1 - مرحلة تشخيص وتقويم الوضع الراهن ويتضمن :
أ - تحليل الواقع الحالى للنظام التعليمى :
تعد دراسة الأوضاع القائمة للنظام التعليمى وتحليلها من العمليات الأساسية للبدء فى التخطيط لأى نظام تعليمى ، فبدون فكرة متكاملة عن هذا النظام من حيث مكوناته ، ومشكلاته ، واتجاهات نموه ، وطبيعة المجتمع الذى يؤثر فيه ويتأثر به لا يمكن البدء فى التخطيط للنظام التعليمى وعلى هذا يبدأ التخطيط من الواقع ، ودراسة الموقف التعليمى الراهن تكون عن طريق التعرف على خصائص الدولة والسياق السياسى والاقتصادى وانعكاساته على القطاع التعليمى.
وبصفة عامة لدراسة وتحليل الواقع الحالى للنظام التعليمى لابد من دراسة وتحليل الحقائق والمعلومات المتعلقة بالجوانب التالية :
- جمع الدراسات التفصيلية للسكان من حيث إعداد السكان ، ومعدلات الزيادة الطبيعية المتوقعة فى إعداد السكان خلال فترة الخطة ، وتوزيع السكان حسب (فئات السن والنوع)، ومعدل المواليد بالنسبة لمعدل الوفيات.
- حصر أعداد المعلمين الموجودين بسوق العمل، وتقدير الاحتياجات اللازمة منهم على المدى القريب والمتوسط والبعيد ، ودراسة التغييرات التى يمكن أن تؤثر على التعليم والتنبؤ باتجاهات التغيرات ومداها.
- تحليل حالة النظام التعليمى الراهنة من حيث نوع الخدمة التعليمية ، والفصول ، وحجم المدارس ، ومعدل المتعلمين بكل فصل ، ومعدل المعلمين.
- مدى الإقبال والطلب على التعليم ، وموقف المجتمع من تعليم المرأة ، ومستوى الأمية فى المناطق الجغرافية المختلفة ( ريف - حضر).
ويتم جمع البيانات والإحصاءات من مصادر مختلفة منها :
الملفات الموجودة بالإدارات التعليمية ، النشرات والمطبوعات والإحصائيات الموجودة بالجهات الحكومية ، المقابلات الشخصية مع المسئولين بالتعليم على أن مثل هذه الدراسات لواقع النظام التعليمى لابد من القيام بها قبل البدء فى تحديد جملة الاحتياجات التربوية المرجوة والتى يحددها عادة الفرق بين الوضع الراهن ، وبين الأهداف البعيدة المرجوة .
ب - تقويم النظام التعليمى :
إن رسم أهداف طموحة جدا دون صلة بواقع النظام التعليمى من شأنه أن يقود الخطة إلى الفشل ، فتقييم الوضع التعليمى الراهن لا يتيح تحديد الأهداف وتبريرها فحسب بل تقدير ملائمتها أيضا . إلا أن الأهداف المرسومة ينبغى ألا تكون غايتها الوحيدة تدارك المشكلات الواقعية أو الممكنة، وإنما يجب أن تعكس رؤية شاملة مرجوة للنظام التعليمى.
ويعتبر التقويم من أهم عناصر استراتيجية التخطيط التعليمي، فعن طريقه يمكن علاج الأخطاء بما يكفل سير الخطة التعليمية والإلمام بجوانب نجاح أو فشل الخطط التعليمية وأسباب ذلك ، والعوامل التى أثرت فيها سلبا وإيجابا مما يقود إلى تصورات كاملة ومفصلة تساعد فى التخطيط للنظام التعليمى الحالى،
وتستخدم نتائج التقويم فى رفع مستوى عملية التخطيط ، وزيادة فعالية الخطة التعليمية ، وبيان مدى كفاءتها وتأثيرها على النظام التعليمى ، مما يساعد فى صياغة السياسات للخطط التعليمية التالية .
ويتطلب تقويم النظام التعليمى توافر بيانات عن إعداد المتعلمين المسجلين بالمدارس حسب ( فئات السن والنوع) ، ومستوى الدراسة ونوعها ، ونسب المعلمين ، والمعلمين الأوائل لكل مرحلة بالإضافة إلى نسب المعلمين إلى إعداد المتعلمين، ومعدلات الرسوب ، ومعدلات التسرب ، ومعدلات النجاح في سنة الأساس بالخطة.
