الأستاذ الدكتور/ عبدالكريم محمود أبوعيشة

كلية الطب البيطري - جامعة قناة السويس

الحيوانات المنزلية: أضرارها وطرق الوقاية منها

تزداد ظاهرة اقتناء الحيوانات المنزلية خاصة الكلاب والقطط  هذه الأيام بين الطبقات المختلفة من المجتمع المصري مع عدم وعى الكثير منهم بطرق التربية والرعاية الصحيحة لهذه الحيوانات، ولأن هذه الحيوانات فى تلامس مباشر مع الشخص أو الأسرة التى تقوم برعايتها حيث أنها تعيش معها فى حديقة المنزل أو داخل المنزل أو حتى فى حجرة النوم، والبعض يعتبرها كحارس للبيت خاصة الكلاب أو رفيقا لهم ويستمتعوا بوجودها واللعب معها خاصة الاطفال، فتربية ورعاية هذه الحيوانات لها شروط صحية يجب الأخذ بها لأنها ممكن أن تكون سبب فى إصابة الإنسان بأمراض كثيرة إذا لم يتبع الطرق الصحية السليمة فى تربيتها ورعايتها، وهذه الأمراض كثيرة فمنها على سبيل المثال داء الكلب (السعار) وهو مرض فيروسى قاتل إذا أصاب الإنسان وظهرت عليه الأعراض المرضية، وينتقل من الكلاب أو القطط المصابة إلى الإنسان عن طريق عضة هذه الحيوانات، وأحيانا لا تكون هناك أعراض مرضية على الكلب أثناء عضته، ولكن فى الغالب تظهر علي الكلب المصاب أعراض وأهمها الهياج وسيولة لعابه ويقوم بعض كل شخص أو أى شىء يقابله حتى صاحبة ونفسه من شدة عصبيته وهياجه ويموت الكلب من هذا المرض  فى خلال 2 إلى 6 ايام من ظهور المرض. ولحماية الانسان فى هذه الحالات يجب عندما يتعرض الشخص للعض من أى الكلب يقوم مباشرة بغسل الجرح مكان العضة بالماء النقى ثم بالمطهرات والذهاب إلى الوحدة الصحية لأخذ التحصينات اللازم ضد هذا المرض، وفى نفس الوقت يبلغ الطبيب البيطرى للكشف على الكلب ويحدد ما إذا كان مصابا بهذا المرض أم لا، وإذا كان الكلب سليما ظاهريا فيجب على الطبيب البيطرى متابعته لفترة من 10إلى 14 يوم وأثناء هذه الفترة إذا ظهرت أعراض المرض على الكلب يكمل الشخص الذى تعرض للعضة تحصيناته، وإذا كان سليما ولم تظهر عليه أى أعراض يوقف التحصين وليس هناك داعيا لإكماله لان هذا اللقاح يكون أحيانا له آثار جانبية، وطالما الكلب سليم فهذا يؤكد أن هذا الشخص لم يصاب بهذا المرض.ومن الآثار الصحية لداء الكلب بالإضافة لكونه مرض قاتل الخوف الشديد والقلق النفسى الذى يلازم أعداد كبيرة من الأشخاص التى تتعرض للعض وأسرهم من الإصابة بهذا المرض.

