<!--<!--<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} table.MsoTableGrid {mso-style-name:"Table Grid"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-unhide:no; border:solid windowtext 1.0pt; mso-border-alt:solid windowtext .5pt; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-border-insideh:.5pt solid windowtext; mso-border-insidev:.5pt solid windowtext; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} --><!--[endif] -->
الشخصية الايجابية هي الأكثر فاعلية
إعداد: د. صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي
لعل كل منا يتمنى أن يتصف بالشخصية الايجابية القادرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وهي أيضا القادرة على تحليل الأمور بطريقة مثالية مكونة تصورا منضبطا للحكم على تلك الأمور وبالتالي سهولة التعامل معها بالشكل الايجابي الفعال.
وسوف يتم من خلال هذا المقال عرض موجز لكتاب ألفه الكاتب الأمريكي ستيفن ر. كافي Stephen R. Covy عن الأعمدة السبعة للشخصية الايجابية، حيث يدعو المؤلف من خلال كتابه إلى التغيير الجذري للأفراد وليس التغيير السطحي أي التغيير من الداخل ليس من الخارج والمقصود به تغيير الجوانب الروحية والوجدانية والتي تعتبر هي القوى الدافعة للإنسان. ويقول "كافي" في كتابه أن على الإنسان أن يسعى جاهدا لاكتساب هذه الأعمدة (العادات) السبعة ودمجها في نسيج حياته اليومية، وقال أيضا أن تلك الأعمدة تعتمد كل منها على الأخرى وفقا لترتيب معين. ومن الجدير بالذكر أن كتاب "كافي" احتل المركز الأول كأكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990.
الأعمدة السبعة التي اتخذها المؤلف كبناءً مترابطا يقام عليه صرح الشخصية الايجابية هي:
1- تبني موقفا ايجابيا دائما Be proactive.
2- اجعل الهدف النهائي لحياتك نصب عينيك طوال الوقت Begin with the end in mind.
3- ابدأ بالأهم ثم المهم وفقا للأولويات Put first things first.
4- فكر بأسلوب يستهدف المكسب لصالح جميع الأطراف Think win/win.
5- ابدأ بالفهم والاستماع الجيد للآخرين قبل أن تتعجل في طرح وجهه نظرك Seek first to understand, then to understood.
6- حقق التعاون الإبداعي الخلاق بينك وبين الآخرين Synergize.
7- اعمل على شحذ طاقتك وقدراتك الجسمية والروحية والعقلية والاجتماعية Sharpen the saw.
وسوف نلقي المزيد من الضوء على كل عادة من العادات السبعة سالفة الذكر:
العادة الأولى: تبني موقف ايجابي دائما، وهي تعني نظرتك الشخصية للأمور وأن تكن مبادرا ايجابيا وأن لا تسأل عما يقدمه الآخرون لك بل يجب أن تسأل نفسك أولا عما يمكن أن تقدمه أنت لهم. وهنا يشير المؤلف أن الإنسان قادر على أن يختار استجابته لموقف ما من بين العديد من الاستجابات، وأشار أيضا إلى أنه عندما تكون استجابتك ايجابية فلن تنحي باللائمة على الظروف أو ما فعله الآخرون بك بل تسأل نفسك ثم ماذا بعد هذا ؟ لماذا اختار أن أكون تعيسا ؟ ذلك لأنه باستطاعتك أن تختار ما تريده ولن تكون مجرد رجع الصدى للظروف والمثيرات الحتمية التي تحيط بك بل يجب أن تشق هذا الحصار بممارسة حقك في الاختيار والفعل. والشكل التالي يوضح النموذج الايجابي حسب وجهة نظر المؤلف.
الاستجابة |
¬ |
الحرية في الاختيار |
® |
الدافع |
|
|
¯ |
¯ |
¯ |
¯ |
|
|
الإرادة المستقلة |
الضمير |
التخيل |
التوعية ذاتية |
|
العادة الثانية: اجعل الهدف النهائي لحياتك نصب عينيك طوال الوقت، ويصف المؤلف هذه العادة بأنها عادة القيادة الذاتية أي يقود الفرد بنفسه ومن أجل نفسه محددا مسارات حياته وغاياته، ويسترسل المؤلف ويقول أنه من المهم الإجابة عن الأسئلة الآتية وهي:
· ما الهدف الذي أعيش في هذه الحياة من أجله؟
· ماذا سأفعل في حياتي؟
· ما الذي أسعى لتحقيقه؟
· ما هو معيارك الشخصي لمفهوم النجاح وتحقيق ألذات؟
· سل نفسك ما الذي تحب أن تسمعه عنك من أفراد أسرتك وزملائك في العمل وأصدقائك وجيرانك؟
· هل ما تتصور أن سيقولون عنك ما هو أنت وهو ما سعيت أو تمنيت أن تحققه في الحياة؟
انفرد بنفسك وفكر بعمق وحاول أن تحصل على إجابات لهذه الأسئلة.
العادة الثالثة: ابدأ بالأهم ثم المهم لتحقيق هدفك في الحياة وهنا يركز المؤلف على كيفية إدارة ألذات لا إدارة الوقت وقسم المؤلف الإدارة هنا إلى أربعة تقسيمات:
1- إدارة الأزمات وهي تعتبر من الأعمال الهامة والعاجلة والتي لا يمكن التقاعس فيها.
2- الإدارة الذاتية القائمة على المبادىء والقيم وهي تلك التي تحتوي على أعمال هامة ولكنها ليست عاجلة.
3- إدارة أشياء ليست هامة ولكنها عاجلة، وينصح المؤلف هنا بأن لا نضيع الوقت في أشياء ليست هامة حتى ولو تكن عاجلة لتحقيق هدفك.
