د علي اسماعيل للطب النفسي والاستشارات النفسية والزوجية والاجتماعية وللتنمية البشرية

موقع يهتم بتبسيط العلوم النفسية للعامة وللمتخصصين من خلال عرض حالات وفيديوهات وابحاث

<!--

<!--<!--<!--

                                                                                                               

           الزمالك مهزوم نفسيا قبل مباريات الاهلي<!--

 

<!--<!--<!--

أ.د. علي إسماعيل عبد الرحمن

أستاذ الطب النفسي م. بجامعة الأزهر

               استشاري بمستشفي عمليات الخفجي المشتركة

 

 

لا ينكر أحد تفوق الاهلي فنيا وتنظيميا أثناء مباراته الأخيرة مع الزمالك ، وهذا يرجع لعوامل فنية تحدث عنها المختصين ، لكنها ترجع أيضا لعوامل نفسية لها دور كبير فيما كان عليه الفريقين.

تنتشر خرافه مهمة جدا وصلت لحد الاعتقاد الجازم بين المصريين عامة ومشجعي الفريقين خاصة أن الأهلي كعبه عالي علي الزمالك في المواجهات المباشرة ( رغم أن نسبة فوز الاهلي0 6% فقط ) وأن الزمالك لا يفوز في أول مباراه بعد العيد ( ليس معي احصائية لذلك).

وهذان العاملان مع تفوق الآهلي تماما في العشر سنوات الأخيرى صنعت ثباتا انفعاليا لدي لاعبي الأهلي (ظهرتماما في بداية المباراة) وتوتر انفعالي شديد لدي لاعبي الزمالك.

والتوتر الذي ظهر لدي لاعبي الزمالك يرجع لعدة أسباب نفسية منها

1 الشعور بعقدة النقص: ويقصد بها هنا وجود قصور حقيقي (الكفاءة الفنية أو الادارية  ) أو معنوي (نقص الثقة بالنفس ، سنهزم حتما)  يؤثر على الشخص نفسياً ويجعله يشعر بالدونية وعدم الأمن والآمان، ويتبع ذلك عدوان ( ما حدث من مرتضي قبل المباراة ، حازم إمام أثناء المباراة ) وتعويض لتخفيف النقص هذا (توتر باسم مرسي ، عصبية عيد عبد الملك).

2 اختفاء إرادة الفوز لدي اللاعبين : وهي قدرة الشخص على الإتيان بعمل معين في تصميم ودون تردد (وهو ما توفر لدي الأهلي). فلاعبيه تمثل المباراة لهم حافز معنوي كبير تمثل ذلك في حضور الجماهير وتحفيزهم لتعكير صفو فوز الزمالك بالدوري والانتقام لاهانة رئيسهم ، بينما غاب عن لاعبي الزمالك التحفيز الايجابي ( عدم تجهيزهم نفسيا للتخلص من عقدة الاهلي المعنوية) بل العكس كان الشحن المعنوي السلبي هو الغالب علي تصريحات اللاعبين والادارة (راجعوا تصريحات الأسبوع الأخير قبل المباراة) ستجد أن خلفها تطمين للنفس أكثر منها تحفيز وإدارة نفسية متخصصة.

 3 التجـــنب و الهـــروب ، يعلم الجهاز الفني والاداري ما تحدثنا عنه من خرافة شائعة ، ومع ذلك استخدموا حيلة تجنب الحديث عنها والهروب من مواجهتهتا ومناقشة ذلك مع اللاعبين،وذلك لعدم توافر الإمكانات العلمية والنفسة الكافية للتعامل مع هذا الضغط ،  وقد يرجع هذا انتظارا لفوز يؤدي إلي إستجماع قوه الفريق مرة ثانية ويساعد علي استمرار الهروب حتي مواجهة أخري. وخطورة هذا التعامل أنه غالباً ما يصاحبه شعورا بالقلق وهو ما ظهر عند اللاعبين والجهاز الفني أثناء المباراة.

 

 

 4 الارتباط الشرطي بين دخول هدف وحتمية الخسارة: وهو ما يحدث في كل مباريات الأهلي والزمالك مما أوجد هذا الاعتقاد النفسي الوهمي لدي اللاعبين والجهاز وجعل التوتر يبلغ مداه وخاصة بعد الهدف الثاني الذي أطاح بكل آمال اللاعبين وجعلهم أكثر عدوانية وأقل تنظيما.

5 غياب الثبات الانفعالي قبل وأثناء المباراة

 الثبات الانفعالي للإنسان هو أن يكون لديه القدرة على التحكم في انفعالاته فلا تظهر بشده سواءً انفعالات الغضب أو الغيرة أو الفرح أو الحب ، والثبات الانفعالي سمة يتميز بها من يتصف بقوة الشخصية وبصحة نفسية جيدة، وتظهر وقت التعامل مع الضغوط و الأزمات.

فالانفعال يشوه التفكير المنطقي بنسبة من 70 إلى 80%  . ويفقد الإنسان السيطرة على نفسه  واعتقد أن اي مراجعة لسيناريو المباراة سيجد أن مشاعر العصبية والغضب والهلع كانت مسيطرة علي لاعبي الزمالك مما جعلهم يبدون في مستوي فني متدني جدا.

الحلول

من غير المنطقي في الفرق الرياضية الكبيرة ألا يتم رصد ظاهرة متكررة تمنع النادي من الحصول علي ما يستحقه من إنجاز بمعايير وجود امتيازات فنية موثقة ، لذا يجب علي الفريق الاداري الاستعانة بمتخصص نفسي للتعامل مع هذه الضغوط المتكررة من خلال:

1 الاستبصار : ويقصد بها مساعدة اللاعب علي تغيير سلوكه واتجاهاته وتنمية بصيرته. ويتم ذلك من خلال

أ. التداعي الحر للإنفعالات والأحداث التي ظلت مكبوتة لفترة طويلة، ويتم التنفيس عن تلك الانفعالات وبذلك تخف وطأتها وضغوطها علي اللاعب.

وتتلخص عملية التنفيس من حث المريض على تذكر الحوادث والخبرات الشخصية الماضية واسترجاع الدوافع والذكريات والصراعات الانفعالية التي لم يعبر عنها اللاعب أثناء المباريات أو قبلها أو بعدها تعبيراً كافياً.

ب‌.   تفسير مايحدث أثناء المباريات من خلال تتبع الصلات بين الأحداث والانفعالات المصاحبة وسمات الشخصية والتي لا تكون واضحة لغير المتخصصين.

ت‌.   توضيح التناقض بين ما يقوله اللاعب أنه يشعر به وبين ما يشعر به بالفعل من خلال وصفه لسلوكه وأفكاره.

 

2 تدريب اللاعبين علي فنيات الاسترخاء لاستخدامها في مواقف الضغوط ولمساعدتهم علي التعامل بسلاسة مع المواقف ، وهذا التمرين على بساطته ، يؤدى إلى خفض درجة الشدة النفسية.

3 استخدام فنيات التماسك والصلابة ( ما يطلق عليه العوام روح الفريق) من خلال تدريبات متخصصة لزيادة الثقة بين اللاعبين ، وبث روح التماسك بينهم.

4 وضع استراتيجية تدريجية نفسية وفنية للتخلص من كل خرافات الماضي ومنها فكرة الكعب العالي ، والهزيمة الحتمية وغيرها.

5 الفحص النفسي لكل اللاعبين لتحديد نقاط القوة والضعف في الشخصية والتعامل معها لصالح الفريق

 

 

المصدر: مقال منشور بمجلة الاهرام الرياضي عدد يوليو 2015
dralysmail

علي إسماعيل استاذ م. بطب الازهر /استشاري KJO / رئيس CME

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 134 مشاهدة
نشرت فى 15 سبتمبر 2015 بواسطة dralysmail

ساحة النقاش

دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية

dralysmail
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

97,145