هي أمراض وراثية ناجمة عن خلل في ما يسمى الليسوسوم (lysosome) وهو الجزء المسئول عن حرق recycling) ( المواد غير المرغوب فيها داخل الخلايا وتسمى أمراض تخزين ( Storage Disease)  لأن الجسم يظل عاجزا عن كنس وحرق وتكسير تلك المواد.

 أما كيف  لا تستطيع الخلية التخلص من مواد مخزنة عليها ، فهذا ناتج عن عدم قدرتها على إنتاج الإنزيم المسئول عن تكسير تلك المواد وهي عملية مسئول عنها اللسيسوم عبر الأنزيمات التي ينتجها  ( Lysosomal Enzymes )

عادة  الجسم  يستخدم الإنزيمات لحرق وإزالة الخلايا الميتة  كجزء من عملية البناء والهدم المستمرة في جسم الإنسان. لكن في هذا النوع من الأمراض لا يملك المريض الإنزيم المحدد لفعل ذلك أو أن الإنزيم يوجد بصورة قليلة وغير كافية. بحيث لا يعود ممكنا الحرق والتكسير وبالتالي لا يمكن التخلص من الخلايا الميتة. والنتيجة  تراكم المواد الميتة في كل خلية من الجسم تقريبا وتكون بذلك الخلايا الميتة عبئا على الخلايا الحية فلا تستطيع الأخيرة القيام بمهامها بصورة عادية. وبهذا يحدث دمار متزايد ومتطور في كل أجزاء الجسم بما في ذلك القلب والعظام والمفاصل والجهاز التنفسي والجهاز العصبي.

 هذه الأمراض رغم أنها لا تكون واضحة عند ولادة الطفل إ لا أن علاماتها تبدأ في الظهور تدريجيا مع تطور المرض الذي يتطور مع زيادة عمر الطفل حيث يتم إحداث المزيد من الضرر لخلايا الجسم لأن الخلايا الميتة تتراكم عليها بمرور الأيام.

  أمراض عديدات السكريات المخاطية أو عديد السكريات المخاطي (mucopolysaccharidosis) تصيب واحدا من بين كل خمسة وعشرين ألف مولود تقريبا. وهي أمراض تسبب إعاقة جسدية متطورة ومستمرة وفي العديد من الحالات توجد إعاقة عقلية شديدة وعادة يموت المصابون وهم في عمر الطفولة لكن هناك استثناءات يطول فيها العمر.

 أقسام مرض عديدات السكر المخاطية

 ينقسم هذا المرض إلى سبعة أقسام ويسمى كل نوع باسم الطبيب الذي اكتشفه.

 النوع الأول   MPS-1أو MPS IHS   

 وهذا النوع ينقسم إلى ثلاثة أقسام

  (أ‌)متلازمة  هيرلور    (إصابة شديدة)

 (ب‌)متلازمة  هيرلر سكي ( إصابة متوسطة)

 (ب‌)متلازمة  سكي (أحيانا تكتب تشاي). (إصابة خفيفة)

  التقسيمات الثلاثة هي تسميات لمرض واحد ( Mucopolysaccharidosis Type 1 )حيث الإنزيم المفقود واحد كما سيأتي شرح ذلك.

وقد أخذ المرض اسمه- هيرلور- من الطبيب جيرترد هيرلور    Gertrud Hurler الذي وصف طفلا وطفلة بعلامات هذا المرض في العام ألف وتسعمائة وتسعة عشر. وفي عام  ألف وتسعمائة واثنين وستين كتب الاستشاري في أمراض العيون دكتور سكي   Schie  عن مرضى كانت إصاباتهم أقل ضراوة. أما المرضى الذين لا يوصفون بأن إصابتهم شديدة أو خفيفة فإنهم يعرفون بدمج الاسمين معا هيرلور- سكي Hurler/Schie  .

 النوع الثاني MPS-2

النوع الثالث MPS-3

النوع الرابع MPS-4

النوع الخامس  MPS-5

النوع السادس MPS-6

النوع السابع  MPS-7


طبيعة المرض وأسبابه

 mucopolysaccharidosis هي سلسلة طويلة من جزيء السكر تستخدم في بناء       النسيج الضام Connective tissue

 saccharide هو اصطلاح عام يطلق على جزيء السكر

 Poly تعني متعدد أو عديدات.

وبهذا يجيء الاسم من الكلمات الثلاث mucopolysaccharidosis .

 هناك عملية مستمرة في الجسم لتغيير المواد التي تم استخدامها وحرقها بغرض التخلص منها. الأطفال المصابون بهذا المرض mps1  ينقصهم إنزيم يسمى   Alpha-L-Iduronidase  وهو الإنزيم المسئول عن حرق جزيئات السكر المسماة dermatan sulfate and heparan sulfate glycosaminoglycans وهي تختصر عموما باسم  GAGs.وهذه الجزيئات التي لا يتم حرقها وتكسيرها بصورة كاملة تبقى مخزنة في خلايا الجسم مسببة دمارا مستمرا ومتصاعدا ومتسع النطاق.  الأطفال حديثو الولادة يمكن أن تظهر عليهم علامات طفيفة للمرض. ولكن بازديا د الدمار الذي يلحق بخلايا الجسم تبدأ الأعراض في الوضوح أكثر فأكثر.

 
هل يمكن التمييز تماما بين أقسام النوع الأول من عديد السكر المخاطي؟

 تتراوح أعراض هذا المرض ما بين الشديدة إلى أعراض خفيفة. وهناك فروق شاسعة في هذه الأعراض بين المرضى. وهذا يجعل في بعض الأحيان تصنيف المريض ووضعه ضمن قسم معين من أقسام هذا النوع الأول أمرا صعبا. ورغم أن المصابين بالنوع الخفيف تكون قدراتهم العقلية عادية إلا أنهم في ذات الوقت  قد يكونون مصابين بأعراض متباينة مابين الحدة واللطف.

 ما مدى انتشار أمراض عديدات السكر المخاطية؟

 طفل واحد من بين خمسة وعشرين ألف ولادة يصاب بنوع من أنواع عديدات السكر المخاطية في الولايات المتحدة.

 طريقة توريث أمراض عديدات السكر المخاطية

 كل أنواع أمراض عديدات السكر المخاطية لها طريقة واحدة في انتقال المرض من الوالدين إلى الأبناء عدا النوع الثاني Hunter syndrome وسيأتي الحديث عنه لاحقا. كل منا له مورثات  Genes ورثها من والديه . وهذه المورثات تحدد الصفات الوراثية مثل الطول والقصر واللون وغيرها. بعض الجينات التي نرثها تكون متنحية وهو ما يفسر عبارة أننا نحمل ذلك الجين ولكنه لا يؤثر على صحتنا  رغم أنه جين معطوب.Hurler disease     أو  هيرلور سيندروم  Hurler Syndrome  ( متلازمة هيرلور) يسببها  مورث متنح Recessive gene . فإذا تزوج شخص يحمل الجين المعطوب من آخر يحمل ذات الجين فإن هناك احتمالا نسبته خمسة وعشرون بالمئة بأن يصاب المولود بهذا المرض. وهذا الاحتمال يتجدد في كل حالة حمل أي ليس له علاقة بالولادات السابقة أو اللاحقة . وهناك احتمال بنسبة اثنتين من بين كل ثلاث فرص بأن يكون إخوة المولود المصاب حاملين للمرض carriers   وليسوا مصابين .

هذا المرض mucopolysaccharidosis  نادر جدا واحتمال  أن  يتزوج شخص حامل من آخر حامل أيضا يعد احتمالا ضئيلا جدا وينصح بأن لا يتم زواج بين أبناء عمومة أو خؤولة أو حتى أقارب قريبين داخل أسرتهم التي لها تأريخ بهذا المرض.

لا يشترط  وجود تاريخ للمرض في الأسرة لإثبات إصابة طفلها.

 اعراض النوع الأول لمرض عديد السكر المخاطي MPS1 disease

 تأخر في نمو الجسم slowed growth  رغم أن النمو يكون في العادة طبيعيا في العام الأول من عمر الطفل.

 تأخر عقلي يتفاقم مع الوقت  mental retardation

 غرابة ملامح الوجه coarse facial features

 غمامة بيضاء في قرنية العين cloudy cornea بسبب تراكم  السكارايدس     

 تدهور في السمع deafness

 تيبس المفاصل  joint stiffness

 مشاكل في صمامات القلب    valve disease

 تشوهات في القفص الصدري chest deformities

 تشوهات في السلسلة الفقرية Lordosis, kyphosis

 أصابع اليد لها شكل مخلبي claw hand  

 تشوه  الأسنان Tooth deformities

 قصر القامة Short stature

 كبر حجم الرأس Macrocephaly

 تضخم الكبد والطحال Hepatosplenomegaly

 تشوه القفص الصدري   Barrel Chest, Pigeon Chest, Funnel Chest

 شفاه ممتلئة     thick lips

 فتاق السرة inguinal - umbilical hernia

 جبهة ناتئة frontal bossing

 لسان ضخم macroglossia

 ليس بالضرورة أن تنطبق كل هذه العلامات على المريض مع ملاحظة أن معظمها مشترك بين معظم أمراض عديدات السكر المخاطية

الاختبارات الطبية في   mps1

في البداية عادة يجرى فحص البول لقياس . dermatan sulfate and heparan sulfate glycosaminoglycans  و المصطلح العام اختصارا هو  GAGs الذي يشير إلى عديدات السكر في البول. لكن فحص البول لايوضح نوع المرض من بين عديدات السكر المخاطية. ولتحديد النوع يجب إجراء فحص نشاط الإنزيم في الدم أو بأخذ عينة من الجلد. والانزيم الذي يجب فحصه في هذه الحالة يسمى  alpha-L-iduronidase .أيضا يمكن أخذ صور أشعة  للعمود الفقري و تخطيط للقلب لمعرفة وظيفة القلب و الاطمئنان على الصمامات .

العلاج:

 1- حديثا تمكنت بعض المؤسسات الطبية من إنتاج الإنزيم المفقود والذي يمثل غيابه أصل المشكلة وهو يحقن في الدم بصورة مستمرة  Enzyme Replacement .لكن الدراسات لا تزال مستمرة لمعرفة مدى فاعليته وآثاره الجانبية على المدى الطويل.

2- زراعة نخاع العظم Bone Marrow Transplant    أو الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري من متبرع مطابق بدرجة كبيرة Umbilical cord blood stem cell transplants  هذا العلاج أثبت فائدة للعديد من الحالات فاستطاعوا إنتاج الإنزيم بخلاياهم الجديدة ولكن العملية لها مخاطرها وتعقيداتها. وفي هذه الحالة يجب إجراء العملية  مبكرا قبل حدوث أضرار في خلايا المخ

3- هناك محاولات لما يسمى العلاج الجيني Gene Therapy  وهي في طور الدراسة

 4- أعضاء الجسم المتأثرة بالمرض كالقلب مثلا  يمكن التعامل معها بالطرق الطبية الاعتيادية كما يمكن زراعة قرنية العين  كما يمكن زراعة قرنية العين ذا لزم الأمر

5- يجب الاهتمام بالعلاج الطبيعي

المصدر: مركز الرحمة
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 46/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
14 تصويتات / 3291 مشاهدة
نشرت فى 24 يناير 2011 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,391,759

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط