الأستاذ الدكتور/ عبدالكريم محمود أبوعيشة

كلية الطب البيطري - جامعة قناة السويس

مرض انفونزا الطيور مازال خطرا يهدد حياة الانسان

 

بداية يجب أن نكون أكثر نشاطا ووعيا وتعلما مما حدث فى الماضى واخص بالذكر هنا حدوث مرض أنفلونزا الطيور فى مصر فى عام 2006، وما كان له من آثار سلبيه على الاقتصاد القومى نتيجة نفوق الطيور وإعدامها للتخلص من المرض وما سببه من رعب بين الناس من حدوث بعض حالات الوفاه التى وصلت حتى اليوم الى 68 حالة من بين 185 حالة إصابة بمصر، وهذا الرعب ليس لعدد الحالات ولكن لإمكانية انتقال هذا المرض من الطيور مباشرة الى الإنسان والذى كان يقتصر على إصابة الدواجن منذ أكثر من 100 عام ،مع شدة مرضية هذا الفيروس، وأيضا إصابة الإنسان لها أهمية من حيث إمكانية تطور هذا الفيروس والذى قد يتحور ويصبح أكثر فتكا بالبشرية،وبالرغم ما تم اتخاذه من إجراءات لمكافحة هذا المرض وللتخلص منه إلا انه مازال متواجد فى بعض المناطق بمصر وهذا نظرا لطبيعة هذا الفيروس وإصابته لأنواع عديدة من الطيور سواء كانت مهاجرة أو مستأنسة كالدواجن وطبيعة البيئة المصرية وكثافة السكان والثرة الحيوانية والظروف البيئية الأخرى التى تساعد على تمكن هذا الفيروس من الاستمرار وما له من قدره على البقاء حى فى مخلفات الطيور لفترة قد تصل الى ثلاثة أشهر، مع سلوكيات بعض فئات المجتمع التى لم تتخذ الإرشادات الصحية على محمل الجد ربما نتيجة الجهل بمدى خطورة هذا المرض أوعدم الأهتمام ،  وهذه من الأسباب التى ساعدت على بقاء هذا المرض وعدم القدرة على التخلص منه، وهنا الخطر الأكبر لان هناك تحدى من هذا الفيروس بمدى قدرته على إصابة أنواع كثيرة من الطيور كما ذكر سابقا والتى من الصعوبة السيطرة عليه مع قدرته على التحوير، لذلك يجب الاهتمام بمكافحة هذا المرض وتجنب الإصابة التى مازالت تحدث بين الحين والآخر، وتجنب الإصابة سهل جدا وبإجراءات بسيطة جدا وبعقلانية لا نريد تكرار ما حدث من هلع ورعب دفعنا للتخلص من ثروة مهمة كلفتنا الكثير ولكن يجب الحفاظ على الوعى باتخاذ بعض الوسائل البسيطة التى تقينا أولا من هذا المرض ثم الدواجن وهى كالتلى:

1-   المتابعة الستمرة للطيور التى تربيها وعند حدوث أى حالات مرضية بين الطيور استدعاء الطبيب البيطرى لتشخيص المرض والتعامل معه مع التخلص الصحى من الطيور المصابة بدفنها أو حركها مع استخدام أبسط المطهرات مثل الجير الحى  مع الحرص بعدم التلامس المباشر مع هذه الطيور باستخدام جوانتى أو حتى كيس بلاستك عازل وغسيل الايدى بالماء والصابون مع عدم ذبح أى طائر مريض لان ذبح الطيور المريضة يساعد على انتشار الإصابة إلى الانسان، ومعظم حالات الاصابة التى حدثت فى الإنسان كانت نتيجة ذبح هذه الطيور المريضة.

2-    الالتزام بذبح الدواجن خارج الكتلة السكنية وعرضها فى ثلاجات داخل المحلات وهذا ما نجده الآن فى عدد من محلات بيع الدواجن ولكن للأسف مازال بعض المحلات داخل الكتلة السكنية والأسواق داخل المدن تذبح الطيور بالمحلات وامام المستهلكين  وهذا خطر يعرض الإنسان الى الإصابة ويزيد من انتقال المرض من مكان الى أخر واستمراره وصعوبة التخلص منه، ونشير هنا الى أن التعامل الصحى مع الدواجن اثناء الذبح والبيع يجنب إصابة الإنسان بإمراض اخرى غير أنفلونزا الطيور ومنها ميكروبات التسمم الغذائى على سبيل المثال ، وهنا يجب على التاجر والمربى والمستهلك إتباع الإرشادات والنصائح التى توجه من قبل الأطباء البيطريين والصحة العامة والعاملين معهم من الجهاز المحلى لان كل حالات الإصابة تحدث نتيجة الجهل بهذه الإرشادات والاستهتار من بعض مربى الدواجن خاصة فى تربية الدواجن بالمنازل،

3-   تغطيه أماكن تربية الطيور المنزلية وعدم تركها فى الخلاء لتجنب تلامسها بالطيور البرية أو المهاجرة التى قد تنقل الإصابة إليها.وإتباع الإجراءات الصحية السليمة فى تربية الدواجن لان التحصين لا يكن بديل لهذه الإجراءات فى منع المرض بل هو مساعد معها لمنع إصابة الطيور.

4-   ابتعاد الأطفال أو اى شخصى ليس له مهمة فى تربية الطيور لتجنب الإصابة وأيضا حماية هذه الطيور من الإصابة بهذ المرض أو اى مرض أخر قد يأتي مع الأشخاص محملين به على ملابسهم وأيديهم وأقدامهم نتيجة ملامسة طيور أو مخلفات طيور أخرى مصابة.

5-    التزام تجار الدواجن بضوابط تحرك الدواجن من مكان إلى أخر أو إلى الأسواق خاصة فى منطقة الإصابة.

هذا بالإضافة لما تقوم به الأجهزة التنفيذية بالحكومة كالطب البيطري ووزارة الصحة بإجراءات أخرى كمراقبة للمرض خاصة بالمزارع الكبيرة والتربية المكثفة وتحصين الطيور،وبهذه الطريقة يمكن التعامل مع الطيور بدون خوف ونحافظ على ثروتنا الداجنة وقبل ذلك صحة الإنسان، ولكى نتجنب المآسي من انتشار هذا المرض أو أي مرض معدى أخر من الدواجن، وبالتالى نكون أكثر وعيا وحزرا من إصابتنا وإصابة طيورنا أو حيواناتنا بهذه الأمراض المعدية، لان مرض أنفلونزا الطيور لم يكون الأخير طالما استمرت الحياة.

                                                      

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 18 مشاهدة
نشرت فى 27 ديسمبر 2014 بواسطة drkarim

ا.د/عبدالكريم ابوعيشة

drkarim
أستاذ الأمراض المشتركة ونائب رئيس قسم الصحة والأمراض المشتركة وسلوكيات الحيوان لشئون مادة الأمراض المشتركة ، كلية الطب البيطري ، جامعة قناة السويس ، مصر. »

ابحث

عدد زيارات الموقع

1,255