأمواله وتمويله وإعلامه الشرس منغلق الفكر .. وتشدده وتعصبه .. وكوادره وكتائبه المدربة .. وهذا سبب حزنى على مصر وشعبها .. لأنهم كالكرة يُقذفون من قدم لقدم .. بقى ان نذكر ان وجداننا ظل نقياً طاهراً .. وفكرنا ظل حر غير مقيد إلا بقيد الحق .. وإخلاصنا لمصرنا غير منقوص .. ذلك لأننا لم نتعصب لحزب ولا لجماعة ولا تيار ولا لمرشد ولا رئيس ولا لدرويش .. وما تعصبنا ابداً لشخصنا ولا لمصلحتنا .. وإنما تعصبنا لأمنا .. التى والى الآن لا تُقدرون قيمتها ولا علو منزلتها ولا سمو قامتها ولا تحفظون لها عظيم كرامتها ومكانتها .. تعصبنا يكون فقط من اجل الأم العظيمة الباقية أبد الدهر .. مصر .
ساحة النقاش