<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
( عالم البيئـة )
يـوم مكافحـة التـدخين
بقلم:
د/علـى مهـران هشـام
يشكِّل الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ مصدر قلق عالمي بالغ من جوانبٍ عدة، منها الصحية والاخلاقية والنفسية والتربوية والقانونية والاقتصادية وتلك المتعلقة بمحاربة الفساد.
تحتفل منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ ( سيجار ، سيجارة ، شيشة ) ومكافحة التدخين فى الحادى والثلاثين من شهر مايو من كل عام، لتسلّيط الضوء في هذه المناسبة على المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ ودعم السياسات الفعّالة لمكافحته أو خفض استهلاكه.
تاريخيا ، في عام 1987، دعت جمعية الصحة العالمية الى اعتبار يوم السابع من أبريل ليكون اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، حيث يصادف ذلك اليوم الذكرى السنوية الأربعين لتأسيس منظمة الصحة العالمية وكان الهدف من اليوم العالمي لمكافحة التدخين يتمثل في حض مستخدمي التبغ في أنحاء العالم على الامتناع عن استخدام منتجات التبغ مدة أربع وعشرين ساعة، وكان يؤمل في أن ذلك التصرف قد يقدم المساعدة لمن يحاول الإقلاع عن التدخين .
وفي العام 1988م تغير تاريخ الاحتفال، حيث أصدرت جمعية الصحة العالمية قرارها الجديد، الذي تدعو فيه إلى الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين في الحادي والثلاثين من شهر مايو من كل عام.
عموما ، يحتفل عدد كبير من سكان العالم بهذا اليوم ، لتشجيع المدخنين على الامتناع عن استهلاك جميع أشكال التبغ مدة أربع وعشرين ساعة فى جميع أنحاء العالم ، إضافة إلي جذب الاهتمام العالمى حول السيطرة بشكل واسع على استخدام التبغ، نتيجة للاضرار الصحية الخطيرة التى يحدثها .
يتسبب وباء التبغ وتداوله واستخدامه في مقتل ما يقارب 6 ملايين شخص كل عام، وأكثر من 600 ألف منهم من غير المدخنين الذين يلقون حتفهم جراء استنشاق دخان التبغ غير المباشر ( التدخين السلبي أو اللارادى ). ومن المتوقع أن يحصد الوباء أرواح ما يزيد على 8 ملايين شخص سنوياً بحلول عام 2030 ما لم نتخذ إجراءات صارمة عالميا للتصدي له. وسوف يقع أكثر من 80% من هذه الوفيات بين أشخاص يعيشون في بلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل.
إن مخاطر التدخين كثيرة نوجز منها التالى :
يحتوي دخان التبغ على أكثر من 000 4 مادة كيميائية، منها 250 مادة على الأقل معروف عنها أنها ضارة و50 أخرى معروف عنها أنها تسبب السرطان.
يتسبب دخان التبغ غير المباشر في إصابة الاطفال و البالغين بأمراض قلبية وتنفسية خطيرة، بما في ذلك مرض القلب التاجي وسرطان الرئة. ويتسبب في إصابة الرضّع بالموت المفاجئ. نصف عدد الأطفال تقريباً يتنفسون بانتظام هواءً ملوثاً بدخان التبغ في السكن و الاماكن العامة واكثر من 40% منهم يدخن أحد والديه.
على كل حال، يهدف اليوم العالمي لمكافحة التدخين الى التالي:
= تعزيز الوعي بالضرر الذي يلحق بصحة البشر بسبب الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ، وخصوصاً الشباب والفئات ذات الدخل المنخفض، نتيجة تزايد إتاحة تلك المنتجات وتوافرها بأسعار ميسورة نظراً لانخفاض تكلفتها.
= بيان الكيفية التي يقوِّض بها الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ مكاسب الرعاية الصحية وبرامجها وسياسات مكافحة التبغ، مثل زيادة الضرائب والأسعار، والتحذيرات الصحية المصورة، وغير ذلك من التدابير.
= اظهار كيفية تورط دوائر صناعة التبغ في الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ.
= بيان كيف أن الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ هو أحد وسائل الجماعات الإجرامية لجمع الثروات لتمويل أنشطةٍ إجراميةٍ منظمةٍ أخرى، بما فيها الاتجار بالمخدرات والبشر والأسلحة، وكذلك الأنشطة الإرهابية.
= تشجيع الدول الأطراف في اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ على التصديق على بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ والانضمام الى البروتوكول وتطبيقه وإدخاله حيز النفاذ في أقرب فرصة من خلال الإشراك الفعال لجميع أصحاب المصلحة المعنيين في ذلك.
واخيرا ، يقع على جميع مكونات المجتمع سواء افراد او مؤسسات او متخذي القرارات دور جوهرى فى مكافحة هذه الافة القاتلة والمتسببة بصورة مباشرة او غير مباشرة فى عدم التنمية والنهضة الشاملة للمجتمعات والتي نوجزها فى التالي:
- علي المجتمع أن يدرك التأثيرات الصحية والاجتماعية الضارة المترتبة على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ، بما في ذلك ارتباطه بجرائم الاتجار بالبشر وجرائم المخدرات المنظمة.
- تساعد الأفراد فى المجتمع على الانضمام إلى أنشطة حملة التوعية الخاصة باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، بوسائل منها أدوات التواصل الاجتماعي، والميديا بهدف تعظيم أثر الرسائل و النصائح التي ستصدرها الحكومات ومنظمة الصحة العالمية للحد من الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ.
- علي المؤسسات الأكاديمية إجراء بحوث إضافية حول موضوع الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ لزيادة توثيق آثاره الضارة، وأيضاً حول الفوائد التي ستعود على الصحة وأموال الدولة والاقتصاد والتنمية وايضا مكافحة الأنشطة الإجرامية نتيجة الحد منه.
- يتمثل أحد مجالات البحث الإضافية في الدور النشط الذي تؤديه دوائر صناعة التبغ في دعم الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ.
- يلزم واضعي السياسات إدراك أن الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ لا يسهم فقط في تفاقم وباء التبغ وما يرتبط به من تأثيرات على الصحة وتدهور المجتمع فحسب، ولكن يخلّف أيضاً تداعيات أمنية من خلال تمويل الجريمة المنظمة، بما فيها الاتجار بالمخدرات والبشر والأسلحة، وكذلك الأنشطة الإرهابية.
- التصديق على بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ ضروري للتصدي للتأثيرات المالية والقانونية والصحية المترتبة على الاتجار بهذه المنتجات السامة.
والله المستعـان،،،
ساحة النقاش