النقابة العربية للصحافة والااعة والتليفزيون والاعلام الاليكترونى

اعلام واحد يجمعنا

 لا أحد يستطيع أن يلوم الرئيس المعزول محمد مرسي على محاولاته طوال العام المنصرم الزج بأتباعه من جماعة الإخوان في مؤسسات الدولة المصرية كافة ومراكز صنع القرار لأنه كان معلومًا من البداية أن الرجل جزء من هذا التنظيم وأنه سيخضع بالضرورة لأوامر المرشد العام لهذه الجماعة ولم يكن هناك من مفاجآة لأحد. ومع معاداة كل أجهزة الدولة لهذا الرئيس المغلوب على أمره منذ اليوم الأول لحكمه واجتراء الجميع عليه بما فيهم الجيش وأجهزة الأمن والقضاء والإعلام والأزهر والكنيسة وقوى دولة مبارك العميقة في تحالف جهنمي لم يسع بجدية لتقديم أي دعم حقيقي له أو مساعدته للتحرر من المرشد العام  وأعضاء مكتب الإرشاد الذين كانوا يمعنون في إبراز نفوذهم على حساب الرئيس دون أدنى حد من اللياقة أو الحذر، ومن ثم فهم أول من أضر بمكانة الرئيس.   إزاء هذا المعطيات الصعبة لم يعد للرجل من مخرج إلا الالتصاق أكثر وأكثر بجماعته بعد أن ترك وحيدًا مما زاد من تخبطه وضعفه أمام الجميع بما فيهم جماعته، وكان من الطبيعي أن تخرج الملايين في ثورة 30 يونيه مطالبة الرئيس بالرحيل بعد فشله في تحسين أمورهم المعيشية بشكل ذريع وفشله في الظهور كرئيس لكل المصريين والاستقلال بقراره والبعد عن سياسة أهل الثقة والعشيرة. والمؤسف أن الرئيس لم يدرك أنه إزاء معطيات وصراعات لا يمكن لأي رئيس في العالم أن يتعايش معها طويلًا ولو أنني مكانه لطالبت بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة للاستفتاء على شعبيتي والحصول على تفويض جديد من المصريين بما لا يدع مجالًا للتشكيك في شرعيتي.   ولكن شاء الرئيس وبتشجيع من جماعته إلا أن يكون معاندًا لهذه الثورة العارمة ضده رغم إقراره بما وقع فيه من أخطاء وتقدمه بمبادرة في آخر لحظة اشتملت على معظم ما اشتملت عليه خطة الجيش والأطراف الأخرى ما عدا موافقته على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهو المطلب الأساسي لثورة يونيه وأعتقد أن الرئيس مرسي أخطأ في هذا مما أعطى ذريعة للمجلس العسكري لعزله.   وفي هذا فإنني أعتقد أن ما تمر به مصر من صراع خطير هذه الأيام بين جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الأخرى المؤيدة لبقاء الرئيس في الحكم ضد باقي التيارات المعارضة لبقائه، هذا الصراع كان نتيجة مباشرة للطريقة المهينة التي تم بها عزل الرئيس والتحفظ عليه وعلى قيادات أخرى من جماعته وإمعان العسكري في إهانة كل التيارات الإسلامية المؤيدة للرئيس من خلال لجوئه إلى غلق كل محطاتها التليفزيونية دون مبرر وإظهار انحيازه المطلق لطرف دون الآخر بعد أن أعلن أكثر من مرة أنه طرف محايد ولا هم له إلا مصلحة الشعب المصري كله أنه ظهير للديمقراطية!   وفي هذا فإن المرء يقف حائرًا أمام أسئلة كثيرة وملحة ولكن وقبل أن أطرح هذه الأسئلة ينبغي أن أقر بأنني شخص ليبرالي مستقل ولا أنتمي إلا لحزب الحق والعقل والمنطق. وتساؤلاتي البسيطة هي: ـ لماذا صبر العسكري على مبارك ثلاثين عامًا من النهب والاستبداد والفساد ولم يصبر على مرسي أكثر من عام؟ ـ لماذا تعاطف العسكري مع ثورة 30 يونيه ووقف سدًا منيعًا ضد ثورة 25 يناير؟ ـ لماذا تعمد العسكري امتهان مرسي بهذا الشكل والتحفظ عليه في ثكناته بينما قام بتكريم مبارك ونقله إلى أحد القصور في منتجع شرم الشيخ وحمايته حتى آخر لحظة؟ ـ لماذا يتعمد المجلس العسكري اتهام كل من ينتقد قراراته السياسية بأنه ينتقد الجيش ككل؟ وكيف يتوقع هذا المجلس أن يرتضي لنفسه أن يدخل دهاليز لعبة السياسة ولا يرغب في ذات الوقت أن ينتقده أحد ويعتبر نفسه خطًا أحمر؟ والخلاصة إنني أعتقد أنه كان بالإمكان إقناع الرئيس بشكل كريم بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد ثورة 30 يونيه من خلال ممارسة المزيد من الضغوط الداخلية والخارجية عليه كما حدث مع مبارك إبان ثورة 25 يناير التي لم يتدخل الجيش فيها إلا بعد مرور 18 يومًا كاملًا عليها بينما سارع بالتدخل بعد مرور يوم واحد فقط على ثورة 30 يونيه.   والخلاصة أن تحالف العسكر مع الإسلام السياسي أدى إلى انتكاسة ثورة 25 يناير، وخصامهما الآن يقود مصر إلى الانقسام والخراب لأول مرة في تاريخها. وطالما بقي المجلس العسكري دولة مستقلة تعلو على الشعب والدولة المدنية وطالما استمرت محاولات تيار الإسلام السياسي السيطرة على مصر فإننا لن ننعم بأي ديمقراطية حقيقية ولا استقرار.   أدعو الله أن أكون مخطئًا وأن يحفظ مصر وشعبها الطيب بكل طوائفه.   ستظل مشكلتنا دائمًا هي رفض إعمال العقل والمنطق في فهم ما يدور حولنا.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 44 مشاهدة
نشرت فى 11 يوليو 2013 بواسطة ebrahime

ابحث

عدد زيارات الموقع

255,209

بــيـــان هــــــام

تعلن جريدة الجمهورية عن فتح باب تلقى السير الذاتية لكبار الكتاب نظرا  لحاجة الجريدة بفرع الدلتا - عن التعاقد مع 10 من كاتبى مقال الراى من كل المجالات ولكن تحت بند هموم ومشاكل الناس والجريمة نظرا لتخصص الموقع الالكترونى فى هموم الناس وقضاياهم من خلال الخدمة التى نقدمها لكل اهل الدلتا 
الشروط الواجب توافرها 
1- ان يكون من المؤهلات العليا 
2- ان يكون سبق لة الكتابة كعمود للراى فى اكثر من جريدة خبرة 3سنوات على الاقل ترفق شهادة الخبرة 
3- العمرلايقل عن 35 عاما 
4- الحصول على كراسة الشروط 
5- شهادة حسن سير وسلوك 
6- 6 صور شخصية 4×6 
7- صورة الرقم القومى

8- صحيفة الحالة الجنائية مقدمة خصيصا الى الجريدة 
مع رجاء  الجريدة بالتوفيق للجميع 
للتواصل (01012882211) من الساعة 11صباحا حتى 8مساءا