4- إدارة أشياء غير عاجلة وغير هامة، وأطلق عليها المؤلف أن تلك الأشياء هراء ومضيعة للوقت والجهد ولابد من تجنبها.
ويتضح من تلك العادة أنها تركز على أن المهم هو أن يقوم الإنسان بتنظيم نفسه هو وليس الوقت، حيث أنت الذي تضع معايير ما هو المهم وما هو العاجل وما هو المضيعة للوقت والجهد.
العادة الرابعة: فكر بأسلوب يستهدف المكسب لصالح جميع الأطراف، وهذه العادة تهدف أن تتعاون مع الأخر للوصول إلى حل يحقق المكسب لكما، وأطلق المؤلف على هذه العادة عادة القيادة بين الأفراد Interpersonal Leadership، ولا يعني كونك لطيفا ومهذبا ومتسامحا ولديك رغبة ملحة أن تترك أثرا طيبا لدى الآخرين أن تكون "الخاسر" ولكن هذه العادة تستلزم التوازن بين احترامك لنفسك (بتحقيق أهدافك) واحترامك للآخرين ( بتحقيق أهدافهم). ومن الأهمية بمكان أنه إذا أردت أن تتفاوض بشأن تحقيق هدف ما يتصل بالتعاون مع أناس آخرين فأتفق معهم منذ البداية على أن هدفك هو تحقيق المكسب للجميع وليس لصالح طرف على حساب الطرف الآخر، وأن تحقيق المكسب لجميع الأطراف يحتاج إلى توافر مناخ من الثقة والتعاون البناء.
العادة الخامسة: ابدأ بالفهم والاستماع الجيد للآخرين قبل أن تتعجل في طرح وجهة نظرك، فإن الاستماع الجيد يحتاج إلى جلد وصبر وتحمل وطاقة أكثر مما تتصور للوهلة الأولى، حيث أنه ليس مجرد الصمت إلى حين أن يفرغ المتكلم من حديثه، بل هو التركيز والإصغاء الجيد لفهم وجهة النظر المطروحة، فالإصغاء الجيد لوجهة نظر الأخر لا تعني أنك تتفق مع ما يقوله ولكن تعني أنك تحترم حقه في الاختلاف. ولعلنا نتذكر في هذا الصدد الحكمة القائلة " بأن الله عز وجل خلق لنا أذنان وفم واحد حتى نسمع أكثر مما نتكلم وإذا تكلمنا أوجزنا".
العادة السادسة: حقق التعاون الإبداعي الخلاق بينك وبين الآخرين، حيث ينشأ هذا التعاون الإبداعي عند حدوث نزاع أو اختلاف في وجهات النظر بشأن موضوع معين بين الأفراد والجماعات، وتحاول كل مجموعة استخدام كل ما أوتيت من طاقات في إبداع حل أفضل لهذا الموضوع من حلول المجموعات الأخرى، ويمكن عن طريق ما توصلت إليه كل مجموعة علي حدى خلق ما يطلق عليه التعاون الإبداعي الخلاق بين جميع الآراء والوصول في النهاية إلى نتائج رائعة أفضل بكثير من نتيجة فردية أو رأي مجموعة بعينها.
العادة السابعة: أعمل دائما على شحذ طاقتك وقدراتك الجسمية والروحية والعقلية والاجتماعية، ويقصد المؤلف بهذه العادة صيانة ألآله الوحيدة التي تملكها وهي "أنت" حيث يقصد بشحذ القدرات الجسمية هو ممارسة بعض أنواع الرياضة مثل " الإيروبيك" ورياضة المشي وغيره بغرض تقوية العضلات وزيادة امتصاص الأوكسجين في الدم. شحذ القدرات الروحية فيقصد بها شحذ الهمة وتجديد التزامك بالمبادىء والقيم ويتحقق هذا إما عن طريق القراءة المتعمقة للكتب الدينية أو سماع الموسيقى أو التأمل. شحذ القدرات العقلية ويقصد بها أن تفكر وتخطط لعملك على مدار الأسبوع أو الشهر أو السنة ومراجعة ذلك كله للتأكد من أن حياتك اليومية متوافقة مع مبادئك وقيمك. أما الناحية الاجتماعية فيقصد بها المؤلف أن تسعى في العلاقات الاجتماعية وتكوين صداقات وخلق جو من الود والتآلف مع الآخرين، وأن تتدرب دائما وتحاول أن تكتسب عادة الإصغاء الجيد للآخرين، وأن تتعاون مع من يختلف معك في وجهات النظر لإبداع حل خلاق لمواجهة العقبات والمشاكل التي تحول دون اتفاقكما وذلك بهدف تحقيق الانسجام والتوازن في العلاقة بالنفس وبالأخر.
وأخيرا فإنني أجد على المستوى الشخصي في هذه المقالة ألموجزه عن الشخصية الايجابية الفاعلة المفتاح الذي بواسطته يمكن لأي فرد تملك شخصيته تلك العادات السبعة أن يحل صعوبات ومشكلات تصعب بل تستحيل شخصية سلبية بلا هوية مترددة فقط أن تقترب منها. وعليه فإنني أجد أنه لزاما علينا جميعا أن نعيد النظر فيما ترتكز عليه شخصيتنا من قواعد وعادات محاولين من خلال تلك العادات السبعة سالفة الذكر أن نغير من أنفسنا لنصبح ايجابيين فاعلين لا مترددين مذبذبين.
المرجع:
تبسيط وملخص لموضوع " الأعمدة السبعة للشخصية الايجابية" دعوة للتغيير- د. عزة عبد الغني حجازي- د. رشدي فام منصور- الأسس التربوية لإعداد المدرس الجامعي- الطبعة الرابعة- جامعة عين شمس- 2003.
ساحة النقاش