نظرية القرود الخمسة !!!
1- أحضر خمسة قرود، وضعها في قفص! وعلق في منتصف القفص حزمة موز، وضع تحتها سلماً، بعد مدة قصيرة ستجد أن قرداً ما من المجموعة سيعتلي السلم محاولاً الوصول إلى الموز، وما أن يضع يده على الموز أطلِق رشاشاً من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين وأرعبهم!! بعد قليل سيحاول قردٌ آخر أن يعتلي نفس السلم ليصل إلى الموز، كرر نفس العملية، رش القردة الباقين بالماء البارد.
2- كرر العملية أكثر من مرة! بعد فترة ستجد أنه ما أن يحاول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول إلى الموز ستمنعه المجموعة خوفاً من الماء البارد.
3- الآن أبعد الماء البارد وأخرج قرداً من الخمسة إلى خارج القفص، وضع مكانه قرداً جديداً لنسميه "ميمون" لم يعاصر ولم يشاهد رش الماء البارد.
4- سرعان ما سيذهب "ميمون" إلى السلم لقطف الموز، حينها ستهب مجموعة القردة المرعوبة من الماء البارد لمنعه وستهاجمه. بعد أكثر من محاولة سيتعلم ميمون أنه إن حاول قطف الموز سينال علقة قرداتية من باقي أفراد المجموعة.
5- الآن أخرج قرداً آخر ممن عاصروا حوادث رش الماء البارد "غير القرد ميمون"، وأدخل قرداً جديداً عوضاً عنه. ستجد أن نفس المشهد السابق سيتكرر من جديد. القرد الجديد سيذهب إلى الموز، والقردة الباقية تنهال عليه ضرباً لمنعه بما فيهم "ميمون" على الرغم من أنه لم يعاصر رش الماء، ولا يدري لماذا ضربوه قبل ذلك، كل ما هنالك أنه تعلَّم أن لمس الموز يعني (علقة) على يد المجموعة. لذلك ستجده يشارك، ربما بحماس أكثر من غيره بكيل اللكمات والصفعات للقرد الجديد، ربما تعويضاً عن آلامه حين ضربوه هو أيضاً.
6- استمر بتكرار نفس الموضوع، أخرج قرداً ممن عاصروا حوادث رش الماء، وضع قرداً جديداً، وسيتكرر نفس الموقف.
7- كرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة ممن تعرضوا لرش الماء حتى تستبدلهم بقرود جديدة! في النهاية ستجد أن القردة ستستمر تنهال ضرباً على كل من يجرؤ على الاقتراب من السلم. لماذا؟ لا أحد منهم يدري!! لكن هذا ما وجدت المجموعة نفسها عليه منذ أن جاءت.
هذه القصة ليست على سبيل الدعابة.
لينظر كل منا إلى طبيعة عمله. كم من القوانين والإجراءات تطبق بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب البيروقراطي غير المقنع منذ الأزل، ولا يجرؤ أحد على السؤال لماذا تطبق بهذه الطريقة؟ بل سيجد أن الكثير ممن يعملون معه - وبالرغم من أنهم لا يعلمون سبب تطبيقها بهذه الطريقة - يستميتون في الدفاع عنها وإبقائها على حالها!!
إن في هذه القصة ترجمة حية لقول الله عزّ وجل في كتابه العزيز "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون" ألم يكن هذا تقريباً جواب كل الأمم لرسلها.
لينظر كل منا في محيطه.. كم من الأحداث والتصرفات والسلوكيات التي يمكن أن تصنف تحت عنوان "الجهالات" والتي نراها يومياً في الطرقات والأسواق والبيوت.. ولا يدري أكثرنا وقد لا يتعب نفسه بالسؤال لماذا هي هكذا.. فمن باب أولى أن لا يحرك ساكناً للتغيير..
والآن، يا ترى من يشبه الآخر؟ الإنسان ؟ ... أم القرد ؟.
ساحة النقاش