يمثل التخطيط جزءا من أجزاء النظام الإدارى فى الدولة الذى يتسم بالتكامل ، وأحد هذه الأجزاء هو قطاع التعليم ، وتخطيط التعليم يفيد المهتمين بالعملية التعليمية من كافة المستويات ، سواء أكانوا من متخذي القرار أم من القائمين على تنفيذ القرارات ومتابعتها، أم من المعلمين أنفسهم ، لكى يتوصلوا إلى أفضل نظام تعليمى ممكن من خلال التعرف على أحدث النظم ومتابعة آخر التطورات والتطبيقات فى مجال التعليم.
ويتطلب التخطيط التعليمى مشاركة مرنة بين جميع القائمين على عملية التخطيط ، فإمكانية تنفيذ الخطط التعليمية ونجاحها يعتمد على مدى التعاون والتفاهم بين المخططين وتوجد تعريفات عديدة للتخطيط التعليمى تتشابك وتتشابه فيما بينها :
ومن أبرز هذه التعريفات ما يلى :
1- أنه العملية الرسمية لاتخاذ القرارات للمستقبل سواء أكانت هذه القرارات خاصة بالأفراد أم المؤسسات التعليمية .
2- أنه استخدام الموارد فى المجتمع لتحقيق أقصى ما يمكن من احتياجات الأفراد والمجتمع من التعليم .
وهناك عدة خصائص للتخطيط التعليمى من أهمها ما يلي :
1- تختلف إعداد الخطط التعليمية حسب ظروف كل مجتمع وما يصلح لنظام تعليمى معين لا يصلح لنظام تعليمي آخر .
2- يعتبر التخطيط التعليمى عملية متصلة ومنظمة تتضمن أساليب البحث الاجتماعى وطرق التربية والإدارة.
3- التخطيط التعليمى عبارة عن عمليات تساهم فى وضع حلول سريعة للمشكلات التعليمية المعقدة.
و الخطة التعليمية لا تكون من الثبات إلى درجة لا تحتمل التعديل، بل يجب أن يتم تعديلها طبقا للظروف القائمة وفى الوقت المناسب لذلك والتخطيط التعليمي ضرورة لتحقيق جودة النظام التعليمى.
أنواع الخطط التعليمية على حسب الفترة الزمنية
تتحدد نوع الخطة التعليمية تبعا للزاوية التى ينظر إليها عند وضع التخطيط للتعليم ، فمن زاوية فترة التخطيط يقسم البعض الخطط التعليمية إلى خطط طويلة المدى ، وخطط قصيرة المدى ، وهناك من يقسمها إلى ثلاثة أنواع من الخطط وهى خطط طويلة المدى ، وخطط متوسطة المدى ، وخطط قصيرة المدى.
وسوف يستعرض الكاتب التقسيم الثلاثى للخطط التعليمية كما يلى:
1- الخطط الزمنية طويلة المدى : Long Term Plans
وهى تلك الخطط التى عادة ما تمتد لعشر سنوات أو أكثر ، وفيها تتحدد الأهداف البعيدة ، والاتجاهات الرئيسية لتطوير عملية التعليم. وهى تساعد المسئولين عن التعليم على توجيه أبناء الأمة نحو أنواع التعليم المختلفة، وفقا للخطط المرسومة وتبعا للاحتياجات التعليمية على المدى الطويل.
وترسم الخطط التعليمية طويلة المدى الإطار للنمو التعليمى لسنوات كثيرة فى المستقبل وتضع الاتجاهات العامة لهذا النمو ، وتربط النمو فى مراحل التعليم المختلفة ببعض .
والخطط طويلة المدى تعتمد أساسا على أساليب التنبؤ بمختلف أنواعها، فهى تكون أقرب إلى التصور الذى يأخذ شكل استراتيجية مستقبلية، وتتم الخطط التعليمية طويلة المدى على مستوى الدولة لتعالج مشكلات تعليمية كبيرة من خلال تحديد وفحص فرص المستقبل وتهديداته ونتائجه.
2 - الخطة الزمنية متوسطة المدى : Medium term plans
وهى خطط مداها الزمنى أقصر من الخطط طويلة المدى ، ويتوقف تحديد المدى الزمنى على الأهداف الموضوعة وعلى نوعية المشكلات التعليمية المراد التخطيط لعلاجها، كما يتوقف على التمويل المتاح داخليا وخارجيا.
وتهتم الخطط متوسطة المدى بصياغة استراتيجيات للتطبيق ، وذلك عن طريق وضع أهداف أو مقاصد محددة يمكن قياس مدى تحققها مع تحديد الأولويات ووضع نماذج للتطبيق، وأغلب الخطط المتوسطة خطط خمسية كما هو الحال فى خطط التعليم فى مصر. حتى يتمكن قطاع التعليم من إحداث التغييرات المناسبة خلال هذه الفترة وذلك للوفاء بالأهداف الواجب إنجازها والمتمثلة فى تلبية متطلبات خطة التنمية من الكوادر المتخصصة التى تشتد الحاجة إليها. لإحداث نوع من التوازن بين أنواع التخصصات الناقصة أو الزائدة عن الحاجة للوصول إلى الاستخدام الأفضل لتوظيف القوى العاملة فى التنمية.
3 - الخطة الزمنية قصيرة المدى : Short Term plans
ويكون مداها الزمنى عادة عاما واحدا ، وفى هذه الخطط يوجد ارتباط أكثر بالواقع ، واحتمال أكبر للتوقعات والتنبؤات ، وتبنى هذه الخطط على أساس التركيز على مسار التنفيذ الفعلى لمجالات النشاط الجارى لإعطاء مرونة كافية للخطة الخمسية ، وتقسم الخطط الخمسية إلى خطط قصيرة سنوية لتحقق فى مجموعها الأهداف الموضوعة للخطط الخمسية.
وتعمل الخطط قصيرة المدى على تعديل وإصلاح أوضاع معينة فى النظام التعليمى، أو مواجهة مشكلة أو أزمة أو كارثة يتعرض لها المجتمع ، كما تعنى كثيرا بالتفاصيل مثل تحديد الأعداد المنتظر قبولها أو تخرجها من المستويات والأنواع المختلفة من التعليم، وعادة ما تكون الخطط قصيرة المدى مرتبطة بالميزانية العامة وتتضمن برامج عمل وخطط تفصيلية.
<!--<!--<!--
أساليب التخطيط التعليمى
ساحة النقاش