مقدمة:
يعتبر موضوع اضطرابات النطق واللغة من الموضوعات الحديثة في مجال
اهتمام التربية الخاصة إذ ظهر هذا الاهتمام بشكل واضح في بداية الستينات
، حيث نال هذا الموضوع اهتمام العديد من أصحاب الاختصاص مما أثرى
هذا الاهتمام إلى ما هو عليه الآن .
ويعتبر التواصل من خلال الكلام واللغة عملية معقده ، ولكنها طبيعية
وإنسانية تتطور مع التواصل غير اللغوي للطفل من خلال البكاء ،الابتسامة
، والإيماءات ، وغيرها . أنها تتضمن جوانب معرفية وسمعية ، وتعني
استقبال وإرسال معلومات . أنها تعني كيف يتم ضبط الهواء من أجل إنتاج
الأصوات والتحكم بالعضلات من اجل النطق وفهم الكلام من الطرف الآخر.
ومع أن استخدام الكلام واللغة هو المقصود بالتواصل ، الا ان لدى الإنسان
أيضا نماذج مختلفة من التواصل غير اللفظي عن طريق حركات الجسم
والإيماءات التي تعبر عما يريد الإنسان إيصاله إلى الآخرين .
إن تطور اللغة والكلام يحدث بشكل طبيعي لدى الأفراد الذين لا يعانون من
إعاقات ولكن الفضل في إنتاج الأصوات او الكلام الذي له معنى في الثقافة
الفرد وتكوين اللغة يعتبر دليلا على اضطرابات التواصل .
وعندما يشك في وجود مثل هذا الاضطراب ، فان الحاجة تدعو الى سرعة
تشخيصه وبالتالي علاجه .
وبما ان المعرفة دائما هي نصف العلاج اسمحو لي وضع البعض من
خبراتي ومعلوماتي بين يديكم لتكون مرجع اساسي لكل من الاسره ،
الاخصائي ، معلم التربية الخاصة ، اخصائي علم النفس ، وطلاب التربية
الخاصة ، وكل مهتم في هذا الميدان اسال الله العلي القدير ان ينفعني
وينفعكم
اضطرابات النطق والكلام :
يعرف اضطرابات النطق والكلام بأنها اضطراب ملحوظ في النطق أو الصوت أو الطلاقة الكلامية أو التأخر اللغوي أو عدم تطور اللغة التعبيرية أو اللغة الاستقبالية الأمر الذي يجعل الطفل بحاجة إلى برامج علاجية أو تربوية خاصة.وحتى نطلق على الصعوبة في التواصل اضطراباً لابد أن تتوافر الشروط الآتية:
· الخطأ في عملية إرسال الرسائل أو استقبالها
· إذا اثر هذا الخطأ على الفرد وجعله في صعب تعليما أو اجتماعياً
· إذا أثرت هذه الصعوبة على تعامل الفرد مع الآخرين بحيث يكونون اتجاهاً سلبياً نحوه.
,تنتشر إضطرابات النطق بين الضغار والكبار ، وهى تحدث فى الغالب لدى
الضغار نتيجة أخطاء فى إخرج أصوات حروف الكلام من مخارجها ، وعدم
تشكيلها بصورة صحيحة . وتختلف درجات إضطرابات النطق من مجرد
إلى الأضطراب الحاد ، حيث يخرج الكلام غير مفهوم LISP اللثغة البسيطة
نتيجة الحذف والأبدال والتشويه . وقد تحدث بعض إضطرابات النطق لدى
CLEFT الأفراد نتيجة خلل فى أعضاء جهاز النطق مثل شق الحلق
PALATE
وقد تحدث لدى بعض الكبار نتيجة إصابة فى الجهاز العصبى المركزى
فربما يؤدى ذلك إلى أنتاج الكلام بصعوبة أو بعناء ، مع تداخل ،CNS
وربما ، Dyasrthria الأصوات وعدم وضوحها كما فى حالة عسر الكلام
كل ذلك يحتم ، Mutism فقد القدرة على الكلام تماماً كما فى حالة البكم
على أختصاصى علاج أضطرابات النطق والكلام والتركيز جيداً على طبيعة
وأسبابا الأضطرابات أثناء عملية تقييم حالة الفرد . وغالباً يشمل علاج
اضطرابات النطق أساليب تعديل السلوك اللغوى وحدها أو بالأضافة إلى
العلاج الطبى .
أسباب اضطرابات النطق والكلام :
أولا ً :الأسباب العضوية:
وتتمثل في وجود اضطراب في المناطق المسئولة عن النطق والتفكير والسمع والاستيعاب وتكوين اللغة في المخ يودي إلى اضطراب بهذه الوظائف.وهذه الأمور قد تحدث قبل أو أثناء الحمل والولادة , وقد ترتبط بوجود تاريخ عائلي لبعض هذه الاضطرابات أو باختلاف زمرة دم الأبوين ,أو بتناول الأدويه أثناء الحمل ,أو بتعرض للأشعة , أو بالاصابة ببعض الأمراض , أو أي مشاكل تحث للطفل أثناء الطفولة المبكرة مثل :
· ارتفاع درجة الحرارة
· الالتهابات
· الحوادث
· الإصابات أو الأمراض التي تحدث في أي عمر مثل الحوادث والأمراض والأورام والتقدم في السن.
وترتبط الأسباب العضوية لاضطرابات الكلام واللغة بالآتي :
1- جهاز النطق والكلام:
الذي يمثله الجهاز السمعي والحنجرة واللسان والشفاة وسقف الحلق والأسنان فأي خلل في هذه الأجزاء قد يؤدي إلى اضطرابات كلامية.
2- الدماغ:
وعندما يتأثر الدماغ بأي خلل قد يؤدي إلى اضطرابات النطق والكلام.
ثانيا: الأسباب الاجتماعية (البيئية):
تعود هذه الأسباب إلى التنشئة الأسرية والمدرسية وأساليب العقاب الجسدي الذي يؤدي بدوره إلى الاضطرابات اللغوية.
ويلعب تقليد الأطفال للآباء الذين يعانون من الاضطرابات في الكلام واللغة دوراً هاما ً في الاضطرابات الكلامية واللغوية.
ويؤثر الحرمان الثقافي والبيئي وما يوجد في البيئة من العوامل التي تؤثر على التواصل مثل الرصاص والزئبق والكلور.. وبقية العناصر الكيميائية التي قد تؤدي إلى اضطرابات في اللغة.
كما أن غياب التدريب المناسب للطفل والحرمان الأسري والعيش في الملاجئ والأماكن التي لا تتوفر فيها عوامل التنشئة الاجتماعية المناسبة قد تؤثر على محصول الطفل اللغوي.
ثالثا ً: الأسباب التعليمية:
أن مهارات اللغة والكلام مهارات متعلمة ,لذلك قد يحدث اضطراب في طبيعة التفاعل بين المتحدث والمستمع مما يؤثر في النمو اللغوي لذلك يجب توفير بيئة تعليمية مناسبة للطفل.
رابعاً:الأسباب الوظيفية:
تتيح الاضطرابات جراء استخدام أجهزة الكلام ,ويعتبر الجهاز البلعومي من أكثر الأجهزة التي تستخدم بشكل سيئ والذي يؤدي إلى تلف عضوي في تلك الأجهزة.
خامسا ًً:الأسباب النفسية :
هناك تأثير في الاضطرابات النفسية والعقلية على القدرة في التواصل اللغوي مع الآخرين كما قد توصل إلى أن تكون أسباب عضوية وحرمان الطفل من عطف الوالدين أو إهمال الطفل قد يؤثر نفسياً على الطفل وانعدام الأمن النفسي يؤثر على نموه اللغوي وهناك أدله تشير إلى وجود أثرا للقلق وتوتر على عملية التواصل .ويعتمد النمو العادي للغة عند الأطفال ايضاً على التوافق السيكولوجي الانفعالي السوي .وبعض الأطفال الذين يعانون من إعاقات انفعالية يظهرون اضطرابات في اللغة خاصة في المواقف التي تتضمن نوعا من التواصل الشخصي المتبادل
تصنيفات اضطرابات النطق والكلام:
تتعدد مظاهر الاضطرابات اللغوية وذلك تبعا لتعدد الأسباب المؤدية إليه فهناك بعض الاضطرابات اللغوية المرتبطة بالقدرة على إصدار الأصوات وتشكيلها ومع ذلك فيمكن ذكر المظاهر التالية للاضطرابات اللغوية بشكل عام كما يذكرها هلهان وهيوارد وكيرك.
أولا ً : اضطرابات النطق وتشمل المظاهر التالية:
سبقت مناقشة مراحل عملية الكلام والأجهزة المتضمنة فيها ، وركزنا على
مرحلة الأنتاج أو الأرسال( ممارسة الكلام ) والتى تشمل إخراج الأصوات
وفقا لأسس معينة بحيث يخرج كل صوت متمايز عن الأخر وفقا للمخرج ،
وطريقة التشكيل ،والرنين وبعض الصفات الأخرى . ثم تنظم هذه الأصوات
طبقاً للقواعدالمتفق عليها فى الثقافة المحيطة بالطفل ، لتكون الكلمات والجمل ، والفقرات
..... وهكذا يتصل الكلام . ويعد نطق الأصوات بصورة صحيحة يظهر
الكلام مضطرباً . وهناك أربعة مظاهر أو أنواع لأضطرابات النطق والكلام
تشمل الحذف ، والأبدال والتشويه ، والأضافة . وسوف نستعرض هذه
الأنواع بشىء من الايجاز فيما يلى :-
التحريف / التشويه Distortion :
يتضمن التحريف نطق الصوت بطريقة تقربه من الصوت العادى بيد أنه لا
يماثله تماماً .. أى يتضمن بعض الأخطاء . وينتشر التحريف بين الصغار
والكبار ، وغالباً يظهر فى أصوات معينة مثل س ، ش ،، حيث ينطق
صوت س مصحوبا بصفير طويل ، أو ينطق صوت ش من جانب الفم
واللسان .
للاشارة إلى هذا النوع من Lisping( ويستخدم البعض مصطلح ثأثأة (لثغة
اضطرابات النطق .
مثال : مدرسة – تنطق – مدرثة
ضابط – تنطق – ذابط
وقد يحدث ذلك نتيجة تساقط الأسنان ، أو عدم وضع اللسان فى موضعه
الصحيح أثناء النطق ، أو الأنحراف وضع الأسنان أو تساقط الأسنان على
جانبى الفك السفلى ، مما يجعل الهواء يذهب إلى جانبى الفك وبالتالى يتعذر
على الطفل نطق أصوات مثل س ، ز .
ولتوضيح هذا الأضطراب يمكن وضع اللسان خلف الأسنان الأمامية – إلى
أعلى – دون أن يلمسها ، ثم محاولة نطق بعض الكلمات الى تتضمن
أصوات س / ز مثل : سامى ، سهران ، زهران ، ساهر ، زاهر ، زايد .
الحذف OMISSION :
فى هذا النوع من عيوب النطق يحذف الطفل صوتاً ما من الأصوات التى
تتضمنها الكلمة ، ومن ثم ينطق جزءاً من الكلمة فقط ، قد يشمل الحذف
أصواتاً متعددة وبشكل ثابت يصبح كلام الطفل فى هذه الحالة غير مفهوم
على الأطلاق حتى بالنسبة للأشخاص الذين يألقون الأستماع اليه كالوالدين
وغيرهم ، تميل عيوب الحذف لأن تحدث لدى الأطفال الصغار بشكل أكثر
شيوعاً مما هو ملاحظ بين الأطفال الأكبر سناً كذلك تميل هذه العيوب إلى
الظهور فى نطق الحروف الساكنة التى تقع فى نهاية الكلمة أكثر مما تظهر
فى الحروف الساكنة فى بداية الكلمة أو فى وسطها
الأبدالSubstitution :
توجد أخطاء الابدال فى النطق عندما يتم اصدار غير مناسب بدلاً من
الصوت المرغوب فيه ، على سبيل المثال قد يستبدل الطفل حرف (س)
بحرف (ش) أو يستبدل حرف (ر) بحرف (و) ومرة أخرى تبدو عيوب
الأبدال أكثر شيوعاً فى كلام الأطفال صغار السن من الأطفال الأكبر سناً ،
هذا النوع من اضطراب النطق يؤدى إلى خفض قدرة الآخرين على فهم
كلام الطفل عندما يحدث بشكل متكرر .
الأضافةAddition :
يتضمن هذا الاضطراب إضافة صوتاً زائداً إلى الكلمة ، وقد يسمع الصوت
الواحد وكأنه يتكرر . مثل سصباح الخير ، سسلام عليكم ،قطات .....
خصائص اضطرابات النطق :
- تنتشر هذه الأضطرابات بين الأطفال الصغار فى مرحلة الطفولة المبكرة
- تختلف الأضطرابات الخاصة بالحروف المختلفة من عمر زمنى إلى آخر
- يشيع الإبدال بين الأطفال أكثر من أى اضطرابات أخرى .
- إذا بلغ الطفل السابعة واستمر يعانى من هذه الاضطرابات فهو يحتاج إلى
علاج .
- تتفاوت اضطرابات النطق فى درجتها ، أو حدتها من طفل إلى آخر ومن
مرحلة عمرية إلى آخرى ، ومن موقف إلى آخر ....
- كلما استمرت اضطرابات النطق مع الطفل رغم تقدمه فى السن كلما
كانت أكثر رسوخاً . وأصعب فى العلاج .
- يفضل علاج اضطرابات النطق فى المرحلة المبكرة ، وذلك بتعليم الطفل
كيفية نطق أصوات الحرف بطريقة سليمة ، وتدريبه على ذلك منذ الصغر.
- تحدث اضطرابات الحذف على المستوى الطفلى أكثر من عيوب الأبدال
أو التحريف .
- عند اختبار الطفل ومعرفة امكانية نطقه لأصوات الحروف بصورة سليمة
فإن ذلك يدل على إمكانية علاجه بسهولة .
أسباب اضطرابات النطق :
يصعب تحديد سبب معين لاضطرابات النطق ،نظراً لأن الأطفال الذيين
يعانون من هذه الاضطرابات لا يختلفون إنفاعلياً ، أو عقلياً ، أو بدنياً
(جسمياً ) عن أقرانهم . وفى معظم الحالات نجد أن قدرة الأطفال . الذين
يعانون من اضطرابات نطق نمائية – على التواصل محدودة لدرجة أن من
يسمعهم يعتقد أنهم أصغر من سنهم بعدة سنوات ، وقد يتم تصنيف ذلك على
انه اضطراب فى النطق نتيجة خطأ فى تعلم قواعد الكلام ( أسس تنظيم
أصوات الكلام ) . وبصورة عامة فقد تشترك إضطرابات النطق مع غيرها
من اضطرابات الكلام فى أسباب عامة ، بينما قد ترجع ‘لى بعض الأسباب
النوعية يمكن إيجازها فيما يلى :
الإعاقة السمعية :
من المعروف أنها تتعلق بمرحلة الاستقبال من عملية الكلام ، وهى أهم
مرحلة حيث تمارس حاسة السمع عملها قبل ولادة الطفل بثلاثة أشهر تقريباً
، وتعمل على تكوين الحصيلة اللغوية التى تمكنه من ممارسة الكلام عندما
تصل الأجهزة المعينة درجة النضج المناسبة لذلك . ولا يقتصر تأثير الإعاقة
السمعية على الحاسة فحسب بل يؤثر بصورة أساسية على عملية الكلام ،
وقد يحدث فقد عصبى ( إذا كانت الأصابة فى الأ ذن الخارجية أو الوسطى
) ، وقد يحدث فقد عصبى إذا كانت الأصابة فى الأذن الداخلية . ويعد فقد
السمع من أهم مسببات اضطرابات النطق والكلام النمائية . وقد سبقت
مناقشة وظيفة حاسة السمع على عملية الكلام . وجدير بالذكر أنه إذا حدث
فقد السمع فى الصغر كان تأثير ذلك على عملية الكلام أكثر حدة . كما تزداد
اضطرابات النطق والكلام كماً وكيفاً بزيادة درجة فقد السمع ، فقد يستطيع
الطفل سماع بعض الأصوات دون الأخرى ، وبالتالى يمارس ما يسمعه فقط
أسباب ادراكية حسية :
يستخدم المتخصصون فى علاج اضطرابات النطق والكلام – منذ سنوات
مضت التدريب على التمييز السمعى كجزء من علاج اضطرابات النطق .
بضرورة اختبار قدرة Van riper & Irwin وقد أوصى فان ريبروإرروين
الأطفال الذيين يعانون من اضطرابات نطق وظيفية على التمييز بين
الأصوات غير الصحيحة التى ينطوقها وتلك الصحيحة . فعلى سبيل المثال
الطفل الذى يقول " اللاجل لاح بعيد " قد لا يستطيع التميز بين صوت (ر ،
ل ( فى كلام الآخرين، وقد يستطيع تمييز ذلك فى كلام الآخرين بينما لا
يستطيع ذلك بالنسبه لكلامه هو .
ورغم أن كثر من الدراسات أوضحت وجود علاقة بين عدم القدرة على
التمييز السمعى وإضطرابات النطق لدى الأطفال ، إلا أنه لا يوجد دليل
واضح على أيهما يسبق الآخر ، بيد أن قدرة الطفل على الإنتباه إلى كلام
المحيطين به ، والتركيز عليه دون الأصوات الأخرى فى البيئة ، بما يساعده
على إستخدام الأصوات التى يسنعها فى نطق كلماته الأولى .. كل ذلك
يعكس قدرته على التمييز السمعى . ومع ذلك فقد ذهب البعض إلى أن
الأطفال يقضون عدة سنوات يستمعون إلى كلام الآخرين ، وقد يساعدهم
ذلك على تنمية القدرة على التمييز السمعى وبالتالى نطق الأصوات بصورة
صحيحة . ويرى البعض الآخر أن قدرة الطفل على نطق الصوت بصورة
صحيحة قد تسبق قدرته على تمييزه الصحيح .
: Oral – motor difficulties المشكلات الحركية – اللفظية
تزايد الأهتمام خلال السنوات الحديثة بالجوانب الحركية لعملية الكلام خاصة
تلك التى تؤثر بدرجة حادة فى نطق الأصوات ، وتسفر عن إضطرابات فى
النطق ، مثل عدم القدرة على اصدار الحركات المتسقة اللازمة للنطق
وعسر الكلام الناتج عن عدم القدرة على التحكم الإرادى فى ، Apraxia
حركة أجزاء جهاز النطق ، فبعض الأطفال الذين يعانون من اضطرابات
النطق يتميزون بعدم تناسق شكل الفم عند الكلام.
وقد يعرف الطفل الكلمة يبد أنه لا يستطيع القيام بسياق الحركات اللازمة
لنطق الأصوات بصورة صحيحة رغم قدرته على التعبير عن كلامه كتابةً .
وقد نجد مثل هؤلاء الأطفال يبذلون جهداً كبيراً فى محاولة الكلام دون
جدوى ، ومع ذلك فقد ينطقون تلك الكلمات بسرعة وبدون اضطرابات فى
المواقف التلقائية بعيداً عن الآخرين ، ومن هنا تتضح عدم قدرة الفرد على
التحكم الأرادى فى حركات اجزاء جهاز النطق بدرجة مناسبة لممارسة
الكلام بصورة صحيحة . ومن أهم خصائص هذه الحالة أنه كلما زاد
التركيزعلى الجوانب الأرادية زادت صعوبة النطق .
قياس وتشخيص اضطرابات النطق والكلام:
تهدف هذه المقاييس إلى جمع معلومات عن البناء اللغوي لدى الفرد ومحتواه ودلالات الألفاظ واستخدام اللغة ونطق الكلام والطلاقة اللغوية وخصائص الصوت والهدف من التشخيص هو تحديد طبيعة اضطراب التواصل ومعرفة مدى قابليته للعلاج، ويتطلب ذلك دراسة حالة الطفل التي يجب أن تحتوي على المظاهر النمائية والتطورية لدى الطفل.
ويجب أن تشمل عملية التقييم النواحي الآتية:
1. فحص النطق وتحديداً أخطاء النطق عن الطفل.
2. فحص السمع لمعرفة هل سبب الاضطراب يعود لأسباب سمعية.
3. فحص التمييز السمعي بهدف تحديد مدى قدرة الطفل على تمييز الأصوات التي يسمعها .
4. فحص النمو اللغوي لتحديد مستوى النمو اللغوي لدى الطفل ومعرفة ذخيرته اللفظية وقياسها مع العاديين.
عملية القياس يجب أن يقوم بها فريق متخصص يتكون مما يلي:
1. أخصائياً في الأعصاب.
2. أخصائيا في علم النفس.
3. أخصائياً اجتماعياً.
4. أخصائياً في سمع.
5. معلم في التربية الخاصة.
