الاتجار بالبشر والتنظيمات الإرهابية
دراسة حالة : " تجنيد الأطفال في تنظيم داعش "
بحث من إعداد الباحثة ندى محمد إبراهيم الخولى
يناقش هذا البحث جريمة الإتجار بالبشر والتي سادت في العصور ما قبل الميلاد حيث تم تقسيم البشر إلى ساده وعبيد وظهرت أبشع صور الاستغلال الإنسان . وتوسعت تجارة الرقيق بصوره كبيره وواضحة إثر حركة الاستكشافات التي غزت العالم في القرنين السادس عشر والسابع عشر فظهرت حركة " القنص الآدمى" على سواحل القارات والمناطق المكتشفة خاصة الأفريقية منها وعرفت في ذلك الوقت ظاهرة الاتجار بالبشر "بتجارة الرقيق " وكان لبريطانيا دور كبير فى تعزيز هذه المشكلة ، ولقد بلغت تجارة الرقيق أكبر انتشارها قبل حرب الاستقلال الأمريكية ، وكانت قواعدها في لندن وليفربول . وطلبت انجلترا من رجال الدين مبررا لهذه التجارة . وبالتالي كان استعباد الزنوج مباحا بل ممارسا عند الأوروبيين.
يُعرف برتوكول الأمم المتحدة في شأن الاتجار بالبشر الذي وقعت عليه 105 دول، من ضمنها عدد من الدول العربية ، بأنه تجنيد ونقل وإيواء أو استقبال الأشخاص عن طريق التهديد أو استخدام القوة أو نوع من أنواع الإكراه أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع ، أو إساءة استخدام القوة ، أو استغلال موقف ضعيف ، أو إعطاء أو تلقى دفعات أو فوائد للحصول على موافقة شخص يتمتع بالسيطرة على شخص آخر بهدف الاستغلال ، ويشمل الاستغلال في حده الأدنى على استغلال الآخرين في الدعارة أو الأشكال الأخرى ، من الاستغلال الجنسي أو العمالة أو الخدمة القسرية أو العبودية أو ممارسات مشابهة للعبودية أو العمل بالإكراه أو نقل الأعضاء.
ومن المعروف أن مشكلة الاتجار بالبشر ليست وليدة السنوات الأخيرة ؛ بل هي مشكلة ترجع إلى الوراء لسنوات عديدة وحتى يتم فهمها بشكل صحيح لابد من الوقوف على تطورها التاريخي بشيء من الاختصار .
ولقد انتشرت تجارة العبيد والرقيق وصور استغلالهم البشع إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإلي الكثير من الدول الغربية واستمر الحال كذلك حتى ظهرت حركات مكافحة العنصرية والاستعباد واستغلال البشر بشتى أنواعه خلال القرون الثلاث الماضية وعلى الرغم من ظهور هذه الحركات المناهضة للاستعباد والرق إلا أن مشكلة الاتجار بالبشر لم تنتهى بل كانت تنمو أكثر فأكثر ولكن في الخفاء ، الأمر الذي جعلها أسوأ مما كانت عليه في العصور الوسطى إلي أن وصلت إلى ما هو عليه اليوم على الرغم من انتشار مبادئ الحرية والمساواة التي تكفلها القوانين سواء الدولية منها أو الداخلية وعلى الرغم من أن الدول الغربية قد اتهمت الدول النامية وبالأخص منطقة الشرق الأوسط بتهمة المتاجرة بالبشر إلا أن منشأ هذه المشكلة كان بسبب ممارستهم القديمة التي تتجدد باستمرار في الوقت الذي كانت مشكلة الاستعباد والرق في أوجها لدى الغرب.
وقد ناقش هذا البحث الموضوعات التالية : حقوق الطفل فى المواثيق الدولية وفي الإسلام والأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لجريمة الاتجار بالبشر ، وظاهرة تجنيد الأطفال في الحروب بصفة خاصة علي يد جماعة داعش هذا وقد ناقش البحث الأثار المترتبة عي تجنيد الأطفال