<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif";} </style> <![endif]-->
يتسم العصر الحالى مع بداية العقد الثاني من القرن الحادى والعشرين بالتغير السريع المتلاحق المرتبط بالثورة التكنولوجية التى تعتمد على العقل البشرى والالكترونيات الدقيقة والحواسب الآليه وكذا نوعية المعلومات حول كل شئون الحياة الطبيعية والاجتماعية والأفراد ، فالثورة التكنولوجية مثلت ضرورة ملحةلإستخدام وتوظيف المعلومات المتدفقة بسرعة كبيرة علي أفضل ممكن.
ويتجه العالم نحو تكامل التقدم العلمى والتكنولوجى فى كافة نواحى الحياة وربط كل اكتشاف علمى بالتطبيق . و قدرة المجتمع على تجاوز هذه الثورة مرهون بمدى إدراكه لمعناها وروحها وجوهرها، فهى ليست مجرد آلات وأجهزة تكنولوجية تقتنى ، إنما هى ثورة عقلية وتكنولوجية .
ومع كل ما فى هذه الثورات العلمية والتكنولوجية والتى تحمل فى طياتها احتمالات تقدم ورخاء البشرية فإنه يتخللها مخاوف ومخاطر عالمية ، و تزداد ضغوطها على الدول النامية بصفة خاصة ويتجلى ذلك فى سياسات الخصخصة ، وتخلى الدولة عن بعض مسئولياتها الاجتماعية ، بالإضافة إلى تفشى البطالة ، وبخاصة مع حلول مشروعات التنمية كثيفة المعرفة ورأس المال محل المشروعات المعتمدة على المهارات التقليدية كثيفة العمالة.
وسوف تعمل هذه الثورة على زيادة الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية اتساعاً وعمقاً ، ومن يملك العلم والتكنولوجيا له حق البقاء ، وعلى مجتمعنا أن يسابق الزمن حتى يستطيع مواجهة تحديات المستقبل واكتشافاته ، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال التعليم المتميز .
وعلى المؤسسات التعليمية ومنها كليات التربية أن تقدم التعليم المتميز الذى يقوم على تطوير المعرفة التكنولوجية المتقدمة واستخدامها على أفضل نحو ممكن، فضلا عن الاستجابة للحوار بين الثقافات .
ولضمان فعالية العملية التعليمية بالمؤسسات التعليمية يجب العمل على تحسين نوعية التعليم بها وجعله مرتبطا بالتطور التكنولوجى الحديث بحيث يكون الفرد هو المسئول عن تعليم نفسه وتزويدها بالمعرفة ، وهذا التغير فى علاقة الإنسان بنفسه يجعل من المتعلم إنساناً متميزا.
وينتج عن الثورة التكنولوجية المتنامية التى تخترق الحياة العالمية المعاصرة العديد من الفعاليات التى لابد أن تقوم بها كليات التربية ، حتى تتواصل مع هذه الثورة ، فعلى كليات التربية إعادة النظر فى منظومة التعليم بها لمواكبة التحديات والتغيرات التكنولوجية المستمرة التى تواجه المعلمين فى مراحل التعليم المختلفة.
حيث إن طبيعة العصر وسرعة التغير وثورة الاتصالات والمعلومات ، وما يمكن أن يأتي به المستقبل ، تقتضي الإهتمام والتركيز علي الجانب المعلوماتى للمعلم ، الذى يتطلب الجهود المنسقة والمترابطة فى التدريس والتنمية العلمية والأكاديمية والثقافية قبل الخدمة وأثنائها، بشكل يتفق مع سرعة العصر والتغيرات المتلاحقة .
فأى تطوير وتجديد فى وسائل وأساليب تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات يتطلب مسايرة المعلم له بصفة مستمرة ، والتدريب على كيفية استخدامه، ومعرفة إمكانيات تلك الوسائل والأساليب حتى يمكن تحديد كيفية الاستفادة منها فى مجال التعليم. والمعلم مطالب بذلك أكثر من أى وقت مضى وذلك من خلال تطوير معلوماته ومهاراته للتعامل مع هذه التكنولوجيا كى يظل دائما متواصل مع أحدث ما يستجد فى تخصصه ، وعلى المسئولين بالمؤسسات التعليمية ومنها كليات التربية توفير نظم تكنولوجيا المعلومات وحسن توظيفها لدعم رسالة المعلم باستمرار.
د. محمد نصحى ابراهيم
ساحة النقاش