وقياس العوامل النفسية المرتبطة باضطرابات التواصل تأخذ واحداً أو أكثر من الأشكال التالية:
1- المنحنى التشخيصي العلاجي:
ويركز على دراسة خصائص الفرد السلوكية ويفترض هذا المنحى بأن الاضطرابات في التواصل ناتجة عن خلل نمائي أو اضطراب نفسي وبعد تحديد أسباب الاضطراب يقدم العلاج المناسب، وقد يشمل العلاج تحليل مهارات الفرد الكلامية واللغوية لدى الفرد وتحديد المهارات التي يفتقر إلى تدريبه عليها.
2- المنحنى السلوكي التعليمية:
يقيم هذا الاتجاه اضطرابات اللغة والكلام على أساس مبادئ التعلم السلوكي الإجرائي ويحدد المثيرات البيئية واللفظية ذات العلاقة بالاضطراب التواصلي وتحديد المفردات وطرق تعديل السلوك المفيدة في العلاج.
3- المنحنى التفاعلي بين الشخص:
ويركز هذا المنحى على تحديد مواطن الضعف والقوى لدى الفرد في مجال استخدام الكلام اللغة في الاتصال مع الآخرين بهدف تنظيم الأنماط السلوكية المناسبة لدى الفرد.
4- المنحنى النفسي التحليلي:
ويهدف هذا المنحى إلى تحديد العوامل النفسية والانفعالية ذات العلاقة باضطرابات التواصل خاصة في غياب الأسباب البيولوجية أو عضوية قد تكون مسئولة عن الاضطراب ويعتقد أصحاب هذا المنحى بأن الأفكار المكبوتة في اللاشعور هي المسئولة عن حدوث الاضطرابات ولذلك فإن العلاج ينصب على إخراجها من اللاشعور إلى الشعور، وقد يفيد في العلاج الاختبارات الاسقاطية والدراما.
5-المنحنى البيئي:
ويهدف إلى دراسة جميع الخصائص الشخصية والأبعاد البيئية التي تربط باضطرابات التواصل وتكون عملية القياس والتشخيص منصبة على تقييم ديناميكيات الشخصية لدى الفرد ومهاراته اللفظية وغير اللفظية ومهاراته في التواصل الاجتماعي.
العوامل التي ساعدت في انتشار اضطرابات النطق والكلام:
· الإعاقات السمعية وضعف السمع والقصور في التمييز السمعي.
· ربط اللسان.
· خروج اللسان للخارج.
· عدم تطابق الفكين.
· شلل في عضلات النطق.
· عدم وجود تناسق في عضلات النطق.
· إصابة أحد الوالدين باضطرابات النطق.
· تقليد الطفل للوالدين المضطربين النطق.
· مستوى الأسرة الثقافي والاجتماعي.
· ترتيب الطفل في الأسرة.
· حجم الأسرة
علاج مشكلات النطق والكلام:
إن الهدف الرئيسي للعلاج يتمثل في تدريب الطفل على إصدار الأصوات غير الصحيحة بطريقة صحيحة ويكون البرنامج على شكل جلسات علاجية قد تكون فردية أو جماعية أو مشتركة معاً يقوم بإعدادها أخصائي عيوب النطق ولكل طبيب خبرته الخاصة في ذلك ولكن تجدر الإشارة بأنه يجب على الطبي أو الأخصائي أن يقوم بما يلي:
1 - قياس معامل ذكاء الطفل لاستبعاد مشاكل التخلف العقلي.
2 - إجراء دراسة حالة للطفل تشمل أسرته وطرق تنشئته والأمراض التي أصيب بها ومشكلات النمو المختلفة.
3- تشخيص الاضطراب ومعرفة سببه هل هو نفسي أم سيكلوجي غيره، ومعرفة نوع هذا الاضطراب وشدته والعلاجات التي استخدمت مع الحالة والتأكد من أن الحالة لا تعود إلى مشكلات في السمع.
4- مراقبة الطفل من خلال اللعب الحر ومشاهدته في التحدث والقفز وغيرها.
5-ملاحظة قدرة الطفل على التوازن.
6-ملاحظة مشاكل الطفل هل هي عدوانية أم انسحابية أم غيرها.
بعد القيام بهذه الإجراءات ترسم الخطة العلاجية وقد تكون فردية أو جماعية وعلى المدرس أو الأخصائي القيام بما يلي:
* توظيف ما تعلمه الطفل من أصوات جديدة أثناء القراءة الجهرية.
* مساعدة الطفل على التعرف على الكلمات من خلال تدريبه على التهجئة التي تحتوي على الأصوات التي يتدرب عليها في البرنامج العلاجي.
* إشراك الطفل في نشاطات خاصة بالنطق واللغة وتعليمه طرق إخراج الأصوات المختلفة وتدريبه على تمييز هذه الأصوات.
* عدم الاستهزاء من لغة الطفل.
* أن يعي ويحدد الأصوات المراد تعليم الطفل عليها في البرنامج العلاجي وأن يعزز الطفل على تقليدها عن طريق التشجيع والاستحسان أو الجوائز المادية أو غيرها.
* تحويل الطفل إلى طبيب نفسي إذا كانت مشكلاته تعود لأسباب نفسية كالخجل مثلاً.
ولا تكتمل خطة العلاج بدون ما يلى:-
إرشاد الوالدين:
القلقين بخصوص تلافي أسباب اضطرابات الكلام وخاصة عدم إجبار الطفل الأيسر على الكتابة باليد اليمنى وتجنب الإحباط والعقاب وتحقيق أمن الطفل بكافة الوسائل حتى يكتسب الطلاقة في الكلام والابتعاد عن التصحيح الدائم لكلام الطفل حتى بقصد العلاج.
العلاج النفسي:
لتقليل اتجاه الخجل والارتباك والانسحاب التي تؤثر على الشخصية وقد تزيد من الأخطاء والاضطرابات، وعلاج الطفل القلق المحروم انفعالياً وإفهام الفرد أهمية العملية الكلامية في نمو وتقدمه في المجتمع وتشجيعه على بذل الجهد في العلاج وتقوية روحه المعنوية وثقته بنفسه وإماطة اللثام عن الصراعات الانفعالية وحلها وإعادة الاتزان الانفعالي وحل مشكلات الفرد وعلاج فقدان الصوت الهستيري بالإيحاء والأدوية النفسية، ويجب الاهتمام بالعلاج الجماعي والاجتماعي، والعلاج باللعب وتشجيع النشاط الجسمي والعقلي كذلك يجب علاج حالات الضعف العقلي.
العلاج الكلامي:
عن طريق الاسترخاء الكلامي والتمرينات الإيقاعية في الكلام، والتعليم الكلامي من جديد والتدرج من الكلمات والمواقف السهلة إلى الصعبة، وتدريب اللسان والشفاه والحلق (مع الاستعانة بمرآة)، وتمرينات البلع والمضغ (لتقوية عضلات الجهاز الكلامي)، وتمرينات التنفس، واستخدام طرق تنظيم سرعة الكلام (التروي والتأمل)، والنطق المضغي وتمرينات الحروف الساكنة والحروف المتحركة والطريقة الموسيقية والغنائية في تعليم كليات الكلام والألحان.
العلاج الطبي:
لتصحيح النواحي التكوينية والجسمية في الجهاز العصبي وجهاز الكلام والجهاز السمعي وأحياناً العلاج الجراحي (سد فجوة في سقف الحلق)، وعلاج الأمراض المصاحبة لاضطراب الكلام.
الآن وقد عرفنا ما يجب أن نعرفه ، وتعلمنا ما يجب أن نتعلمه عن
اضطرابات النطق ، وما علينا إلا الاستمرار والمداومة على
التدريبات ، ومراقبة مدى التزامنا بتطبيق المهام المطلوبة منا .
وإن فشلنا في مرة أو أكثر فلا تعتبر ذلك النهاية ، ولكن لنحاول مرة
وأخرى وثالثة وعاشرة ولا نيأس.
قال تعالى ( إِنَّه لا ييأس مِن روحِ اللَّهِ إِلا الْقَوم الْكَافِرون ) .
واخيراً
وتعلم من الفشل كيف تصل إلى النجاح ، يقال أن أحد العلماء فشل في ١٠٠
تجربة لحل مشكلة ما ، فلما سئل هل أنت حزين من كل هذا الفشل ؟ قال :
لا ، لأني عرفت ١٠٠ طريقة لا تؤدي إلى الحل الصحيح .
ساحة النقاش