نظرية تدعيم السلوك Reinforcement Theory
د. محمد ماهر الصواف
انطلقت نظريات الحوافز (نظرية مازلو، فريديك هيرزبرج) من أن سلوك الموظف العام ما هو إلا نتيجة لرغبته فى إشباع حاجات معينة وهذا يفسر اختلاف مستويات الأداء بين العاملين من حيث الكم أو النوع . فليس بالضرورة أن يكون السبب فى ذلك هو التفاوت فى القدرات والمهارات العملية إنما قد يرجع إلى ترتيب أولويات الاحتياجات لدى كل من العاملين وإمكانية إشباعها من خلال نظام الحوافز المطبق بالمنظمة .
وجدير بالذكر .. أن نظريات الحاجات قد انطلقت من أن الحاجة المشبعة تنخفض أولوياتها لدى الإنسان ، ولا تصبح عاملاً فى توجيه وتحفيز السلوك ، ورغم أهمية نظريات الحوافز إلا انها اختلفت فيما بينها فى تحديد الاحتياجات التى يسعى الإنسان فى إشباعها إلا انها لفتت الانتباه أن هناك أسباب نابعة من داخل الفرد نفسه وهى الحاجات التى يشعر بها بالحرمان أو النقصان تفرض أن يكون نظام الحوافز مرناً يسمح بتقديمها كدافع للسلوك المرغوب.
وفى هذا الإطار تضيف نظرية تدعيم السلوك Reinforcement Theoryأن نظام الحوافز يجب أن يعمل على تأكيد وتثبيت السلوك المرغوب ويضمن بقاءه واستمراره، وتوضح أن كل فرد يطمح فى أن يلقى التقدير عما يؤديه من أعمال جيدة، والتى بدورها تعمل على استثارة الدوافع لديه لزيادة معدلات الاستجابات لأداء السلوك المرغوب فيه ومن إحتمالات تكرار هذا السلوك<!--.
وبعكس ذلك فإن السلوك الذى تمت مكافأته بطريقة سلبية سيؤدى إلى نقص فى معدلات أداء السلوك غير المرغوب ، وبالتالى انخفاض فى احتمالات تكرار السلوك.
ويلاحظ هنا ان نظام الحوافز الفعال هو الذى يكسب الموظف الثقافة التنظيمية التى تولد التوقع لدى العاملين بأن السلوك المتميز سيلقى التقدير والثناء وسيكافأ حتما بالحافز المناسب لما بذل من جهد وما تحقق من نتائج جيدة، وبالعكس يتولد الاعتقاد لدى العاملين أن السلوك غير المرغوب لن يلقى القبول وسيواجه حتما بالحافز السلبى المناسب الذى من شأنه ان يسبب الألم وعدم الراحة والإزعاج لمن قام بهذا السلوك غير المرغوب.
ولا حاجة للقول أن ترسيخ هذه الثقافة من شأنها أن تدعم وتثبت السلوك بمعنى زيادة احتمالات تكرار السلوك الجيد ، أو عدم تكرار السلوك غير المرغوب .
وتنطلق هذه النظرية من فرضية أن نظام الحوافز (الإيجابى أو السلبى) يمكن أن يؤدى كعوامل خارجية توجد فى بيئة العمل إلي إثارة انتباه الفرد وتدفعه إلى اتخاذ ردود أفعال معينه ، وهى بذلك تختلف عن نظريات الحاجات التى تنطلق من أن الحاجات تنبع من الفرد نفسه وهى بذاتها محركة لسلوكه طالما انها لم تشبع او يشعر الفرد بنقص فى اشباعها.
<!--[endif]-->