<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
( عالم البيئـة )
البصمة الكربونية
بقلم:
د/علـى مهـران هشـام
تعد انبعاثات غاز أكاسيد الكربون الناتجة عن نشاطانتا المتنوعة واحدة من العوامل الرئيسية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري (Global Warming) ، وما لها من علاقة مباشرة في تدهور البيئة في العالم. وبناء على ذلك تكمن أهمية قياس معدلات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والتي يستدل منها على مدى مساهمتنا السلبية في زيادة الأحمال البيئية.
من هنا ظهر ما يسمى بالبصمة الكربونية (Carbon Footprint) ، وهو مؤشر يتم من خلاله التعبير عن كمية انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري (النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري) المستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية ووسائل النقل المختلفة ( دراجات بخارية ،سفن ،سيارات، قطارات ،طائرات). والنشاطات الصناعية ... إلخ. ويتم استخدام البصمة على عدة مستويات، حيث تستخدم للتعبير عن معدلات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون على مستوى الفرد و المؤسسات و الدول أو حتى على مستوى عملية إنتاج منتج معين أو على مستوى نشاط معين، وغالبا مايعبر عنها بوحدة الطن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في السنة . (Ton/Year)
الدول العربية ومدنها بحاجة ماسة إلى المشاركة بفعالية في هذا العمل الدولي لتوحيد مقاييس البصمة الكربونية للمنتجات التي تنتج في دولها ومن كافة الأنشطة ، وتنشأ هذه الحاجة مع إستمرار تدهور نوعية الهواء في كافة المدن العربية وخاصة العواصم والمدن الرئيسية الكبرى والتي تعاني من تلوث الهواء والاتربة العالقة بدرجات حادة والتي ينتج عنها عواقب مناخية سلبية في غاية الخطورة إنعكست على تنمية كامل المنطقة العربية مثل الإرتفاع الكبير في حرارة الجو والتصحر وإنخفاض الإنتاج الزراعي وتقلص الغطاء النباتي والفقر المائي وخسارة التنوع الحيوي ( البيولوجي) والتراجع في تأمين الغذاء، فضلا عن تهديد الإستثمارات في العديد من المشاريع الإقتصادية الحيوية.
في دراسة لقياس البصمة الكربونية داخل جامعة القاهرة وجد الانبعاث بحوالي 6.4 طن متري من ثاني أكسيد الكربون مقابل كل طالب منتظم، وذلك بالمقارنة مع مؤسسات تعليمية أخرى في الولايات المتحدة مثل جامعة أريزونا (6.6 طن متري) وجامعة برانديس في ولاية ماساتشوتس (6.3 طن متري).
علي كل حال، نتكون البصمة الكربونية من مجموع جزئين، هما البصمة الرئيسية والبصمة الثانوية. البصمة الرئيسية يتم عن طريقها تحديد الانبعاثات المباشرة لغاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، والتي تتمثل في استهلاكنا للطاقة الكهربائية واستغلالنا لمختلف وسائل النقل من خلال هذه البصمة يمكننا مباشرة التحكم في كمية انبعاثاتنا.
أما البصمة الثانوية فيتم عن طريقها تحديد الانبعاثات غير المباشرة لغاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن دورة حياة المنتجات التي نستخدمها (من مرحلة استخراج المواد الأولية إلى مرحلة التصنيع وصولا إلى مرحلة النقل والتسويق والتوزيع النهائية)، وهي تكون متعلقة بشكل رئيسي بعمليات التصنيع إو بمعني آخر، كلما زاد شراؤنا للمنتجات كلما زادت كمية الانبعاثات.
عموما ، للحد من انبعاثات أكاسيد الكربون وبالتالي تقليل البصمة الكربونية، يجب الالتزام بالتالي:
* الترشيد في استهلاك الكهرباء والماء واستخدامهما بشكل اكثر فعالية.
* استخدام الأجهزة والمعدات ذات الجودة و الكفاءة العالية.
* تخفيض النفايات من المنبع.
* تبني خطة لتحويل وسائل النقل للتشغل بالغاز الطبيعي (وهو نوع نظيف من الوقود يتخلف عن احتراقه انبعاثات أقل).
* إعادة استخدام وتدوير النفايات ( اعتبارها مواد خام جديدة ).
* البحث عن مصادر للطاقة البديلة.
* الترشيد في استخدام و تشغيل أجهزة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء بصورة تتسم بمزيد من الكفاءة والجودة.
* استغلال وسائل النقل الجماعي.
* تبني استراتيجية تشييد المباني الذكية و الخضراء ( الصديقة للبيئة ).
* التوسع في زراعة الاشجار والنباتات والاحزمة الخضراء داخل وحول المناطق العمرانية وخاصة المناطق الصناعية والمزدحمة.
* تقليل نسبة الغازات المنبعثة من الصوبات الزراعية بالإضافة إلى تعزيز عنصر الاستدامة.
* التوعية والتثقيف البيئى والمجتمعي المتواصل.
وخلاصة القول ، إن النجاح في التحكم في معدل الانبعاثات الكربونية وأقناع القطاع الصناعي والخدمي ورجال الاستثمار وكافة افراد المجتمع بفعل نفس الشئ، هو ذاته الوجه المنشود للحفاظ على حياة البيئة والبشر في الحاضر والمستقبل والعيش في صحة وامان واستقرار وحدوث التنمية المستدامة على المدى الطويل.
والله المستعـان،،،
Http//:kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش