جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
إن هدف الاستراتيجية الرئيسي هو " تحقيق الأهداف التى تحددها السياسة باستخدام الوسائل الممكنة على خير وجه بحيث تعتبر استراتيجية تعليم المستقبل رؤية مستقبلية. فعند القول إن المعركة الحاسمة هى الهدف المنشود فإن الاستراتيجية تستهدف إعداد الظروف الملائمة للقيام بهذه المعركة لتكون الخسائر أقل والنتائج أفضل. ويحدد " ايدجارفور " هدف الاستراتيجية فى المجال التربوى فى صياغة الاختبارات السياسية فى مجموعة من الإجراءات لتحديد ما يجب عمله تبعا لكل حالة من الحالات التى تنشأ فى المستقبل .
ويمكن القول إن تحديد هدف الاستراتيجية يتم من خلال الاختبارات السياسية وفى ضوء ما تناوله البحث الحالى حول مستويات الاستراتيجية يستنتج مما سبق أن عملية تحديد الأهداف من خلال السياسة تعد أكثر ارتباطا بالمستوى الأول من الاستراتيجية (الاستراتيجية العليا أو القومية) والمستوى الثانى من الاستراتيجية (الاستراتيجية القطاعية) أو المستوى الثالث من الاستراتيجية (الاستراتيجية الوظيفية) وتحديد الأهداف يعتمد على المستوى الأول من الاستراتيجية (الاستراتيجية القومية) والتى توضع فى إطار السياسات القومية وينطبق ذلك أيضا على الاستراتيجيات التنفيذية التى توضع فى إطار الاستراتيجيات الوظيفية (الإجرائية) .كما يمكن للاستراتيجية التربوية أن تحقق الأهداف التالية :
1- الدعوة إلى ربط حركة التربية وإصلاحها بحركة التنمية حتى تؤدى وظائفها الاجتماعية والاقتصادية بما يخدم أهداف التحديث والتقدم.
2- النظرة النقدية الفاحصة التى تقوم على تشخيص الواقع التعليمى وتوضيح نقاط ضعفه ثم اقتراح الحلول المناسبة التى تمكننا من التغلب على نقاط الضعف.
3- الرؤية المستقبلية التى تتجاوز اهتمامات الحاضر ومشكلاته كمحاولة للوصول إلى تصور يلم بمتغيرات العصر واحتمالات المستقبل ويعرض من النماذج والبدائل ما يصلح لقيام نظم تعليمية مرنة متطورة بحيث تتوافق مع كل المتغيرات الحديثة المتطورة والمفيدة .
4- العمل على تقديم خلاصة لتجارب مفيدة فى الفكر التربوى المعاصر وتوفير كثير من الجهود والمحاولات فى اختصار طريق الإصلاح التعليمى بشكل علمى وجذري .
إجراءات تنفيذ الاستراتيجية التربوية
يمكن تحديد أهم إجراءات تنفيذ الاستراتيجية التربوية كما يلى:
1- رسم صورة المجتمع وملامحه الأساسية فى الوقت الحاضر من حيث الواقع الاجتماعي والاقتصادي وسياسته وواقع التعليم وسبل تطويره مستقبلا خلال فترة زمنية محددة من خلال طرق ووسائل معينة.
2- دراسة التحديات والمشكلات الرئيسة التى تواجه واقع التعليم ، ويمكن اﻹجتهاد فى تنفيذ ذلك من خلال الخطوات التالية:
أ- تحديد مشكلات القصور فى الإمكانات المادية والبشرية أو الاثنين معا مع دراسة سبل التغلب على هذا القصور وتوفير التمويل اللازم لذلك عن طريق الميزانية الخاصة بالدولة أو القروض الأجنبية واستغلالها الاستغلال الأمثل لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذا التمويل بحيث يعود بالفائدة فى النواحى المادية والبشرية معا وذلك لضمان استمرارية تنفيذ الاستراتيجية التربوية مستقبلا.
ب- تحديد مشكلات الكيف فى التعليم والعمل على التغلب عليها وذلك فى فترات زمنية متتابعة بحيث كل خطوة تقود إلى الخطوة التى تليها.
ج- توضيح مدى تناسق التنمية التربوية مع باقى جوانب التنمية المختلفة.
3- اعتبار التخطيط عملية مستمرة ونامية ومتجددة فالخطة لا تنتهى بمجرد وضعها وإنما تقوم فى خلال التطبيق وفى أعقابه بتقويم شامل لتأثيرات فروضها ونتائج تنفيذها ومواضع القصور وأسبابه بحيث تؤدى المراجعة والتقويم المرحلى والكلى إلى إيجاد نماذج جديدة من الخطط التعليمية تعبر عن تحسن مطرد فيها.
وتنطلق الاستراتيجية التربوية لتجسد الاعتبارات والمبادئ فى صورة أكثر أدائية وارتباطا بالعمليات التعليمية فالاستراتيجية تمثل قدرة المؤسسة التربوية على التغير الذى ينصب بالتالي على المجتمع ككل فى ضوء إمكانيات النظام التعليمى وتفاعله مع المجتمع ، فطلاب التعليم العام اليوم هم أطباء المستقبل ومهندسوه وضباطه ومعلموه.
و لكى تحقق الاستراتيجية أهدافها ينبغي أن تعتمد على وسائل مادية وأخرى معنوية تختلف باختلاف الوضع الراهن وتكمن المهارة الاستراتيجية فى حسن اختيار الوسيلة أو الوسائل المتاحة والتى قد تحقق توافق الهدف مع الإماكانات. ويرتبط اختيار الوسائل بالقدرة على معرفة كيفية المواجهة بين نقاط الضعف ولا يمكن الوقوف على مرحلة اختيار الوسيلة المناسبة لتحقيق هدف الاستراتيجية وطريقة استخدامها فى مراحل تنفيذ الاستراتيجية حتى تسهم فى الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة لتحقيق الهدف المحدد.ومن ثم يمكن القول إن معظم الوسائل المتاحة تعد ملائمة ومفيدة بقدر إسهامها فى تحقيق الهدف وبقدر مدى الاستفادة منها وتكاملها مع غيرها من الوسائل ومدى ملاءمتها لغيرها من الوسائل.
د. محمد نصحى ابراهيم
ساحة النقاش