المجلد الحادى عشر-العدد الثالث-2010
مخاطر التلوث الجيني
طارق كمال الفلاح
كلية الزراعة – قسم الإنتاج الحيواني-جامعة الفاتح – طرابلس
المستخلص
تقنيات الهندسة الوراثية الجديدة أعطت العلماء الوسيلة لاختراق جينومات الكائنات الحية بفصائلها المختلفة, وأزاحت العوائق بين فصائل الكائنات الحية التي ليس لها علاقة ببعضها وذلك بنقل مورث (جين) أو أكثر من فصيلة إلى أخرى, ناتجا عن ذلك جينومات جديدة لم تكن موجودة في الطبيعة من قبل . وهناك مخاطر عديدة ظهرت مع تطور هذه التقنيات, خصوصاً بعد انتشار زراعة المحاصيل المحورة وراثياً في أغلب مناطق العالم, واستعمال بعض فصائل الحيوانات المستأنسة كمصدر لبروتينات مهمة للصحة البشرية, بعد تغيير جينومات هذه الحيوانات بغرس جينات من كائنات أخرى ليس لها علاقة مع فصيلة هذه الحيوانات. هذه المخاطر مثل التنقل الأفقي للجينات, وحركة حبوب اللقاح عبر الحقول للمحاصيل المحورة وراثياً تهدد الأصول الوراثية للكائنات الحية من نبات وحيوان إلى جانب النظام البيئي والايكولوجي. هذا التهديد قد يكون أكثر خطورة في دول العالم النامي ومنطقتنا العربية بسبب الإمكانيات العلمية المحدودة في أغلب بلداننا العربية في هذا المجال, خصوصاً بعد صدور دراسة استمرت سنتان عن الأمم المتحدة (المؤسسة الجامعية للدراسات المتقدمة للأمم المتحدة 2008) تقول بأن أكثر من 100 دولة في أفريقيا وآسيا ليست قادرة على إدارة وتوجيه واستعمال التكنولوجيا الحيوية الجديدة, وتحذر الدراسة من أن ذلك يجعل العالم مفتوح لمخاطر جدية في السلامة الحيوية.
هذا البحث يتعرض للطرق التي ينتج عنها التلوث الجيني وبعض حالات التلوث الجيني التي حدثت في العالم النامي خلال العقد الأخير والدروس المستفادة من هذه الحالات في كيفية بناء القدرات في مجال السلامة الحيوية أو البيولوجية للبلدان العربية..
Key words : genetic pollution-transgenics- gene flow-biodiversity-genetic diversity wild species .