الأستاذ الدكتور/ عبدالكريم محمود أبوعيشة

كلية الطب البيطري - جامعة قناة السويس

تاريخ كتابة المقالة  2005/1/27

علينا الاهتمام بمرض أنفلونزا الطيور.. ولكن بدون قلق أو خوف

كثر الكلام والحديث مع الخوف لدرجة الذعر هذه الأيام  من مرض أنفلونزا الطيور لما يشاع بين وسائل الاعلام وتضارب التصاريح وأحيانا لعدم الثقة بين المسؤلين الحكوميين والجماهير خاصة فى المنطقة العربية، المتهمين أحيانا بعدم المصداقية ، ولكن أقول بكل صراحة وهذا بخبراتي العلمية كأستاذ للأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، أن هذا المرض حتى الآن لم يشكل خطر كبير على صحة الإنسان مع تعامل الخبراء لهذا المرض بمراقبته ورصده أولا بأول بين الطيور والحيوانات والإنسان فى معظم دول العالم ومع مشاركة واهتمام منظمات الصحة العالمية، ومع التقدم فى وسائل التشخيص لمسببات الأمراض التى لم تكن موجودة من قبل، لذلك يجب عدم القلق منه بل التعامل مع الدجاج كالعادة بدون خوف للأسباب التالية:

  • صعوبة انتقال فيروس انفلونزا الطيور من الدواجن المصابة إلى الإنسان حتى الآن والذى يفسره العدد القليل جدا من حالات الإصابة الذى تم تسجيلها بين البشر من بداية ظهور هذا المرض وهو ما يقارب 150 حاله من بين المتعاملين مع الدواجن المصابة فى دول جنوب شرق اسيا أو تركيا، على الرغم من عدم تسجيل حالات إصابة أحيانا حتى ولو وإصابة واحدة بين المتعاملين مع الدواجن فى كثير من المزارع المصابة بهذه الدول، ولم يثبت انتقال فيروس أنفلونزا الطيور إلى الإنسان عن طريق التغذية على الدواجن، وانتقاله فى الغالب تكون بنفس طريق انتقال فيروسات أنفلونزا البشر التى عادة تنتقل عن طريق التلامس أو استنشاق الرزاز من العائل المصاب، وكما نعلم أن ملايين من البشر تصاب سنويا بأنفلونزا البشر حول العالم وتؤدى إلى وفاة الآلاف منهم، ولكن بالمقارنة مع انتشار أنفلونزا الطيور بين البشر جميع فئات المجتمع فى احتكاك مباشر مع الدواجن والطيور وذلك بالتعامل مع الدواجن من بداية التربية إلى البيع ثم التجهيز والاستهلاك ووجود الطيور حولنا فى كل مكان وكم حالة تم تسجيلها حتى الآن.

·        يوجد 14 نوع أخر من فيروسات الانفلونزا تصيب الطيور بخلاف النوع الموجود حاليا المنتشر بين الطيور، وصحيح ان معظم هذه الأنواع أقل خطر على الطيور أو إذا انتقلت إلى الإنسان من النوع الموجود حاليا، ولكن انتقل أى من هذه الفيروسات سواء النوع الحالى أو الأنواع الأخرى إلى الإنسان سوف يؤدى إلى ظهور فيروس انفلونزا جديد نتيجة اندماج الفيروس المنتقل من هذه الطيور مع الفيروس الادمى الذى يصيب الإنسان، وهذا الخطر موجود من عام 1918 عندما حدث الوباء العالمى لأول مرة بين البشر ولذلك احتمال ظهور نوع جديد من فيروسات الأنفلونزا وارد فى اى وقت، ولكن مع التقدم فى وسائل تشخيص الأمراض سواء فى الحيوان أو الإنسان ومع رصد الأمراض وسرع مكافحتها تقلل الفرصة المهيأة لتلاقى فيروسات أنفلونزا الطيور مع فيروسات أنفلونزا البشر، لذلك نؤكد على الاهتمام لتقليل فرصة انتقال فيروسات أنفلونزا الطيور إلى الإنسان أو تكون فيروس انفلونزا جديد بالطرق التالية :

  • مراقبة فيروسات أنفلونزا الطيور بين الدواجن والحيوانات والإنسان بإنشاء معامل متخصصة فى كل دوله بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومعرفة نوع هذه الفيروسات ومدى انتشارها.
  • يجب على كل من يجد حالات مرضيه شبيه بأنفلونزا الطيور بين الدواجن التى يملكها فى بيته أو مزرعته التبليغ فورا إلى أقرب جهة بيطرية أو متخصصة تتعامل مع هذا المرض، وأعراض هذا المرض بين الدواجن تكون أعراض مرضية شديدة تؤدى إلى الانتشار السريع ونفوق معظم الدواجن المصابة، وتظهر فى صورة أعراض تنفسية ويصاحبها خرخرة أثناء تنفس الطائر وتضخم وزرقة بالعرف والدلايات بالوجه وقلة إنتاج البيض وإسهال وأحيانا أعراض عصبية. أما فى الحالات التى تم تسجيلها فى الإنسان من الإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور الحالى فى دول جنوب شرق اسيا كانت فترة حضانة المرض تتراوح من 2 - 4 يوم بمتوسط 3 أيام، أى الفترة من التعرض للإصابة او التعامل مع الدجاج المصاب حتى بداية ظهور الأعراض المرضية والتى ظهرت فى صورة حمى والتهاب بالحلق وأعراض تنفسية شديدة نتيجة الالتهاب الرئوى الذى قد يؤدى إلى الوفاة.
  • أذا تم اكتشاف حالات مصابة بين الدواجن يجب التخلص الصحى من هذه الدواجن المصابة والمشتبه إصابتها بالمرض فى المنطقة المصابة مع التطهير لكل الأماكن المنتشر بها هذا المرض للتخلص من هذا الفيروس المسبب للمرض وهذا ما تقوم به الأجهزة المتخصصة.
  • تحصين الأشخاص المتعاملين مع الدواجن المشتبه إصابتها بهذا المرض أو الأطفال وكبار السن المرجح اقترابهم أو تعاملهم مع الدواجن المصابة بلقاح الأنفلونزا الموجود حاليا والذى أحيانا لا يمنع حدوث المرض نتيجة الإصابة بفيروسات أنفلونزا الطيور ولكن يخفف من شدة الأعراض المرضية عند الإصابة، وبالتالى يمنع أو يقلل من عدد والوفيات أو يقلل من فرصة تكون فيروس جديد، وهذا إلى أن يتم اكتشاف لقاح فعال ضد هذه الفيروس. وأخيرا نؤكد عدم الذعر والخوف من هذا المرض بل التعامل العادي مع الدواجن كما كان قبل حدوث المرض وهذا ما أفعله شخصيا.

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 12 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2014 بواسطة drkarim

ا.د/عبدالكريم ابوعيشة

drkarim
أستاذ الأمراض المشتركة ونائب رئيس قسم الصحة والأمراض المشتركة وسلوكيات الحيوان لشئون مادة الأمراض المشتركة ، كلية الطب البيطري ، جامعة قناة السويس ، مصر. »

ابحث

عدد زيارات الموقع

1,275