2 - تقدير جانب العرض من القوى العاملة ( المعلمين) :
يرتبط مفهوم العرض والطلب (Supply & Demand) فى تخطيط القبول بقطاع إعداد المعلمين لارتباط الإعداد بالوظيفة ارتباطا مباشرا ، فتقدير الأعداد الملاءمة كما وكيفا من المعلمين يستلزم دراسة المعروض من القوى العاملة فى الوقت الحالى . والمعروض من المعلمين هو ما ينتجه النظام التعليمى القائم خلال سنوات الخطة من طاقة عاملة تحمل مؤهلات تعليمية معينة ، بالإضافة إلى الأعداد الحالية من المعلمين، بينما يمثل الطلب الأعداد المستقبلية التى يحتاج إليها مرفق التعليم من المعلمين فى تخصصات معينة. ويتضمن تقديرجانبي العرض والطلب من القوى العاملة الموازنة فيما بينهما والسعى من أجل تنمية مهارات المعلمين وزيادة قدرتهم للمساهمة فى تحقيق التنمية، وذلك من خلال التعاون بين مؤسسات الإعداد وجهات التوظيف. وكمية العرض من القوى العاملة لأى فئة من فئات الهيكل الوظيفى في أى سنة من سنوات الخطة و تعتمد على ما يأتى :
1- أعداد المعلمين فى سنة الأساس بالخطة تبعا للمؤهلات التعليمية والسن والنوع.
2- الأعداد المتوقعة من خريجين كليات التربية خلال سنوات التنبؤ بالخطة .
3- الخارجون من سوق العمل ويمثلون الفاقد السنوى من أفراد القوى العاملة من فئة المعلمين ، نتيجة الوفيات أو الإحالة للمعاش أو الهجرة أو التقاعد أو الاستقالة أو غير ذلك من الأسباب خلال سنوات الخطة.
وبمعرفة أعداد المعلمين يتم تقدير مدى إمكانية تزويد المدارس بالمعلمين لسد العجز منهم .
و يهدف تخطيط القوى البشرية إلى التنبؤ بتقدير الاحتياجات المستقبلية من القوى العاملة وإذا أتيح للمخطط التعليمى ذلك فإنه يؤدى بدوره إلى تنمية النظام التعليمى وزيادة كفاءته. كما يقوم أسلوب التنبؤ بالقوى البشرية على التنبؤ بالطلب من القوى البشرية المتعلمة اللازمة للعمل فى المستقبل .
ويُمر تقدير الاحتياجات من المعلمين خلال سنوات الخطة بالخطوات الآتية:
- تقدير أعداد المتعلمين المتوقعة حتي سنة الهدف.
- اختلاف معدل معلم / متعلم بمراحل التعليم العام فإذا ازداد معدل المتعلمين بالنسبة للمعلمين دل ذلك على الاحتياج لأعداد أكثر من المعلمين.
- معدلات التدفق المطلوب ( حجم قوة العمل ) .
ولتقدير إجمالى الحجم من قوة العمل يلزم معرفة أعدادالمتعلمين المقيدين بمراحل التعليم العام لكل مرحلة تعليمية وتطور نسبتهم لكل مرحلة إلى المراحل الأخرى .
ونمو أعداد المتعلمين يشير إلى مدى التوسع الذى حدث فى مرحلة معينة من التعليم وذلك خلال خطة الدراسة بداية من سنة الأساس حتى سنة الهدف، ويقصد بتدفق المتعلمين انتقالهم من صف إلى آخر فى مراحل التعليم ومن مرحلة لأخرى مشتملا على معدلات القيد ، ومعدلات النجاح ، ومعدلات الرسوب ، ومعدلات التسرب.
3 - تقدير جانب الطلب من القوي العاملة (المعلمين(:
يهدف تخطيط القوى البشرية إلى التنبؤ بتقدير الاحتياجات المستقبلية من القوى العاملة وإذا أتيح للمخطط التعليمى ذلك فإنه يؤدى بدوره إلى تنمية النظام التعليمى وزيادة كفاءته. وهذا يستتبع بالضرورة أن يستجيب النظام التعليمى ويمد سوق العمل بالمعلمين المطلوبين كما وكيفا .
ويقوم أسلوب التنبؤ بالقوى البشرية على التنبؤ بالطلب من القوى البشرية المتعلمة اللازمة للعمل فى المستقبل .
ولابد من توافر المعلومات الكاملة والإحصائيات القائمة والبيانات التقديرية عن احتياجات مدارس التعليم العام ، بمراحلها فى التخصصات الدراسية المراد التخطيط لها وخطط الدراسة فى تلك المدارس، حتى تستطيع كليات التربية مقابلة هذه الاحتياجات في أثناء تطبيق سياسة القبول بها .