ومن الأمراض الخطيرة أيضا مرض الأكياس المائية وهو نوع من الديدان الشريطية التى تصيب الكلاب ويصاب الإنسان عن طريق الفم بالأطعمة أو بالايدى الملوثة ببويضات هذا الطفيل من براز هذه الكلاب المصابة أو أثناء التلامس معها، وعند إصابة الإنسان تصل يرقات هذا الطفيل إلى أعضاء مختلفة من الجسم ومنها الرئتين والكبد والمخ، ومرض آخر طفيلى ينتقل من القطط وهو طفيل التكسوبلازما الذى ينتقل عن طريق الفم بتلوث الأيدى أو الأطعمة بحويصلات التكسوبلازما الموجودة ببراز القطط المصابة أو بالتلامس معها والتى تكون أكثر خطرا على النساء الحوامل خاصة عندما تحدث الإصابة اثناء فترة الحمل والتى تؤدى إلى أجهاض أو تشوهات بالأجنة، وأمراض طفيلية أخرى كاليرقات الزاحفة الجلدية أو الحشوية وتحدث الأصابة بها خاصة بين الإطفال أثناء تواجدهم فى أماكن ملوثة بمخلفات هذه الحيوانات المصابة بهذه الديدان، ومن الأمراض الفطرية داء الفطريات الجلدية والذى ينتقل إلى الإنسان عن طريق التلامس مع هذه الحيوانات المصابة وربما يحمل هذه الفطريات بدون ظهور أعراض مرضية عليه وتكون الإصابة أكثر بين الأطفال لكثرة تلامسهم وقلة المناعة عندهم، ومن الأمراض البكتيرية مرض السل أو الدرن الذى يصيب خاصة الكلاب، والأمراض البكتيرية التى تسبب تسمم غذائى خاصة السلامونيلا والتى توجد فى أخراجات هذه الحيوانات وتلوث الأطعمة باقترابها من المطبخ أو أونى الطهى، وأيضا مرض حمى خربشة القطط والذى يحدث من خربشة القطط، لذلك يجب علينا الاهتمام بهذه الحيوانات ورعايتها بطريقة صحية لتجنب الإصابة بهذه الأمراض وأولها: معرفة مصدر هذه الحيوانات أى المكان الذى جلبت منه بالشراء أو غيره، والذى يجب أن تتوافر به كل الشروط الصحية من ناحية  تغذيتها، وأن يكون تحت إشراف طبى بيطرى وأخذت كل التحصينات اللازمة ضد الأمراض خاصة الأمراض الفيروسية، ثانيا: عندما تأتى بها إلى بيتك لتربيتها  يجب أن تهتم برعايتها بالتغذية الصحية ولا أعنى هنا أن تكون الوجبة متكاملة بقدر كونها غير ملوثة أى ليست من حيوانات أو دواجن مريضة أو أغذية فاسدة أو لها رائحة كريه سواء كانت لحوم أو أسماك  أو ألبان، ويجب عند تقديم الأغذية لهذه الحيوانات كاللحوم والأسماك  أن تكون معرضة لدرجة حرارة كافيه أو بغليها  للقضاء على أى مسببات مرضيه قد تكون موجودة بها، ثالثا: الحفاظ على نظافة هذه الحيوانات أثناء تربيتها بقص شعرها وتقليم أظفرها خاصة القطط للحماية من مرض حمى خربشة القطط وتنظيفها بالماء  لتجنب إصابتها بالفطريات الجلدية والحشرات والمسببات المرضية الأخرى التى تنتقل إلى الإنسان، رابعا: التخلص الصحى من مخلفات هذه الحيوانات يوميا واستخدام عازل كالجونتى او أى كيس بلاستك لمنع الاتصال المباشر مع برازها أو اخراجاتها أثناء التخلص منها، وعدم رميها فى الطرقات أو الأماكن العامة لتجنب إصابة الآخرين، خامسا: عدم ترك هذه الحيوانات تسرح خارج المنزل حتى لا يكن هناك فرصة للتغذى على المخلفات أو الحيوانات النافقة أو الفئران والتى تؤدى إلى إصابتها بالعديد من الأمراض. وعدم ترك الأطفال للعب مع الكلاب أو القطط الموجودة بالشوارع لأنها تكون محملة بمسببات أمراض كثيرة نتيجة  تجولها بالشوارع وتغذيتها على المخلفات، والطب البيطرى يقوم بقدر الإمكان بالتخلص من هذه الحيوانات، ولكن يجب علينا أن نكون أكثر وعيا لنحمى أنفسنا وأولادنا من هذه الأمراض.

 

                                              

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 18 مشاهدة
نشرت فى 27 ديسمبر 2014 بواسطة drkarim

ا.د/عبدالكريم ابوعيشة

drkarim
أستاذ الأمراض المشتركة ونائب رئيس قسم الصحة والأمراض المشتركة وسلوكيات الحيوان لشئون مادة الأمراض المشتركة ، كلية الطب البيطري ، جامعة قناة السويس ، مصر. »

ابحث

عدد زيارات الموقع

1,253