تحظى القوى البشرية باهتمام المجتمع لأنها الأداة الرئيسية للإنتاج الذى من أجله وبه تتحقق الأهداف ، فلابد من ضمان الحصول على الأفراد اللازمين لتيسير العمليات المختلفة فى المجتمع ولذا فإن الدول عادة ما تهتم بتخطيط القوى البشرية من أجل تحديد أنواع الأفراد اللازمين لأداء الأعمال ، وكذلك تحديد الأعداد اللازمة من الأفراد لكل عمل .
وتعرف القوى العاملة على المستوى القومي فى أي مجتمع بأنها نسبة معينة من أعداد سكانه فى سن العمل ، قادرين عليه وراغبين فيه ، ويعملون بالفعل فى وظائف معينة ، ويطلق عليهم العمالة (Employment or Manpower).
وتخطيط القوى العاملة هو أحد فروع إدارة الموارد البشرية والتى تفترض أنه من المهم أن تتوفر فرص أفضل لتحقيق الكفاية فى استخدام الموارد البشرية.
ومن أبرز تعريفات تخطيط القوى العاملة ما يلى :
- أنه العملية المنتظمة المستمرة التى يتم بها حصر وتقدير موارد مجتمع ما من القوى البشرية ، ثم تصنيف هذه القوى واستغلالها أو تشغيلها أو توجيهها وتوزيعها بين القطاعات الاقتصادية المختلفة ، بواسطة هيئة مركزية، وفقا لخطة محررة، بقصد تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية معينة فى أقصر وقت ممكن وبأقل تكلفة اجتماعية أو اقتصادية ممكنة.
- أنه العملية التى يتم بها حصر وتقدير موارد المجتمع من القوى البشرية، ثم توجيهها بين قطاعات الإنتاج والخدمات المختلفة بما يحقق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة فى أقصر وقت ممكن وبأقل تكلفة وجهد ممكنين. فعلى سبيل المثال قبل إنشاء المدارس ينبغى إيجاد رأس المال البشرى اللازم لتشغيلها من الهيئة الإدارية والمعلمين في جميع التخصصات، بحيث لا يحدث زيادة فى تخصص فيترتب عليه إهدار فى رأس المال البشرى والمادي، أو يحدث عجز من شأنه ان يُخل بالعملية التعليمية برمتها.
-أنه تأهيل الأفراد للحصول على مؤهلات وظيفية ذات علاقة بسوق العمل ومعترف بها من السلطات العليا للدولة مثل وزارة القوى العاملة ، وزارة التربية والتعليم.
-أنه مصطلح يشير إلى الآليات المستخدمة لتحقيق المتطلبات اللازمة من القوى البشرية لحاجات التوظيف والتنمية.
وترجع أهمية تخطيط القوى العاملة الى عدة أمور من أهمها :
1- يسهم تخطيط القوى العاملة فى توفير المهارات المهنية المطلوبة لتنفيذ خطط التنمية فى أهدافها الكمية والكيفية ، وتقديم الإسهامات الأخرى التى تؤدى إلى تخطيط أفضل وتنفيذ أيسر ، وإدارة مثلى .
2- تهدف الخطط المعتمدة فى تقديرها لاحتياجات المجتمع من القوى العاملة إلى خلق فرص عمل مناسبة لما تعلمه أو تدرب عليه كل فرد؛ هذا من جهة ومن جهة أخرى العمل على ربط التخطيط للتعليم بالحاجة من القوى العاملة المستقبلية .
3- أصبح تخطيط القوى العاملة أو تخطيط التعليم فى ضوء الاحتياجات المستقبلية من القوى البشرية ضرورة لكى يقوم النظام التعليمى بوظائفه فى تحقيق رخاء المجتمع ورفاهيته .
4- يعمل تخطيط القوى العاملة على تقدير الاحتياجات المستقبلية من القوى العاملة حسب القطاعات المهنية والوظائف ومستوياتها التعليمية، للوصول إلى مرحلة من التوازن بين العرض والطلب وبين أوجه القصور فى هيكل القوى العاملة وهيكل التعليم .
5- يسهم تخطيط القوى العاملة فى توفير خريجين لسد احتياجات سوق العمل فى مختلف التخصصات .
6- يعمل تخطيط القوى العاملة على الحد من البطالة الناتجة عن فقدان التوازن بين العرض والطلب.

<!--<!--<!--

أسلوب تقدير الاحتياجات من القوى العاملة:

 Manpower Requirements Approach

وهو من الأساليب الأكثر شيوعا ، إذ يرجع إلى العقد الثانى للحرب العالمية الثانية حيث شهدت هذه الفترة زيادة فى القوى العاملة الزراعية، حيث كانت هناك حاجة ماسة إلى رأس المال . وينطلق هذا الأسلوب من التسليم المبدئى بأن من أولى مهام جهاز التعليم فى المجتمع تزويد الأيدى العاملة بالإمكانات والمهارات التى يتطلبها النشاط الاقتصادى فى مختلف القطاعات ، و ينبغى أن يوجه جهاز التعليم لخدمة متطلبات الإنتاج والاقتصاد القومى. 

وبناءا على ذلك فإن التخطيط التعليمى يعتمد على تقدير ما يحتاجه المجتمع من التعليم بمراحله وأنواعه فى فترة زمنية محددة، ويقدر ذلك غالبا على أساس ما يحتاجه المجتمع من قوى عاملة فى التخصصات الوظيفية المختلفة التى تحتاجها خطة التنمية. 

كما أن التخطيط للقوى العاملة يجب ألا يقتصر على الجوانب الكمية بل يشمل أيضا الجوانب النوعية ، كالتخطيط قبل إنشاء أو إلغاء  تخصصات معينة فى بعض الكليات. 

ويتضمن تخطيط التعليم طبقا للاحتياجات من القوى العاملة مجموعة من العمليات والإجراءات المتداخلة والمتفاعلة فيما بينها وهى تتحدد فى الخطوات التالية :

1-   تشخيص وتقويم الوضع الراهن .

2-   تقدير العرض من القوى العاملة .

3-   تقدير الطلب على القوى العاملة .

4-   الموازنة بين جانبى العرض والطلب .

5-   تقديم المقترحات .

د. محمد نصحى ابراهيم

  • Currently 31/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 4760 مشاهدة
نشرت فى 31 مايو 2011 بواسطة drnoshy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

196,204