دور الرياضيات كفن في حياة الإنسان والفنان :
إن الهندسة تمتزج بحياتنا اليومية امتزاجا شديداً ، إلى حد أننا كثيراً ما نغفل قيمتها، فحين نتخذ منها أداة للكشف عن عجائب هذا الكون ، من اليسير أن ننسى أنها تمس كل نواحى حياتنا.. فبمعونة الهندسة ، يستطيع الإنسان خلق أشكال فنية جميلة وغريبة ، ومع ذلك فإنه من الممكن أن نرى في الأشكال الطبيعية أعقد المبتكرات الهندسية التي يتفتق عنها خياله الفنان.
إن الهندسة والأشكال الهندسية تحيط بالإنسان منذ مولده ، ومعظم الجمال الذي يراه من حوله مدين للمهارة الهندسية التي تتجلى في أعمال الطبيعة ـ إن أدرك الإنسان ذلك أم لم يدركه ـ وكل شيء حي سواء أكان شجرة ، أم زهرة أم حيوان أو طائر ، إنما يعبر عن عمل هندسي من الدرجة الأولى.
والهندسة المرئية هي إحدى إسهامات الفنان في خدمة العلم. فعلم الهندسة العادي لا يهتم بالتحريفات التي تطرأ على الأشياء عندما ننظر إليها إلا أن الفنانين يواجهون هذه المشكلة ، وهى كيف يصورون على سطح مستو تلك الدنيا التي يراها الناس بأبعادها الثلاثة ، إذ يبدو أن أشكال الأشياء تتغير عندما ننظر إليها من أبعاد ومواضع مختلفة ... إن هذا التناقض بين العالم الحقيقى والعالم الذي نراه فعلاً ، هو الذي أدى إلى الكشف عن القوانين الهندسية للمنظور ... وبالرغم من أن هذه القوانين قد بدء في وضعها بطريقة منظمة من القرن الخامس عشر ، إلا أنه حتى اليوم لا غنى للفن والفنانين عن استخدامها.