ويُمر تقدير الاحتياجات من المعلمين خلال سنوات الخطة بالخطوات الآتية:
- تقدير أعداد المتعلمين المتوقعة حتي سنة الهدف.
- اختلاف معدل معلم / متعلم بمراحل التعليم العام فإذا ازداد معدل المتعلمين بالنسبة للمعلمين دل ذلك على الاحتياج لإعداد أكثر من المعلمين.
- معدلات التدفق المطلوب ( حجم قوة العمل ) .
ولتقدير إجمالى الحجم من قوة العمل يلزم معرفة أعدادالمتعلمين المقيدين لكل مرحلة تعليمية وتطور نسبتهم لكل مرحلة إلى المراحل الأخرى .
ونمو أعداد المتعلمين يشير إلى مدى التوسع الذى حدث فى مرحلة معينة من التعليم وذلك خلال خطة الدراسة بداية من سنة الأساس حتى سنة الهدف، ويقصد بتدفق المتعلمين انتقالهم من صف إلى آخر فى مراحل التعليم العام ومن مرحلة لأخرى مشتملا على معدلات القيد ، ومعدلات النجاح ، ومعدلات الرسوب ، ومعدلات التسرب.
4 - الموازنة بين جانبى العرض والطلب من القوى العاملة ( المعلمين):
إن جوهر عملية التخطيط هو التوصل إلى أفضل أسلوب لتحقيق التوازن بين المعروض من المعلمين والمطلوب منهم ويمكن إجراء عملية الموازنة على مستويين :
أ‌- الموازنة بين إجمالى الاحتياجات من المعلمين وإجمالى المعروض منهم على أساس النمو المنتظر فى أجهزة التعليم خلال سنوات الخطة .
ب‌- الموازنة بين إجمالى الاحتياجات من المعلمين وإجمالى حجم قوة العمل.
وعلى أساس عملية الموازنة هذه يمكن تحديد أهداف جديدة لنظام تعليم حديث يفى باحتياجات المجتمع فى ظل هذا العصر الحديث .
5 - مرحلة تقديم المقترحات :
ينبغي أن يستند تخطيط القوى العاملة طويلة المدى إلى دوره تخطيطية لا تقل عن خمسة عشر عاما على الأقل وذلك للوفاء بمتطلبات سوق العمل على مدى سنوات الخطة.
وأن يتم التخطيط بصفة دورية لمعرفة مدى التناسب والتوازن بين مخرجات النظام التعليمى واحتياجات المناطق المختلفة وعلى جهاز التخطيط على المستوى القومى مساعدة أجهزة التخطيط على المستوى الإقليمى والمحلى على مواجهة المشكلات التخطيطية، ومد يد العون والخبرة لهذه الأجهزة والتخطيط السليم يجب أن يبدأ من أسفل إلى أعلى ، فيتم أولا وضع الخطط الإقليمية لمقابلة احتياجات الأقاليم المختلفة من المعلمين ، ثم ترسل الخطط إلى المستوى القومى للتنسيق فيما بينها وللتكامل لتشكيل الخطة القومية العامة بما يتناسب مع ممتعلم التنمية الشاملة للبلاد .
ولذلك يراعي عند تقدير الاحتياجات من المعلمين أن يؤخذ فى الاعتبار أهداف وسياسة الخطط القومية للدولة ، وألا يتم التخطيط الإقليمى بمعزل عن الدولة . وعلى الدولة إمداد المؤسسات التعليمية فى الأقاليم بالموارد التمويلية اللازمة لعملية التخطيط للقوى العاملة .
ويرى الكاتب ضرورة وضع خطة مستقبلية خلال سنوات التنبؤ بالخطة، لتحديد إعداد المتعلمين التى يمكن قبولها فى كليات التربية وأعداد المعلمين المتوقع تخرجهم من هذه الكليات، وذلك فى ضوء احتياجات المدارس ، بحيث يتم تعيين جميع الخريجين بهذه الكليات فور تخرجهم، مثلما هو متبع فى كليات الشرطة والكليات العسكرية وغيرها من الكليات والمعاهد التى لها مثل هذه الخصوصية المهنية .
والخلاصة أن التخطيط التعليمى أصبح ضرورة لازمة لأى فعل تعليمى يهدف إلى حسن استغلال الموارد وتوجيه الطاقات سعيا لتحقيق الأهداف والوصول بالمنتج التعليمى إلى مستوى الجودة المنشود.


د. محمد نصحى ابراهيم

  • Currently 25/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 2813 مشاهدة
نشرت فى 31 مايو 2011 بواسطة drnoshy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

196,204