Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

 

تأهيل الموظف العام رؤية مستقبلية

د.هويدا محمود أبوالغيط

رغم اتساع المجالات البحثية وإهتمام الدولة بإنشاء مراكز التدريب المتعددة بالوزارات المختلفة لتدريب العاملين بالجهاز الإداري للدولة إلا انه يمكن القول أن ذلك لم يسهم اسهاماً ملحوظاً في إصلاح هذا الجهاز والحد من الإهمال وضعف الأداء. ويرجع ذلك إلى أن برامج التدريب التقليدية لها تأثير محدود على سلوك الموظف وثقافته .

ومن ثم نرى أنه من الأهمية إيجاد آلية لإعداد الراغبين فى الإلتحاق للعمل بالجهاز الإدارى للدولة تضمن تأهيلهم على أرض الواقع من خلال تغيير مفاهيم وثقافة الوظيفة العامة، والتأكيد على دور الموظف العام فى خدمة المجتمع، وتوفير البيئة الملائمة للتأهيل لتنمية ثقافة الخدمة المدنية ودورها فى المجتمع، وتوضيح  أهداف الجهاز الإدارى للدولة اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال المساريين التاليين :

المسار الأول :

تأسيس برنامج تعليمى ينتهى بالحصول على درجة بكالوريوس فى الإدارة العامة حيث أن الجامعات المصرية لا تمنح درجة البكالوريوس فى هذا التخصص، ويوجد قسمين فقط على مستوى الجمهورية للإدارة العامة الأول فى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، والثانى فى أكاديمية السادات للعلوم الإدارية، وهذا لا يتفق مع التطورات المتلاحقة فى هذا المجال . 

المسار الثانى :

تأسيس مدرسة وطنية للإدارة العامة على غرار المدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية .. وهنا تجدر الإشارة إلى صدور قرار رئيس الجمهورية  رقم 434 لسنة 2017 بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب وتهدف إلى :

<!-- تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكل قطاعات الدولة والإرتقاء بقدراتهم ومهاراتهم .

<!--المساهمة في إعداد الأنظمة والسياسات الحكومية لتصبح أكثر ملاءمة مع احتياجات الشباب.

<!--تنمية قدرات ومهارات الشباب لتكون شريكًا أساسيًا وفعالًا في الحكم المحلي.

<!--توعية الشباب بالأخطار والتحديات التي تواجه الدولة.

<!--تنمية مهارات الشباب وتأهيلهم لتلبية احتياجات سوق العمل.

ويلاحظ أن هذه الأهداف لا تطابق مع فلسفة المدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية التى تهتم بتأهيل كبار الموظفين الفرنسيين وتعدهم لتحمل المسئوليات التى تنتظرهم على الصعيد الوطنى والأوروبى والدولى وتعمل على تبادل الخبرات بين الموظفين .

وفى هذا الصدد نرى أن ينشأ بهذه الأكاديمية برنامج آخر يتطابق مع المدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية ويمكن أن يختص بالإضافة إلى تأهيل القيادات الحكومية أن تقوم بإجراء الإختبارات اللازمة للتعيين فى الوظائف العامة كما جاء بقانون الخدمة المدنية رقم 81 لسنة 2016 فى مادته رقم (12)، وقيامها بدور لجنة إختيار القيادات القيادية والإشرافية الواردة فى المادة رقم (17) من القانون لضمان الحياد والموضوعية وحسن الإختيار .

وفى هذه الحالة يمكننا الغاء كافة مراكز التدريب المنشأة لتأهيل الموظفين بالوزارات المختلفة ودمج مراكز التدريب المركزية لهذه المدرسة مثل مركز إعداد القادة الحكوميين ومركز التنمية المحلية بسقارة .. لتقوم بتدريب وتأهيل المستويات الإشرافية .

 

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

276,041

ابحث