بقلم د.صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي
كلية الزراعة جامعة عين شمس
حثت مُنظمة الأغذية والزراعة (فاو) في أخر تقاريرها الدول المختلفة على زيادة درجات الاستعداد والمراقبة لفيروس أنفلونزا الطيور عالي الضراوة H5N1، واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لمنع تحوره وإنتاج سلالة فيروسية جديدة يُمكنها الانتقال بين البشر وزيادة مُعدلات الوفيات، وخصوصاً مع دخول فصل الشتاء حيث ينشط الفيروس ويتكاثر بدرجة كبيرة. من المعلوم أن السلالة الحالية لفيروس أنفلونزا الطيور يُمكنها فقط الانتقال من الطيور إلى الإنسان ولا يُمكنها الانتقال من إنسان إلى أخر. من الجدير بالذكر أنه منذ أن ظهر فيروس أنفلونزا الطيور القاتل H5N1 في عام 2003 أصيب به 565 شخص، وقتل منهم 331 وذلك طبقاً لتقديرات مُنظمة الصحة العالمية WHO، حيث سُجلت أخر حالات الوفيات في مطلع شهر أغسطس الماضي بكمبوديا، وتجدر الإشارة إلى أن كمبوديا سجلت خلال هذا العام ثمانية حالات إصابة بشرية من جراء هذا المرض القاتل وأودت جميعها إلى الوفاة. أصيبت صناعة الدواجن حول العالم بخسائر فادحة نتيجة مُعدلات النفوق (الموت) العالية بين الطيور إلى جانب إعدام الطيور المُصابة من جراء الإصابة بهذا الفيروس القاتل، حيث بلغ عدد تلك الطيور أكثر من 400 مليون طائر بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 20 مليار دولار. تُعد مصر واحدة من ستة دول حول العالم استوطن بها المرض واصبح يُشكل المزيد من الخطورة يوماً بعد يوم، لذا فإن وضع خطة للسيطرة والمراقبة سواء على نطاق التربية المنزلية أو التربية التجارية يُعد إجباراً لا اختياراً بغية استئصال هذا المرض بشكل نهائي من البيئة المصرية وإما سوف يبقى هذا المرض تحدياً لكل من الدواجن والإنسان على حد سواء. تقلصت مُعدلات انتشار المرض حول العالم سنوياً من 4000 حالة إلى 302 حالة حتى منتصف 2008 الماضي، ولكن سرعان ما زادت مرة أخرة لتصل إلى حوالي 800 حالة في 2010/2011، مما يُعد مؤشراً هاماً على أهمية إعادة النظر في طرق المكافحة والسيطرة والمراقبة كي يتم استئصال المرض بشكل كامل وعمل برامج تعاون اقليمية ودولية لتبادل الخبرات لمكافحة استيطان المرض والحد من انتشاره.
ساحة النقاش